في زيارة رسمية أولى لمعالي وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى، التقى وفد اتحاد الكتّاب اللبنانيين معالي وزير الثقافة في مكتبه في المكتبة الوطنية، بحضور مستشار الوزير الكاتب والإعلامي روني ألفا، لوضعه في واقع الاتحاد، وخصوصاً الانتخابات الأخيرة، ونقل الهاجس المزمن للكتّاب اللبنانيين المتمثِّل بضرورة تأمين مركز دائم لهم في مدينة بيروت للاضطلاع بالدور المناط بهم على المستويات كلها.
وقال الأمين العام للاتحاد الدكتور أحمد نزال، في كلمةٍ، في مستهلِّ اللقاء: “لقد أدَّت الثقافةُ دوراً راجحاً في تكوين نسيج المجتمع اللبناني، وكانت مشروعاً حضارياً، يترجم دور لبنان ورسالتَه في محيطه العربي ثم على مستوى العالم. وكان للكتّاب اللبنانيين دورٌ عظيمٌ في هذا المشروع الحضاري. جئنا اليوم، يا معالي الوزير، إلى وزارة الثقافة التي تشكِّل مركز إشعاع لدور لبنان النهضويِّ الرياديّ في العالمِ كلِّه، منذ أبجديةِ صور وحروف جُبيل، وثورة الحرف حتى اليوم.
جئنا اليوم، وفي القلب غصَّةٌ، بعد أن ذاق الكتّاب اللبنانيون لسنوات طوال مرارة حال المركز الذي من المفترض أن يشكِّل ملاذاً آمناً لهم على المستوى الإداري وعلى مستوى النشاطات أيضاً.
والمركز، اليوم، كما تعلمون معالي الوزير، هو عبارة عن شقة سكنية في بيروت، في شارع مزدحم وسط العاصمة، تحول بيننا وبين الوصول إليه عوائق كثيرة، ليس أقلَّها ما تتقاذفنا به مؤخراً رياحُ المحاكم بين الاتحاد والمالكين.
إن الكتّاب اللبنانيين، وبعد أن ضاقوا ذرعاً بما ذاقوا، من هول التهميش الرسمي وعدم الاستجابة لمطالبهم المتكرِّرة بتأمين مركز يليق بهم، سوف يبقون روّادَ فكرٍ وصنّاعَ حضارةٍ وشعلةً للوطن لا تنطفئ، يأتون إليك، ويناشدونك، وأنت المؤتمن على الثقافة، الوزير، الرجل الأنيق، الوطني الذي لا يساوم في الوقت الذي نشهد تغييراً في المفاهيم والقيم، وحرباً على المقدّسات والتراث والثقافة السليمة. وهم اليوم معنيّون ومطالبون وحاضرون لوضع إمكاناتهم الفكرية والثقافية في خدمة المشروع الثقافي الوطني الذي تتصدّى لإبرازه وزارة الثقافة في عهدكم المشرِّف”.
ثم جرى نقاشٌ عميقٌ في السبل الآيلة إلى إيجاد حلّ دائم لموضوع المركز، يخفِّف عن الاتحاد الأعباء المتراكمة، ويؤمِّن استقراراً بغية الانطلاق لتحقيق ما ورد في برنامج عمل لائحة النهوض الثقافي.
بدوره رحّب وزير الثقافة بوفد اتحاد الكتّاب اللبنانيين، واعداً بتأمين مركز للاتحاد في القريب العاجل، مثمِّناً دوره في صناعة المشهد الثقافي الوطني، داعياً الاتحاد إلى القيام بأنشطة ثقافية، خصوصاً في طرابلس عاصمة للثقافة العربية 2024.
ضمّ الوفد الأمين العام الدكتور أحمد نزال ونائبة الأمين العام الأديبة ميراي شحادة وأعضاء الهيئة الإدارية: أ. بسام ضوّ- أ. يامن صعب- د. رزق الله قسطنطين- د. وفاء الأيوبي- د. درية فرحات- أ. أمل ناصر- د. طوني مطر- أ. رامز الدقدوقي- أ. ليندا نصار.
وقدّم الوفد للوزير بطاقة “عضوية شرف” في اتحاد الكتّاب اللبنانيين، إضافة إلى التداول في شؤون ثقافية عامة.
Leave a Reply