# تتعمد زكزكة الماضي هرباً من حقيقة الواقع المخيف أو الإشكالي!
# ما يجري من عنف وكثرة الجريمة في الشارع المصري نتاج ما يطرح في الدراما!
# غالبية ما عرض هو مكرر ومستنسخ يغيب الهوية ويعمل على كي الوعي
#شخصيات الحاضر تكرار لشخصيات الماضي درامياً دون معرفة الزمن والظروف
مؤسف ما وصل إليه حال #الدراما_المصرية من تخبط في غياب الهوية، وتعمد تخدير المواطن، والاصرار على أن لا تشبه مجتمعها إلا من خلال اللهجة، والغريب، أن هذه الدراما تحمل موروثاً ضخماً ومهماً أضاعته في السنوات الأخيرة، وهذا العام هو أسوأ ما يكون في انتاجها المسجون في لعبة إرضاء الأسواق الخليجية ” انتاجياً وعرضاً”، واعتماد عقدة النجم الواحد على حساب العمل ككل، لا بل تخترع النجم دون مستوى النجومية والموهبة، وتفرضه فرضاً من خلال تقديمه بعيداً عن الفن والتمثيل، لآن الدراما التلفزيونية تختلف كلياً عن السينما أو حتى المسرح، تستطيع أن يضحك ويستخف المنتج بالمشاهد هناك، ومن خلال بعض الأعمال، ولكن في الدراما التلفزيونية الموهبة الضعيفة لا تقدر على إكمال حلقة فكيف بالمسلسل المؤلف من 30 حلقة، وفي كل حلقة وجب تقديم اوراق اعتماد الموهبة!
الدراما التلفزيونية تكشف الموهبة، وتعري النجم المصنع، وغالبية المنتجين في مصر لا يدركون هذه الحقيقة، وربما يدركونها، ولكنهم يعتقدون أن الجمهور يقبل ما ينتجونه، ويقع في الدعاية ليس أكثر، وهذا استخفاف بالمشاهد من قبل المنتج، ومن قبل الخطاب الإعلامي المصري الذي يكتفي بمشاكل الفنانين على حساب النقد وجودة ما ينتج ويعرض، هذا أوصلنا إلى هذا المستوى الضعيف فنياً، والبعيد عن بيئته، ومشاكل وحزن وفرح مجتمعه، وكل ما عرض هذا العام مكرر، ومستنسخ ومعاد من الزمن الماضي كفكرة وكشخوص افتراضية بزمن جامد لا يخدم ما طرح سابقاً، ولا إفادة منه، وهو باختصار كم على حساب الكيف المفقود !
والمشاهد المصري ليس غبياً، وها هي منصات التواصل الاجتماعي تشهد كم النقد والهجوم على دراما بلدها، وايضاً المشاهد مسؤول عن الخزعبلات التي يستغلونه بها حتى لا أقول أكثر من كلمة استغلال !
أعلم أن هذه الملاحظة الحقيقة ستغضب الكثيرين، ولكن مجرد تأمل ستشكرونني على قولها…ومنذ أكثر من 10 سنوات ونحن نكتب أن #الدراما_المصرية تعاني من نطق اللهجة، خاصة عند النجوم الشباب على عكس الكبار، وهذا العام، وإلى الآن كل الأعمال المصرية التي شاهدتها تعاني من أصول النطق.. كلام سريع غير مفهوم، لا يعرفون الحديث على طبقة منخفضة، وما أن يسترسلوا بالكلام تتوه المفردات، وعلى الحوار السلام!
طريقة مصطنعة ومستفزة بالكلام، وفعلاً تفلت عن مسامعنا الكثير من الحروف بسبب هذا الغنج المفتعل، والملام السريع بحجة التلقائية فيضيع معها المعنى!
لو أخذنا فقط النجمة القديرة #ميرفت_أمين في ” #تغيير_جو” هي الوحيدة من بين كل المصريين في العمل تنطق صح، تخرج المفردة بسلاسة وسلامة، في الفرح وفي الحزن وفي حالة التعصيب والرومانسية نفهم ما تقول، بينما غيرها على اللهجة السلام!
لماذا ذاك الجيل نشرب معه اللهجة المصرية، وهذا الجيل يفرض علينا أن نهرب من هذه اللهجة التي نحب؟
قد يكون جيل النجوم هشام عبد الحميد وصابرين وأثار الحكيم هو أخر جيل مصري نطق #اللهجة_المصرية بسلاسة يفهمها هو وكل العرب، وأقل من القليل في هذا الجيل لا علاقة له بلهجته إلا بالصوت، والصوت لا يصل دائماً، ويحتاج إلى إسلوب وتصرف ونطق مفهوم!
المشكلة بمن يشاهد التمثيل في المشهد ولا يفهم أو يعلق أو يعيد المشاهد، وبالمخرجين المستعجلين أو المفروضين فرضاً، وبفنان الصدفة لأسباب ولرغبات وشهوات !
الم يلفتكم حال استسهال الجريمة والعنف؟!
ومنذ أكثر من عشر سنوات والجرائم الاجتماعية والطائفية والجامعية بتزايد في #مصر ، وكيف لا تتزايد ومنذ اتفاقية كامب ديفيد وأكثر ما يقدم في السينما دعارة الحياة، وأكثر من عشرين سنة تقدم الدراما التلفزيونية جرائم مبررة ومخدرات وحشيش وصراخ ودماء وقتل، وثأر… ما دامت هكذا دراما مصر، #مصر ليست بخير، انتبهوا!
ومع ذلك هذه الدراما تفتقر إلى نجوم المواهب والكبار فيها، وهي تعيش على ماضيها دون أن تجتهد لتقدم ما هو أفضل من ماضيها!
أن نحترم جهود الماضي بعلم وبمسؤولية لا يعني أن نعيشه، ولا نقدر أن نضيف الجديد المتمكن، وعلى الأجيال أن تختلف، والتقوقع في نجاحات الماضي هزيمة توصل إلى فقدان الهوية، وهذا فعلاً حدث في التاريخ العربي ككل، ويحدث اليوم في الدراما المصرية التي لم تعد قادرة على المنافسة، وأتمنى أن لا ينزعج احد من الحقيقة، وأن نعترف بعيشنا في الماضي، ولا بد من التحرر من الماضي إلى أفضل منه!
الدراما المصرية اليوم تحتاج إلى نجوم جدد خارج صناعة النجم الكذبة، وقراءة متأنية في اكتشاف النجم الموهوب الذي يعرف أصول النطق السليم، وكيفية الوقوف أمام الكاميرا، وتعلم حركة الجسد خارج صناعة مشوشة عبيطة، وعلاقات خاصة، والأهم معرفة قراءة النص وتجسيد الشخصية خاصة أن النجوم الكبار إما ماتوا، أو زارتهم الشيخوخة، أو يستمرون مع عقدة التصابي رغم ما وصلوا إليه من العمر!
وقد يكون #محمد_رمضان هو دليل واضح على ما ذكرته في صناعة النجم على حساب ما تتطلبه الموهبة، وكل ما قدمه في السنوات الماضية رغم الحملات الإعلامية المدفوعة لصالحه، و في ” #جعفر_العمدة” لا يرتقي إلى الدراما المصرية، بل تجميع قصص ومشاهد وصراخ داخل صراع، وبطولة مطلقة وصاحبها أقله لا يعرف نطق الكلمة، وهو سوبر مان مصر!
وينطبق هذا الكلام على #أحمد_مكي، صناعة لنجم يفتقر التميز، ويكثر من افتعال التمثيل، والدليل ” #الكبير_أوي7“…إسألوا أساتذة المعاهد في مصر سيجيبون اكثر مما قلته!
كما هنالك موضوع مهم جداً، يكمن بغياب المخرج المصري التلفزيوني صاحب رؤية ومن ثم يعرف تنفيذ الرؤية!
مصر كانت غنية بأسماء كبيرة من مخرجين يشكلون مدرسة في الدراما التلفزيونية، والأهم يديرون الممثلين خارج عقدة النجوم، اليوم، العمل المصري يكتب ينفذ يُخرج كما يشتهي النجم لا المخرج، لا بل تُكتب كل حلقة منفردة لغياب النص الكامل، وإذا وجد كاملاً يقوم النجم أو المنتج بذبحه، وتقطيعه على قياس النجم البطل الذي يرفض أن يغيب عن الشاشة، وهذا النجم هو من يختار الممثلين والكاتب، والمخرج وفريق العمل، وأعتقد مستوى أعمال النجم #عادل_إمام الأخيرة خير دليل على صحة ما أشير!
أكرر…ما ذكرته جعلها غائبة عن المنافسة، وأصبحت تهتم بالكم على حساب النوعية، ولا نوعية مهمة لديها حتى تصبح منافسة رغم أن الساحة تحتاجها، ولكن الفكر الاستهلاكي أضاعها، والأخطر تغييب الذاكرة، واستغلال عواطف الجمهور المصري من خلال الحارة الشعبية وصناعة النجم الكذبة، وزكزكته بكلام لم يعد يفيد الوطن، وتنفيذ طلبات وشروض العارض…حب الوطن ونجاحه لا يعني كم كلمه في مسلسل، بل بالفعل والتميز في تقديم المسلسل!
نعم هذا العام لم تكن بالمستوى المطلوب، وسقطت بوحل الأعمال المتشابهة المعتمدة على الجريمة، الحقد غير المبرر، مشاكل الميراث، المخدرات بمناسبة ومن دونها، والبطل الاسطوري العبيط الذي يصبح خارقاً بقوة زنده وذكاء لا يوصف بعد أن كان يتميز بغباء لا يوصف وجسده النحيل جداً، وتعمد تعدد الزوجات بطريقة عبيطة رغم فقره أو لا يوجد ما يغري في شخصه، وهذه علة انتشرت منذ نجاح فكرتها في مسلسل #نور_الشريف “#عائلة_الحاج_متولي“، وقطار الأخطاء في الدراما المصرية دهس على كل المزايا الفنية الفكرية التاريخية، ومراهقة الإخراج تصور مراهقة المشاهد بالإكثار من الإيحاءات الغرائزية!
الدراما المصرية في أزمة مصرية وفنية، وعلينا أن نعترف بذلك حتى تنهض، وتعاود الانسجام مع محيطها المصري، وأن تنطلق من بيئتها أولاً، لا أن تؤلف بيئة هجينة من كوكب مغاير لها، وتفرضها فرضاً من خلال استغلال اللهجة المصرية فقط! نعم الدراما المصرية بما تقدمه لا علاقة لها بالواقع المصري ولا بالمجتمع المصري ولا بالشباب المصري ومشاكله وقضاياه إلا من خلال اللهجة، ويا ريتهم يسهلون علينا فهم لهجتهم كما كان حال من سبق من ريادة مصرية عشقنا لهجتهم الواضحة بلسان سهل من قبل ممثلين كبار، ينسجمون مع ما يبوحون على عكس اليوم!
قد يستغرب القارئ اصراري على هذه النقطة بالذات، لآن الدراما بكل بساطة فكرة تصل من خلال اللهجة والصورة، والباقي فنون إبداعية إما تجعلها منسجمة مع الأصل أو تقحمها لتصبح مشوشة ومشوهة كما حال غالبية مواسم الدراما المصرية خاصة في هذا الموسم!
أكثر من 50 عملاً بغالبيته تعمد اقتحام الحارة الشعبية وإقحامها، والتي وصلتنا من خلال الديكورات المتكررة في كل المسلسلات المصرية، والإصرار أن تكون الحارة مشاحنات الكبير على وهم السيطرة، واللهجة السوقية القذرة في ألفاظ نابية، وتقديم المرأة على إنها إما فاجرة أو عبيطة تصبح جامحة في ردود فعلها القاتلة، وإما تاجرة مخدرات، وعبدة عند رجل يتزوج عليها دائماً، والعجيب في كل ما قدم من هذه النوعية يصرون أن تكون المرأة المصرية في الحارة الشعبية سفيهة قليلة أدب، لا تفكر إلا بالإغراء والشهوة واللسان الطويل، ولا تحترم لا عادات ولا تقاليد!
– كل الشخصيات الحاضرة تأخذ من شخصيات الدراما الماضية، وتكراراً جاهلاً للواقع وحقيقته في حياته الحالية، التكرار التقليدي الممل دون معرفة للزمن والظروف فنياً وليس واقعاً، اقصد يقلدون الشخصيات بما مثل سابقاً هرباً من قراءة شخصية الحاضر!
– عودة إلى الحارة الشعبية وزكزكة الماضي هروباً من طرح قضايا الواقع خوفاً منه، وعدم إزعاج الشاري العربي الذي وضع شروطه حتى يعرض عملهم !
– الجرأة في الدراما المصرية تعنى بالصراخ والزعيق، وارتفاع الأصوات المزعجة من دون مناسبة درامية، وكم من الشحن العصبي المخيف!
– نجوم مصر الجدد لا يعرفون النطق، يتبعثرون بالكلمة، وتخرج منهم غير مفهومة، ومن يشاهد مسلسل ” #ثلث_الثلاثة ” يجد هذه العلة!
– الإصرار على أن البطل خارقاً كان عبيطاً فأصبح نبياً وجباراً لا يقهر!
#إنتباه…الجريمة
القتل السريع، الجريمة الجاهزة، النشل، الفقر المخيف، الثراء الفاجر، ضعف الدولة، شراء القضاء بسهولة، اللعب بالقانون ومبارك بالبعد الفني، العنف بكل أنواعه، تشريع المخدرات في كل زوايا مصر، شكل المرأة الماجنة، البطل الخارق، غياب القانون، غياب العائلة، والكل يعيش على هواه…هذا بعض ما تطرحه الدراما المصرية منذ أكثر من عشر سنوات، وهذا ما يشاهده المواطن الذي لا يحب المغامرة ومشاهدة قنوات وأعمال غير مصرية، لكنه مصدوم، ومؤخراً بدأ يذهب إلى أعمال عربية خارج ما لديه، بمعنى لم يعد مقتنعاً بما يعرض في قنواته!
نتبجة حال الواقع ضرب للأسف البيئة الاجتماعية الصلبة، وفرز البعد الاقتصادي في العائلة الواحدة وفي الشارع بشكل عام، وانعكست سلباً على الغالبية بعد أن فرزت أغنياء وفقراء، والطبقة الوسطى غابت كلياً، لذلك لا نبالغ إذا قلنا أن نسبة الجريمة بغرابتها ارتفعت في مصر بجنون في السنوات الأخيرة، ومن المعروف سابقاً أن مصر بيئة مسالمة ونادراً ما يحدث فيها هكذا نوعية من الجرائم الشاذة والتي تطال الجامعات وصفوف الأغنياء لأتفه الأشياء!
ما يجري من استسهال ارتكاب جرائم وعنف في الشارع المصري نتاج ما قدم، ويشاهد، ويطرح ويعرض في الإعلام، وتحديداً في الدراما، والتي تؤثر على البعد الداخلي نفسياً وحياتياً، صحيح هنالك عوامل ثانية، ولكنها تصل بسهولة من غطاء البوابة الدرامية!
قد يقول أحدهم أننا نبالغ، ولكن بمجرد نظرة مسؤولة تشاهد الحقيقة المؤلمة، تأمل ما عرض من أعمال الحارة الشعبية الصعيدي ستجد ضالتك، ومنها ” جعفر العمدة”، “ستهم”، “#سر_الباتع” – هذا العمل يختلف بطبيعة طرحه التاريخي المزور، والاستخفاف بالاخراج التلفزيوني، ونهمس كثرة التنظير تجعل المخرج في وديان التوهان والخسارة- و “سوق الكانتو”، “سهم”، “حضرة العمدة”، “عملة نادرة”، “ضرب نار”، “الأجهر” … حتى في الكوميديا المصرية العنف فيها هو الطاغي ومنها ” الكبير أوي 7″ … نعم الدراما المصرية ساهمت بكي الوعي عند الشباب المصري، وعملت على طغيان النزعة الفردية بحجة العولمة…وحينما تصبح هذه حالة عادية في مصر تنعكس كلياً على الوطن العربي، فمصر هي العمود الفقري لكل العرب!
Leave a Reply