المتسلقون …أجمل ما يقال عن شركة موريكس دور، وما فعلوه مع النجم زياد برجي يؤكد ذلك، وربما العودة إلى الماضي، وملاحظاتنا الكثيرة والكثيفة لم تعد مفيدة إذا قمنا بتكرارها، لكون الغاية من السهرة – مجرد سهرة عابرة لأسباب مهنية واكاديمية عديدة تعنى بأصول الجوائز تفتقدها – الغاية تبرر كل الوسائل التي لا تليق ولم تعد تليق بالسهرة، وما قاموا به من فعل مخجل مقيت بحق الفنان النجم معيب وأكثر من ذلك، لا بل ضربة عبيطة افقدتها مصداقيتها الضبابية من أصله، واكدت فقدانها للحضور مهما حاولوا تلميعها!
هذه السهرة وجدت من أجل غايات شخصية، وبحثاً تجارياً وتسويقياً إعلامياً لغاية في نفس هذا وذاك، ومن حق المشرفين عليها أن يفكروا فيها ويسوقونها كما يشتهون، ولكن خارج إزعاج غيرهم، وبما أن الدولة لا تكترث لوجود الفنان من أصله أصبح النظر إليها من باب الحضور العابر في ظروف صعبة قد تعبر، وعلى ما يبدو هذه السهرة تعيش الافول العابر، صحيح الحادثة قد القت الضوء عليها بعد غياب الضوء عنها وهي تحتاج إلى الضوء كيفما جاء وكان، واستهلك اسمها إعلامياً نوعاً ما من خلال الإشكال المذكور مجدداً، ولكن السؤال الواجب طرحه هو من انتم حتى تضعون الشرط المريض بالعناية، وتحددون أن لا يتم التطرق غناء إلى أصل فعل الحضور في السهرة، ولهذا الحد طلب إرضاء لمزاجية مغنية النشاز يتحكم بسير سهرتكم، أم كل القصة خدمة شخصية محسوبة على جهة سياسية معينة، وقد تكون هذه الجهة فاقدة الصلاحية الوطنية!
تفرضون على الفنان أن لا يغني أغنيته التي نال على أساسها الحضور إلى السهرة كي يغني؟!
* تقول الخبرية العلة أن المشرفين على (شركة موريكس دور) اتصلوا بالفنان زياد برجي قائلين: ” زياد…مبروك جائزة نجم الغناء اللبناني الأول… إنت ربحتها و عن جدارة…بس، بس ما تغني (وبطير )، ومنتمنى عليك ما تغني (وبطير)…غني شو ما بدك”!
قال الفنان زياد: ” مردودة مع الشكر، و بتمنى تدويب الجائزة، و استبدال قيمة النحاسات بوجبة تسد بطن جوعان، أو لمستشفى الأمراض العقلية لأنه إذا بتضل الحياة ماشية هيك بتصور رح يكونوا روادها كتار بالمستقبل”!
هذا الرد يكفي، ولا زيادة في الرد، ولكن من اعتاد التسول لإرضاء هذا وذاك لم يعد يهمه حسن الكلام ولا قيمة الحضور والفعل، ومن يسير حسب طلب الجهات الراعية أو السياسية التي تغطيهم تحت شرشفها المكشوف، ولربما السعي والمجهود المبذول لإقناع شخصية خليجية بشراء طاولة في سهرة افقدتهم عقولهم، ولكن لا تسلم الحركة الخفيفة والبهلوانية والمريضة كل مرة!
لم تعد هذه السهرة مطلباً عند الفنان ولم تكن كذلك ولن، وليست هدفاً في مشوار من يبحث عن النجاح…هي مجرد سهرة تلفزيونية أصيبت بالشيخوشة منذ البداية، وعلى قول الاخوة في مصر “حفلة وبتعدي” ، واليوم بعد هذا التصرف الاحمق المهزلة هي ” جرصة بتمر وتحتاج إلى إعادة نظر من المسؤولين في الدولة كي يتحملوا مسؤولية سهرة يوزع فيها مجسمات هنا وهناك حسب المزاج والمصالح الخاصة وتحت الطلب !
أما عن الفنان زياد برجي فنشير إلى إنه ومنذ سنوات لم نجد الفنان النجم الذي ينجح في التمثيل السينمائي والتلفزيوني وفي الغناء والتلحين كما حال زياد، ربما هو ليس الأهم، ولكنه يكاد النجم الوحيد الذي نجح بمجالات ذكرتها ولم ينجح فيها غيره!
وربما زياد ليس أجمل الأصوات واقواها، ومع ذلك حضوره منافساً، وقطف مساحة بصبر وبمجهود جعل له جمهوره ومحبينه في الوطن العربي، وقد يكون من أكثر الفنانين المطربين معرفة بمساحة صوته واستخدامه بطريقة صحيحة لا فرض عضلات تعيقه، ولا أمراض نفسية تحاصره…هو يغني بحب وشفافية فيحصد النجاح، وما يليق بفنه.
وربما زياد ليس ظاهرة موسيقية، ومع ذلك الحانه لنفسه ولغيره تنتشر بسرعة وتقطف النجاح الواسع، والغالبية من زملاء المهنة يسعون إلى الحانه القريبة إلى المتابعين وتحصد النجاح والانتشار السريع.
وربما زياد ليس افلطوناً في التمثيل، وليس رشدي اباظة، ولكن كل ما قام به درامياً حقق نجاحاً، وشركات الإنتاج لا تفعل ما يُخسرها مادياً، وما ينتظره من أعمال مقبلة كما عرفنا تؤكد أن هذا الشاب المجتهد هو حصان رابح في منهجية شركة الانتاج!
زياد برجي لا أعرفه شخصياً، ولكنه اجتهد في الفن ولملم حضوره مع الشهرة من جديد بتعب مدروس وبعناية، وصنع مساحة ناجحة تليق بطموحاته خارج الثرثرة الكاذبة والجدلية المريضة في عالم يغرق بالغيرة والنميمة والحسد!
Leave a Reply