# استغلال نجومها في إنتاج سياسي وتجاري اعاق انتشارها!
# الإنتاج المحلي جاء ضعيفاً مادياً وفنياً ومتواضعاً تقنياً
# على بعض نجومها التصالح مع الأجر خارج عقدة الدولار في الداخل
# هي أكثر دراما تتلقى تجريحاً من روادها وحسب الطلب أحياناً!
تنبه تجار المواقف، وتجار الفن إلى دور الدراما في التأثير على الشارع المقصود وبشكل عام، وتفهم أخصام سوريا مع محورها إلى دور الدراما التلفزيونية وتحديداً الرمضانية، وأدركوا تعلق الشارع السوري بنجومه قبل انتشارهم عربياً، فسارعوا إلى جذب الممثل السوري في أعمال ينتجونها بإغراقات مادية، وأيضاً تنبه المنتج اللبناني إلى هذه الحالة وربما بعضه بطلب من المنتج السياسي العربي فقام بمهام المنتج المنفذ والإنتاج الخاص، وانتج الاعمال المشتركة بسخاء لنجوم بعضهم بدأ يحقق نجاحاً في وطنه وغير منتشراً عربياً، وبعضهم صنع نجومية من هذا الانتاج المشترك الذي تعامل مع نجم واحد بمغريات مادية مخيفة وبالدولار، وهذا من المستحيل حدوثه في الوطن السوري!
انطلقت الدراما السورية بفكرة الفريق خارج البطل الواحد، وربما #دريد_لحام هو شكل بطولة خاصة، سار على دربه بعد سنوات ياسر العظمي من خلال “#مرايا“، يليهما #أيمن_زيدان، أما الباقون فكانوا الابطال في فريق، والنجاح جماعي، وهذا لم تشهده الدراما العربية بالمطلق، ومع الأيام دخلت ميدان المنافسة بثقة، كانت اللهجة غير محببة، فأصبحت مطلوبة، وتنبه الانتاج التركي لها، فغزاها بحجة الدبلجة، وهنا توهج الصوت السوري في كل الفضائيات العربية…لم تكن صدفة، بل خطة مدروسة!
شكلت الدراما السورية في حينه جدلية إيجابية، كتب عنها الكثير، نافست فتربعت فكانت الحرب، وضاعت، وتشتت، وكانت الهجرة، ولكن لم يتمكن غيرها من سد الفراغ رغم استغلال نجومها في إنتاج سياسي وإنتاج تجاري استغلالي لهم ولشهرتهم، وكل ما قدم لم يكن عباطة، بل بأبعاد مدروسة مدروسة مسيسة من كل الجوانب، ومع ذلك استمر الإنتاج الداخلي المتواضع المربك!
الدراما السورية اليوم، وبعد تهجير نجومها، وغياب وتغييبها بدأت بالعودة لتأسيس دراما واقعية، وحالة من جزء في الثقافة العربية مهما انتقدنا، ومهما كان الإنتاج الداخلي ضعيفاً مادياً وفنياً وتقنياً إلى أن ينتبه المسؤول إليها فستختلف الحكاية، وستعود إلى المقدمة!
هذا العام…عودة حميدة إلى دورها لآن تكون في الطليعة، وهنالك ما أنتج ونفذ في سوريا وبإمكانيات متواضعة، لكن الفكرة الطرح جيد، ينقصة الفنان النجم، والمفخرج المختلف، صحيح عددها وصل إلى 14 عملاً، القليل القليل منها جيد ذكرناها بملاحظاتنا السابقة، وللحق الذي انتج في سورية لصالح الخارج العربي، وضمن فكرة عودة البيئة الشامية كان ملفتاً، وحاضراً بقوة بريقها نذكر ” العربجي”، و” مربى العز”، و “زقاق الجن”، ومن أجل الذاكرة، والتوهج قبل الحرب كان من خلال هذه البيئة منها “ليالي الصالحية” وغيرها إلى أن تتوج شعبياً في بدايات ” #باب_الحارة” فكان الاستغلال السياسي الخطير ما بعد الحزء السادس منه، ومع قدوم الحرب الكونية ضد سورية، وضد الدراما السورية!
لا شك أن الواقع السياسي ينعكس ضرراً أو إيجاباً على الفن والفنان، وقد يصيب التصالح السعودي الإيراني، تصالح المحاور العربية بفك القيود خاصة على الدراما السورية، وهي أكثر من تضرر في صراع المحاور السياسية!
هذا التصالح سيخفف من حركة الإنتاج السياسي المركب في دراما هجينة برسائل سامة، وقد تعيد نجوم سورية إلى سورية ولكن بالأجر وبأسعار منخفضة عن ما سبق، وهذه مشكلة على الفنان النجم أن يتصالح معها خارج الدولار، وإن لم يتصالح سيكون خارج الورش المقبلة بجدية على الدراما السورية داخل البلد، وأيضاً على الدولة والمنتج في سورية مراعاة قيمة أجر الفنان الذي يستحقه حتى يستمر بعيشة كريمة!
لا شك هجرة نجوم سورية انعكست سلباً على الإنتاج المحلي، وفي السنوات الأخيرة حاولت الدولة من خلال قطاعات الإنتاج أن تقدم ما أمكن، فكانت الأفكار مختلفة وفيها جرأة، ولكن السقوط كان فنياً بمجمل ما عرضوه، وخاصة الاستعانة بنجوم الصف الثاني لتصدي للبطولة، والاكتفاء بمخرجين يحتاجون إلى مخرجين بسبب هجرة الأسماء الكبيرة!
حوالي 14 عملاً سورياً لهذا الموسم، وبصراحة لم تكن بغالبيتها بمستوى الطموح المطلوب، ولن أقف عند الهجوم من قبل جماعات السوشال ميديا، لكون الغالبية تتحرك حسب الطلب، ومن باب الخدامات الإعلانية المحسوبة على شركات الإنتاج أو الفنانين انفسهم، ومن خلال مصالح شخصية، ومن خلال حقد سياسي دفين، أو بسبب تطرف المعجبين، ولكن ما من دراما عربية تتلقى هجوماً قاسياً من رواد التواصل الاجتماعي التابع لجنسيتها وموطنها كما الدراما السورية، وأعتقد الأسباب واضحة، وستتغير مع تغير مصالحات المحاور!
العام، شهدت عودة حميدة وناجحة للبيئة الشامية، صحيح الأجواء متقاربة جداً مع ما سبق في مشاكل القصة، لكنها في السيناريو والحوار والتمثيل والإخراج والصورة أفضل من كل ما قدم عربياً… وبعيداً عن أي تجاهل استطاع ” #العربجي“، و” #مربى_العز” المنافسة والمتابعة عربياً لأسباب كثيرة، منها استخدام الألوان الصح، الصورة بمجاميع مدروسة بديكورات وازياء ومكياج، رؤية إخراجية اهتمت بالتنفيذ وليس بالتنظير، وإتقان عملية أداء الممثلين النجوم والشباب والكومبرس، و من بعدهما ” #زقاق_الجن” استطاع أن يحضر بتميز يحسب لفريقه، ومن بعده جاء ” #حارة_القبة3 ” عمل مدروس انهك بسبب الأجزاء!
هذه الأعمال لم تكن متواضعة، ولم ترتجل #الدراما_الشامية، واعادت الوهج الذي غاب، صحيح هنالك ملاحظات لكم وكثرة تقديم الدم والعنف والحقد، ولكن للأسف هذه حياتنا على ما يبدوا، وخطأ فادح نقلها إلى المنازل في شهر معين!
القاسم المشترك بين هذه الأعمال الأربعة التي ذكرتها رغم التميز هو خطف الأطفال، والبكاء، والحقد، والقلوب السوداء!
أما في الدراما المعاصرة فهنالك علة مشكلة كبيرة، لم تتمكن من المنافسة، خضعت لجهود كبيرة، ولكن فقر الإنتاج كان واضحاً مما انعكس سلباً عليها، أُبعد ” #خريف_عمر” عن هذا الكلام، عمل مدروس، قدم صورة ناضجة وعصرية فنياً، وعالج قضية جميلة بتفاصيل دقيقة وحساسة زادت من وهج العمل، إضافة إلى التقنيات الفنية التي استخدمها المخرج #المثنى_صبح بذكاء تحسب له، وهي De-aging تستخدم في هوليود من أجل إظهار الممثل أصغر عمراً، ولأول مرة تستخدم في سورية.
ورغم ما كتبت عن أحوال الدراما السورية المعاصرة أشير إلى عمل يتيم تميز بينها هو ” #مقابلة_مع_السيد_أدم2 “، مع تأكيدي نقدياً على ملاحظات كثيرة اخراجياً بشكل عام، وأداء بعض الممثلين في بعض المشاهد، وتواضع الانتاج كان بايناً!
وعلى صعيد الكوميديا غياب كلي كما تعودنا للجودة في الكوميديا السورية، فقط نجد ” #صبايا6 ” كان خفيفاً لطيفاً، فيه كم كبير من جماليات الصورة، وابعدنا عن ما عانيناه هذا العام من العنف والدماء…وباقي الأعمال مع إحترامي للجهود كانت متواضعة حتى في فبركاتها الإنتاجية والفنية!
التاريخي غائب كلياً، وبإعتقادي ظروف هكذا نوعية تحتاج إلى استقرار، وعدم التدخل في البناء الدرامي والقصة، وتتطلب تكلفة مالية ضخمة، وما إلى ذلك!
هنا ملاحظات لا بد منها، مع إدراكي لغضب بعضهم، وغضبهم آخر همي…وهمي الارتقاء في دراما كنت مؤمناً بها، وأول المشجعين المتطرفين سابقاً لها، ولا زلت اعتقد بأن عودتها ممكنة، وبأن الدراما السورية انطلقت من فكرة اللحم الحي، وهي من عباءة الواقع بذكاء، ولو اتيحت لها فرصة في حرية مسؤولة وطنياً وسياسياً خارج مفهوم السوق عند المنتج، والشهرة عند الفنان حيث بسرعة يتم الذهاب إلى الفجور المعاصر والمشاهد الوقحة، والخمور وما شابه، ستكون النتيجة مختلفة، خاصة أن الرقيب الآن أصبح أكثر وعياً وانفتاحاً كما قيل!
وقبل وضع بعض الملاحظات لا بد أن يتسلم المسؤولية في قطاعات الدولة المعنية بهذا الصرح المهم، والذي يقدم سوريا الوطن الجامع، والبلد التنويري، والمجتمع الولاد، والفرد المبدع في غربته والكسول أحياناً في وطنه، لا بد أن يستلم المركز من هو أهل للمركز المنصب، واختيار أصحاب الاختصاص والكفاءة لتحمل مسؤولية يعرفونها جيداً، ويعيشون مشاكلها وتفاصيلها!
ومن هنا أشير إلى :
– إيمان المسؤولين أن الدراما، خاصة التلفزيونية بإنها حركة وعي، وليست تحصيل حاصل، أو هي موسم ويعدي، بل هي تراكمات تاريخية إنسانية ثقافية!
– مشاركة القطاع الخاص مع القطاع الحكومي لا بد منها، غاية ضرورية مهمة جداً، بشرط ابتعاد الرقيب عن محاذيره الكثيرة وربما غير مبررة، وابتعاد المنتج عن استسهال الانتشار، وهذا الكل يعرفه، وكلنا نعلم ما هو البالون الذي يوصل إلى شهرة مؤقته وسريعة، بالون من فقاقيع الصابون!
– ابتعدوا فوراً عن الشللية، والنفوس البغيضة بين الزملاء ( لا أحب التطرق إلى هذا وبالاسماء)!
– تبني الدولة جائزة سنوية، ومهرجان سنوي للدراما السورية مع القطاع الخاص دون محاباة وخارج الواسطة، ومحكمة من شخصيات نزيهة ( في البداية سيغضب الفنان والمنتج، ومع المصداقية سيتعود على من هو أفضل منه، وانجح منه في الموسم، وسيقتنع بالنتائج مهما ثرثر هنا وهناك بشرط خروج التسييس والواسطة والعلاقات الخاصة من الجائزة ومن المهرجان السنوي)!
– ابتعدوا عن مرض النجومية المطلقة التي زرعت بسبب الهجرة الإجبارية الصعبة حياتياً، والسهلة دولارياً عند بعضهم!
– ابتعدوا عن تكرار موضة الأجزاء، لقد أصبحت مملة، وتقتل التميز السوري، وتكرر نفسها، وتوصل درامتكم إلى اهتزاز الفكر والفكرة، وإلى استخفاف بعقول المشاهد، وجمود المنافسة، وتوقعكم بالهبل الدرامي!
– تنبهوا إلى أن غالبية نجمات الدراما السورية لم يعد يصلحن للمشاركة بمسلسلات البيئة الشامية بسبب كثرة عمليات التجميل، والنفخ والشفط، وتغيير معالم الوجه!
– لا بد من البحث عن نجمات جديدات كما تعودنا في الدراما السورية، والمعهد المسرحي، ووما أكثر طالباب الشهرة!
– نزع فتيل الخلافات الشخصية خاصة من قبل المنتجين، ونجوم الصف الأول، والتخفيف من الثرثرة والتنظير على لسان أصبح منتشراً!
– الإهتمام من قبل المنتج السوري بأجر الفنان السوري، وإعطاء حقه دون مواربة!
– الإهتمام بالفنيين، وعدم تسويق فكرة قائمة بالتعتيل عليهم كخدم، وهذا الحال ينطبق على الكومبارس، والشباب الطامح في دراما الشهرة!
– ابتعدوا عن العنف المقرف والعصابات العامة والمخدرات السهلة وبساطة الدعارة الذي نشاهده بالأعمال السورية اللبنانية المصرية والمشتركة !
– مؤتمر سنوي للمنتج السوري يعنى في قضايا الدراما السورية ” مشاكل مع ضوابط لبعض الحلول”، ويهتم بفكرة المنتج الدرامي كنص وكموضوع وكوطن، والبحث الدائم لتقديم مواهب شابة جادة وبجدية في الإخراج والتمثيل والفن بفروعه الفنية المتخصصة العديدة والمتنوعة، والمساعدة على تقديم أسواق عربية ومحلية لها!
– تخفيف الضرائب على معدات فنية حديثة مستوردة من قبل شركات الإنتاج إلى البلاد من أجل التصوير وعملية التنفيذ لمواكبة العصر، ولا يضر أن يتم الإعفاء الضريبي عنها لسنوات !
– مصالحة بميثاق شرف بين الإعلام التابع للدولة والخاص مع شركات الإنتاج والفنانين، من أجل الإبتعاد عن الشللية بين القطاعات هذه، والتصرف بشخصانية مقيته!
– تنازل بعض الفنانين السوريين عن عنجهيتهم مع إعلام بلدهم، وبالتحديد الإعلام الخاص، وأنا أعرف علة هذا المرض الغبي جيداً من قبل الغالبية!
وإهتمام الإعلام الخاص بالإعلامي الموهوب والمتخصص المحترم لا المرتزق الذي يعيش على باب شركات الإنتاج، ويكتب لغايات تنافسية حاقدة وقذرة!
Leave a Reply