بقلم // جهاد أيوب
عرفتها في بداياتها الإعلامية إلى جانب الكبار، لم نكن نعرف قيمة غيرنا، وهي ليست صديقة في حينه، ومن ثم عرفتها بكامل توجهها ونشاطها وجمالها واناقتها وحلاوة لسانها وأخلاقها وتواضعها ونجاحاتها الكبيرة حيث عقدت الرجال والنساء والصبايا وكل من يعمل في الإعلام لأسباب كثيرة أهمها تواضعها وأخلاقها وجمالها…
ليليان اندراوس رفيقة الصعاب في العمل وفي فكرها حيث لم تتنازل يوماً عن مبدأ عن حب وعن عائلة وعن وطن …وعن صديق، لكنها تحملت الغدر والطعنات بانفتاح على الله، والله هو السكينة والعطاء اللامحدود، والمعبر إلى بنك الصبر، وليليان هي صديقة وحليفة ورفيقة الصبر…!
أصيبت بمرض عضال، تحدته بتصالحها مع الرحمن ومع الحياة، لم تغب عنها الابتسامة رغم نيران الأوجاع وغزو تغيير الشكل في حينه، ودماء غدر تخلي الأحبة وبعض الاصدقاء، لم تكترث، لم تلتفت، لم تنق وتثرثر، ولم تستغل المرض والخيانة لتطل عبر الإعلام شاكية وطالبة استعطافاً!
أطلت حينما انتصرت على مرضها وشكلها، واعادت الوهج والنظارة إلى وجهها الصبوح، واستمر اللسان بتقطير العسل بالإيمان والجمال…!
في حينه صدمت الجميع حينما اعترفت بمرض كان، ولم تعتب أو تجامل أو تهاجم، وعادت إلى عمل يليق بها خاصة إنها الأكثر تصالحاً مع نفسها بين جميعنا في الإعلام!
منذ سنوات تصارع من أجل بقاء وشفاء والدها ووالدتها، كانت المستشفى والممرضة، والطبيبة والصيدلنية والخادمة “وهذا واجب” والسائق والكبيرة التي تلعب مع والديها!
تحملت بصمت، ولم تبوح بكلمة تشتكي همها ووجعها الداخلي، ذهبت إلى الرحمن، جالسته بصلاتها وعنفوان تربيتها…ومنذ أسابيع سقطت ورقة والدها لتصعد روحه إلى الباري…يومها اتصلت معزياً فكانت الدمعة ترسم حضورها، وارتجاف المفردات من صوتها تكسر تلامس فؤادها!
بادرتني بالصبر وبحمد الله…” كان أبي يحب أمي، تزوجا عن حب…كيف ستعيش أمي من بعده؟”!
أقل من إسبوعين الحبيبة الأم ذهبت إلى حبيبها الزوج، لقد غدت الدنيا من بعد الأحباب يباساً…الأن رحلت إلى من تحب، ولكن من هو يعيش بعد الأحبة سيقع في بئر الحرمان والشوق والذكرى والصور التي جمعتهم في زمن العطاء!
هذا ما أصاب الزميلة المتوهجة عطاء وإيماناً كما جمالاً في الروح والشكل…إنها اليوم منكوبة برحيل جسر الدار وست الحبايب معاً…
مرحلة يا صديقتي صافعة موجعة منكسرة وفضفاضة بمشاعر تولد الألم…ما أصعب الأيام المقبلة، وما أصعب صمت النظرات الباحثة عن من نحب، وما أقسى حياتنا حينما يغزونا الفراق في مذكرة الأعياد والمناسبات…
ليليان يا غالية على الفكر والصداقة والمحبة لا نستطيع غير الدعاء لك بمزيد من الصبر والإيمان وأنت المبادرة لنا بالصبر والإيمان…الله يكون معك في هذا المصاب وفي كل صفحاتك المقبلة…
Leave a Reply