حل الفنان والملحن رواد رعد ضيفاً على برنامج “نجوم وأسرار” الذي يعدّه ويقدّمه الإعلامي جوزيف بو جابر، عبر إذاعة لبنان 98,1 و98,5 .
تحدث رواد عن طفولته وقال “أنا ولدت في عائلة متواضعة جداً، وأهلي ربونا على إحترام الآخر مهما كانت ديانته والتحلي بالأخلاق، أنا مسالم منذ صغري ولدي حس مرهف، وكنت كلما سمعت موسيقى أصغي وأصفق، كنت أحب رفاقي ، لكن في الوقت نفسه كنت أحب أن أكون قائد المجموعة”. وأضاف :”تربيت في منطقة برج حمود، وكنت قريباً من الجيران والأولاد هناك، نحن عائلة مؤلفة من أربعة أشقاء، والداي توفيا، رحمهما الله ، أحن للطيبة التي كانت موجودة في الماضي، حيث كانت الأم تقوم بكل واجبات المنزل والأب هو المسؤول عن تأمين المدخول، ولم يكن هناك الكثير من العاملات في المنازل، أما اليوم فأصبحت شبه موضة، ووالداي لم يكونا مقصرين معنا، لكننا كنا نرى الأولاد الآخرين يرتدون ثياباً غير ثيابنا، ويلعبون بألعاب غير ألعابنا، كان لدينا قناعة وكنا نقول دائماً “الحمد لله”، وكنا نفرح ونضحك”.
وعن أول دقة قلب، قال رواد “كانت لجارتي سيلفا في برج حمود، كانت ولازالت جميلة جداً، وهي اليوم إمرأة متزوجة وأنا أحييها، وزوجها صديقي، كنت أراقبها كيف تسير، وكانت تزورنا، كما أحببت إبنة الجيران في المبنى الآخر فكانت حين تطل على الشرفة أغني لها “جارتنا أحلى جارة”. وعن تجارب الحب بعمر ناضج، قال رواد :”أنا أحب سريعاً لأني عفوي وأحب الجمال ، وهناك علاقتا حب علّمتا في حياتي، وأشعر بأنه كان عليّ أن أهتم أكثر بهما، لكن ما حصل هو أن أول حب كان في أول إنطلاقتي الفنية حين كنت لا أزال في كورال السيدة فيروز ومسرح الأخوين الرحباني، وفي أول بدايتي في التلحين، والحب الثاني لم يستمر لأن طباعنا لم تتماشَ مع بعضها، رغم أننا حاولنا قدر المستطاع أن نتأقلم مع بعضنا، أنا تقبّلت كثيراً، وهي تحملتني كثيراً، لكننا وصلنا في النهاية إلى الفراق”.
وعن أيام الدراسة قال رواد :”لم أكن مجتهداً جداً، وكنت مشاغباً، لم أكن أحب مادة التاريخ ، لكن منذ حوالى ثلاث سنوات أصبحت أقرأ كثيراً التاريخ، كنت أكره الأدب الفرنسي، وأحب القراءة والإملاء والرياضيات والجغرافيا”.
وتحدث رواد عن مواقف محرجة حصلت معه، وقال :”كان لدي مهرجان في يحشوش وكنت مرتدياً بذلة بيضاء، وعندما صعدت على السلم لأعتلي المسرح وقعت وتوسخت البذلة، لكني غنيت ولم أغيّر ملابسي، وفي إحدى المرات حين كنت أشارك وزميلي نادر خوري في مسرحية “سقراط” في كازينون لبنان، توجهت ونادر لتناول طعام الغداء في المطعم، بعد تقديمنا عرض المسرحية بعد الظهر ، وبإنتظار العرض المسرحي المسائي، لكن عدت وقلت لنادر إني أفضل أن أتناول طعاماً خفيفاً، وكان هناك مكان فيه آلة تحتوي على مرطبات وكرواسان وشوكولا وغيرها بحيث تضع النقود في الآلة وتضغط على الرقم المناسب للمنتج الذي تختاره، فأنا إخترت كرواسان فضغطت على الرقم المناسب لخياري وكان 36، وعندما أراد نادر أن يحصل على كرواسان أيضاً ضغط على الرقم المذكور لكنه حصل على علكة، فكان الموقف مضحكاً”.
وتحدث رواد عن الفنانين الذين لحن لهم أغنيات هذا العام، وقال :”لحنت لمحمد عساف أغنية “سيوف العز” ، ولعاصي الحلاني “أحب الليل” و”قولوا الله”. وعن الفنانة نانسي عجرم قال إنهما لم يتعاملا معاً هذا العام، لكنه لحن لها سابقاً أغنية “من اليوم” ، وقال إن هناك تحضيرات مع الفنان معين شريف، وأشار إلى أنه ليس هناك تعاون مرتقب مع الفنانين ملحم زين ونجوى كرم . وقال رواد :”إن هناك فنانين يعيدون التجربة مع ملحن معيّن ، وهناك منهم من يعيدها ولكن بحذر لأنه كان هناك نجاحات قوية جداً، فأنا نجحت مع معين شريف وأيمن زبيب وجوزيف عطية ونانسي عجرم وجو أشقر وعاصي الحلاني ومحمد عساف ودينا حايك.. يجب أن تكون على تواصل دائم مع الفنان، حتى لو لم يكن هناك عمل بينك وبينه، أو أنه يريدني ملحناً له بحيث يجب ألا أسمع ألحاني لفنانين آخرين، وأنا جربت هذا الموضوع في بداية مسيرتي في التلحين لكنه لم يناسبني، فوصلت إلى نتيجة وهي أن يكون التواصل من بعيد لبعيد، وهناك الكثير من الفنانين لا يجيدون التفكير في مصلحتهم، فعندما ينجح الفنان بلحن مني يتصل به ملحنون آخرون ليعرضوا عليه ألحاناً فيتعامل معهم ، وفي معظم الأحيان ، لا ينجح ، فتبقى ألحاني معلمة وهذا نجاحي”. وأضاف :”هناك أغنية “مش عاجبك لون السما” التي لحنتها لجهاد محفوظ ، الأغنية ضربت وخلقت هوية لجهاد، كما لحنت له أغنية ثانية، لكننا لم نتعاون لاحقاً لأن جهاد أصبح يريد أن يلحن، وأصبح لديه ستوديو، أتمنى له التوفيق”. وقال رواد :”هناك بعض الفنانين يقولون إنهم يحبون ألحاني لكنهم لا يحبون أن يجلسوا معي لأني أغني خلال الجلسة ويقولون إني أريد أن أعلمهم كيف يجب أن يغنوا ، فنادرون جداً الفنانون الذين لديهم ثقافة فنية والذين يجيدون الغناء”.
وعما إذا كان هناك ألحان يندم عليها لأنه أعطاها لفنانين معينين، أجاب رواد :”نعم ، وهي أصوات معروفة، منها مثلاً أنه كان يجب أن يتم دعم أغنية “من اليوم” لنانسي عجرم بشكل أكبر، مع أن نانسي قالت لي إنها صورتها كليب، لكنها ومدير أعمالها جيجي لامارا عادا وقالا إن الكليب كان فاشلاً”. وعن أغنياته التي قدمها بصوته قال “برصيدي كفنان أغنيات “أول غمزة” و”مدري كم صاروا غنية” و”لبنان” ، أنا حضرت ألبوماً كاملاً ، وهذه الأغنيات طرحتها من هذا الألبوم، وأحاول حالياً أن أضيف أغنيات جديدة إلى الألبوم ، وسأطلق أغنية جديدة مع بداية العام الجديد”.
وعن أغنية “موج المارد” التي لحنها بمناسبة المصالحة بين التيار العوني والقوات اللبنانية ، قال رواد :”الأغنية من كلمات د. سعيد حديفة، التوزيع الموسيقي لستيف سلامة، حديفة هو من قام بالحملة كلها، وهو صديقي، وأحببنا أن نقدم هذه الأغنية ، وهي أحدثت ضجة، فهذا أقل ما نقوم به تجاه هذه المبادرة المسيحية التي خففت من الإحتقان الموجود بين الشباب”.
وفي فقرة “عطيني سرك” كشف رواد عن سر جديد وقال :”عدا عن مجال الفن، سأكون ناشطاً في مجال آخر، وسأعطيه إهتماماً أكثر وهو العمل الرعوي واللجوء أكثر إلى الرب، لن أصبح راهباً لأن هذه ليست دعوتي، سأكرس وقتي أكثر للرب من خلال خدمة ذوي الإحتياجات الخاصة والمسنين، والترنيم ، الله يقول لنا “لا تجربوني”، لكني إختبرته من خلال الأمور التي ذكرتها، ووجدت نفسي هناك حيث لا يوجد كذب، وتجد المعاملة التي لم تجدها مع الآخرين، ففي الوسط الفني الكثير من الكذب ، ولا يوجد فيه وفاء، الله خلقنا على صورته ومثاله ولن يتركنا، وهو يستجيب لنا حين نطلب منه من صميم قلوبنا”. وقال رواد :”لم أحب الوسط الفني، لا أريد الإعتزال، لكني شبه مبتعد ، وفي المقابل تبقى صداقاتي موجودة، لا أريد أن أقترب أكثر، بحياتي لم أقترب كثيراً من الجو الفني لأن هذا الجو كله ليس جوّي، لم أجد نفسي فيه، وجدت نفسي في موسيقاي وفني وصوتي وأدائي وصدقي ، والفن يتطلب أن ترتدي ثوباً غير ثوبك، وأن تضع قناعاً، وأنا لا أستطيع فعل ذلك”.
وعن آخر مرة بكى فيها، قال :”بكيت منذ أيام، وكانت دموع التوبة التي هي دموع الفرح بالنهاية ، دموع التوبة هي الأهم”.
وفي إجابة على سؤال “متى شعرت بأن الدنيا إنتهت”؟ ، أجاب رواد :”حين توفيت والدتي، وحينها كان إيماني ما زال ضعيفاً ، ولم أكن أدرك أن الموت هو حق ورجاء، لأن الإنسان يحب روحه أكثر مما يحب علاقته مع ربه”.
وعن أمنيته التي يتمنى تحقيقها، قال :”الأمنية هي أن يصبح فني رسالة وأن يصل إلى كل البيوت ، وهو حتماً سيصبح كذلك، أريد أن أقوم بما قام به الفنانون الكبار الذين سبقونا، وللأسف نحن نخسرهم بشكل متتالي، أطال الله بعمر السيدة فيروز وهي بالنهاية مطربة”.
وختم رواد حديثه قائلاً :”للأسف الفن اليوم ليس رسالة، وأنا خائف على الفن وعلى لبنان لأنه ليس بهذا الشكل تتطور الحياة، الطب تقدم لكن الفن عاد إلى الوراء”.
“نجوم وأسرار” يُذاع الثلاثاء الساعة الخامسة بعد الظهر، ويُعاد بثه السبت الساعة العاشرة مساء، إخراج أدهم إبراهيم .
Leave a Reply