بقلم// جهاد أيوب
“مال القبان” من الأعمال الجميلة، ويطرح قضايا حساسة بمسؤولية، ومنها الطمع والرزق غير الحلال وإلى أين يوصل، وهو شريك أيضاً في الخوض بموضوع “الدعارة” كحل كما حال ما قدم في كثير من الدراما السورية لهذا الموسم، ولكن هنا المعالجات ليست سوقية كما سوقه بعضهم ببعضهن وحولهن!
صحيح فكرة ” مال القبان” بكل ما قدم مكررة في كثير من الأعمال المصرية ولكنها في ” مال القبان” لها خصوصية مختلفة ومغايرة ومتميزة، أهمها منطقية الطرح والحلول لكل خط درامي فيه، وفرش موضوع فساد بعض من هم في مناصب السلطة والقاء الضوء مباشرة على واقع المخبرين من تجار المصالح دون مبالغات، والتعامل مع اللهجة السورية بلكنة طبيعية غير فضفاضة او مضحكة…والجميل أداء الممثلين وبالأخص سلاف فواخرجي…ساحرة كانت، واقعية في كل حالاتها النفسية والابعاد الدرامية بكل مراحلها، ولم تبالغ في كل الأوضاع والمواقف رغم ما تعرضت له من أحداث. عاشت سلاف اللحظة فأقنعت، جسدت الموقف فتفوقت، تكلمت وتنفست ونظرت ومن ثم أكثرت من التدخين دون أن ترتكب فعل إزعاج المتلقي لآن الشخصية هي التي ظهرت من لحم ودم…سلاف التي أطلت في الحلقة الرابعة من أصل 30 حلقة وهي البطلة الأساسية أكدت غير بأنها مصابة بعقدة “النجومية”…إنها من زمن الفنانة النادرة، إنها المتقنة سلاف فواخرجي فخامة التمثيل وبنفسج الحضور ومخملية الأداء…
ووفق المخرج في التقاط حالات تعبيرية في مشهدياته، وتفوق في تسجيل سينوغرافيا شريكة بلعبة النص الحوار القصة…وفي ” مال القبان” نحن أمام مخرج يفقه بما يقوم به، ويعرف أصول إدارة الممثلين، وقراءة النص وما يريد منه، ورغم تسجيلي لملاحظات قد يبرر سببها السكربت ومساعد المخرج حول الراكورات، ولكن المخرج هو المسؤول!
والمشكلة واضحة عند سيف في الألوان الكئيبة والإضاءة المزعجة السوداء، فما وقع به من خطأ هنا وجد أيضاً في “العربجي2”!
– على الكاتبين يامن وعلي التخفيف من تقديم الشاب السوري على هذا المنوال من السوقية والشوارعية، وهذا لا يلغي رشاقة الحوارات رغم تكثيف الحالة الدرامية والمعاني فيها، وأيضاً رسم الخطوط الدرامية ببراعة ضمن القصة فكانت الحبكة منضبطة ومتفوقة ومنطقية…هذا الثنائي هو مكسب للدراما السورية !
– بسام كوسا هنا في أنضج أداء الخبرة، معبر، متفوق ولا يزال النجم الكبير.
– ختام اللحام تمكنت مع السنوات أن تقدم مساحة تليق بها، وقدمت شخصية الأم بمسؤولية وأهمية تحسب لها.
– نجاح سفكوني يتعامل مع الفن برقي، ولم نسمعه يجادل غيره، خبرة وقيمة، وهنا لعب دوره باتقان وإدارة وجدارة، وقدم احساساً مرهفاً في كل حالات الشخصية…نجاح فنان كبير.
– زهير عبد الكريم ممثل من طراز رفيع ولو تم خدمة الشخصية وتوسيع دورها ضمن الخطوط الدرامية لكانت ثرية أكثر، ومع ذلك زهير تفوق.
– حلا رجب ناضجة ومقنعة وقدمت الدور بحرفنة عالية لصالح العمل.
– يامن الحجلي في هذه الحالة رغم قرب الشخصية من ” ولاد بديعة” إلا أنه تفوق وخدمها بإخلاص مما جعلها مقنعة وثرية بكل حالاتها…على يامن الخروج من هكذا أدوار حتى لا يصبح نمطياً!
– خالد القيش من الوجوه الجيدة، ودائماً يضيف ويتميز، وهو نجم مهما اختلفت مساحة الدور.
– تحية إلى الرائع في كل الحالات الراحل محمد قنوع، ونلفت إلى أن الشاب بلال مارتيني قدم دوره ببراعة، وهنالك مشاهد اتقنها خاصة مشهد السكر على باب البار إلى جانب سلاف…بلال المستقبل له.
والممثل #ملهم_بشر أتقن دوره ويبشر بفنان يليق بالفن…
#مال_القبان تأليف #يامن_الحجلي و #علي_وجيه، ومن إخراج #سيف_سبيعي، وبطولة #سلاف_فواخرجي، و #بسام_كوسا، و #ختام_اللحام، والحاضر الغائب #محمد_قنوع، و #نجاح_سفكوني، ويامن الحجلي، و #خالد_القيش، و #حلا_رجب، و #سعد_مينة، و #بلال_مارتيني…
All reactions:
7
Leave a Reply