في روحيّة عارمة بالصفاء وعزمٍ هائل لا يعرف الكَلَل والتعب. وفي روحانية مليئة بالإيمان والسعي لخدمة الله من خلال قدّيسيه .
وقف المُخرج اللبناني ” طوني نعمه ” في تحدٍ كبير أمام وضع ظرفي مقفل ومُثقل ، مَرّت وما زالت تمّر فيه البلاد والعباد ، حاملًا كاميرته برفقة فريق عمله ، متسلّحًا بعزيمته التي يستمّدها من الله ، ليبدأ تصوير بعض المراحل من حياة الطوباوي الأب إسطفان نعمه، ذلك الراهب الماروني الذي عاش حياة التقوى والصلاة والطاعة .
وتوّجه مع صحبه الى منطقة لحفد – مسقط رأس الطوباوي – متنقلًا بينها وبين دير كفيفان ليستشّف من خلال تواجده هناك مشهديّة الحياة التي عاشها الأب إسطفان وليرسم هيكليّة بناء إخراجه الذي أجاد في تجسيده مؤخرًا بـ فيلم سينمائي يحمل عنوان ” الربّ يراني ” الذي حاز على إعجاب الرهبنة المارونية وأكثرية المتابعين وأصحاب الخبرات والرأي.
وعلى الرغم من التحدّيات المادية والظرفية التي إعترضته بسبب جائحة كورونا وتفجير مرفأ بيروت واللعب في إرتفاع سعر الدولار. أثبت ” طوني نعمه ” أنه مُخرج المَهّمات الصعبة ، فقد أبدع بـِ عمله وفي تحمّل مسؤوليته الإدارية والتقنية لِما يمتلك من الصفات التي ساعدته في إخراج عمله الفني الذي جاء ناجحًا وعلى حيّز من الأهميّة حيث تلاقت مهارته على التخيّل والإبداع والابتكار مع النصّ المكتوب، فوظّف هذا التلاقي بصورة واقعيّة أحسّها المُشاهد مع كلّ مشهد ، كما أنه كان ملتزمًا بالتعامل مع السيناريو الذي وازن فيه بين الصورة وحجم جُمَل الحوار . فجاء العمل فاعلًا يحمل وضوحًا عميقًا ، متساويًا جوهره مع المضمون.
وليس بجديد على المخرج ” طوني نعمه ” أن يتسلّق سلّم النجاح ويتلألأ وهجًا في ضوء الشهرة ، فمُجمل أعماله تشهد على تفوّقه وتعطيه صفة التميّز .
ولطالما شهدنا له أعمالًا على الشاشات والمهرجانات لاسيما في برنامج ” عاطل عن الحرية “.
Leave a Reply