متابعة // إبتسام غنيم
حل الناقد و الاديب والتشكلي القدير جهاد ايوب ضيفاً عبر برنامج”صبحية عالحرية” مع الاعلامية امال فقيه عبر اثير ” صوت الحرية”.. الحلقة كالعادة كانت غنية ودسمة كيف لا، وكل من المحاورة والضيف يتمتعان بالكثير من المخزون الثقافي والاعلامي.. في البداية تحدث الاعلامي ايوب عن محبته لكلاء الزملاء المحترمين الذين هم صحفيون عن جدارة، وليسوا دخلاء .. وكعادته الاستاذ جهاد ايوب صاحب النكته اشار ضمن سياق الحوار انه اتى لتو من الجنوب الحبيب حيث الغارات الذي لا يمكن ان تردع ابناء هذا الوطن عن تقديم كل ما هو بناء ومبدع، وانه صامد بالجنوب بظل المقاومة.. واشار الى ان المنطقة تمر بوضع حساس خصوصاً ان هزيمة العدو كانت واضحة بعد 7 اكتوبر وبعدها دخول اليمن والمقاومة على الخط، ووجه كلمة للشعب الفلسطيني هي:” انتم اصحاب الراية والحق لا تهتموا بالخونة والعملاء وفلسطين باقية لاهلها ،ولاهل الجنوب اقول انتم اهل الرايات والصبر والقيمة والصمود والانتصار”.. وانتقلت امال لتسأله عن مقاله الساخر حول التوقعات مثل ” المولود ذكر او انثى/ الطقس معتدل او ممطر” وما شابه فقال انه يسخر بصراحة من المنجمين مشيراً بالقول:” لما وحدة تقول بدا تفقع طيارة، من الطبيعي ان يحصل هذا الامر لان هناك من يزودها بالمعلومات”، معلقاً انه يضع كل اللوم على وسائل الاعلام التي تفتح لهؤلاء المجال بالبروزة والشهرة، مؤكداً ان جهات مخابراتية تدعم كلا الطرفين و” القصة واضحة”.. وقال انه يعرف شخص يدعي انه ملهماً و”فشر يكون ملهم وكان يشتغل مع المخابرات السورية واليوم مع المخابرات الاميركية”..
واضاف:” انا ناقد واقراء العيون، وعندما اتمعن باللوحة التشكيلية اقول للفنان الحالة التي كان يعيشها عندما رسم لوحته”.. وقال انه يؤمن بالحسد والنسوة اللواتي يلجأن للسحر، السبب هو انهن لا يهتمين بأنفسهن ورجالهن عيونهم بيضاء ووقحون، ولا يعرفون الحب لانه من يحب لا يخون، مشيراً انه يحب الجميلات ويغازلهن لكنه ضد الخيانة.وهنا اشاد بالاعلامية امال فقيه وثقافتها وجمالها وبالمخرج محمد حمدان وانسيابه في اختيار الاغاني.. وتحدث عن تجربته بالخارج مع مُدرسة اميركية وكيف انها حفظت من العدو من ان العرب اغبياء ولا يعرفون الا الحرب، فكان ان عرض صور الشحرورة صباح بمسرحيتها ” ست الكل” فلم تصدق وقالت له ان هذه النجمة فرنسية ومحال ان تكون عربية، فأسمعها صوتها فذهلت،واراها صور الثلج والبحر والكنائس والجوامع والسيارات الفارهه ومن ان المرسيدس هي تاكسي في لبنان، وقال ان ان تلك الدكتورة كانت يهودية اميركية وقالت له:” نصيحتي لك بعد التخرج ان تقراء الكتب التي تنتجونها لتعرف كيف تقراء التاريخ لان اغلبية العرب يكتبون ويطبعون وقلة من يهوى القراءة، وان لا تُقيم علاقة مع من تعمل معك كي لا تخسر هيبتك” وانه فعلاً اتبع نصائحها مشيراً مرة اخرى انها كانت يهودية وليست صهي/ونية، وان اكثر نصيحة اخذها منها بعين الاعتبار هي ازرع المحبة تحصد الورد، وقال علناً:” انا جهاد ايوب تربية امراءة لهيك طلعت بحب الناس وما بغار ولا بكره حدا”..
وعمد كل من جهاد وامال بتوجيه العزاء لاسرة النجم فؤاد شرف الدين والشاعر محمد ماضي، وقال جهاد ان محمد ظهر مع النجوم الشباب حينها مثل مايز البياع وراغب علامة وغيرهما وقدم باقة من اجمل الاعمال، وان النجم فؤاد شرف الدين قدم اجمل الاعمال عن الوطن وكان لا يفرق بين دين وآخر.. وانتقلت امال لتسأله عن المرأة فقال المجتمع الذكوري المعقد يظلم المرأة كثيراً وبرأيه ان المرأة الناجحة هي التي تثبت وجودها وتأخذ حقها بدليل ان المطربة الكبيرة صباح عانت الكثير على مدار مسيرتها الفنية وايضاً كوكب الشرق التي حوربت جداً في بداياتها وكذلك اسمهان صاحبة الصوت الرائع، معلقاً انهن ظهرن بوقت كان فيه الفن معيباً للسيدة ومع ذلك تألقن.. وقال للاسف اليوم المرأة تحارب المرأة وخصوصاً الاعلاميات.. وقال ان المرأة الفرنسية فقدت انوثتها وباتت ترفض الزواج وتبيح لنفسها العلاقات مع البنات من منطلق منظر الحرية برأيها، وان الرجال صاروا مثليين ما يعني ان كل هؤلاء يفتقدون للدين والايمان.. وقال ان صناع المجد لم ينجحوا الا لان ورائهم امرأة التي هي كائن مهم، وعلق انه عاش يتيماً، اذ مات والده بسن مبكر ووالدته كانت صبية تركت بيروت وذهبت بهم اي اطفالها الى الجنوب وعملت بمهنة الخياطة، رغم انها كانت جميلة جداً ومن هنا ايقن ما يعني المرأة المكافحة التي تربي اولادها بدموع عينيها.
وقدم جهاد ضمن سياق الحلقة للاذاعة اغنية للصبوحة نادرة، وقال انه يحب الحب، وان الزواج يقتل الحب وتبقى العشرة التي هي امتن واقوى ونحن العرب فكرنا ذكورياً للرجال او النساء، لان المحبة اشمل، بينما الحب يكون مرتبطاً بمصحلة شرط ان لا تكون المصلحة طاغية على تلك العلاقة.. وعن النصيحة للرجال رد :” المرأة لا تحب الرجل التافه بل الذي يستخدم عقله وان يكون جسر البيت والحاسم، والمرأة بالمقابل قادرة على تعبئة الفراغ الذي يخلفه الرجل”.. وعن تغيير المعايير الاعلامية قال ان كل شيء موهبة لكن كل شيء يجب ان يكون مصقولاً بالثقافة والعلم، وان بعض رواد السوشيل ميديا يعطون رأيهم عبر صفحاتهم فيعتقدون انهم نقاد وانه كجهاد ايوب من 40 سنة لا يسمح لنفسه ان يقول رأيه عن اي شيء لم يراه او يكون قد سمعه وانه بالشهر الفضيل المنصرم ،لم يكتب اي نقد الا بعد مرور 17 يوم على عرض المسلسلات، على عكس احد الزملاء الذي يعطي رأيه من اول يوم عرض ويكون متواجداً بكل سهرات الفنانين التي يدعون عليها بعض الجهات الاعلامية ويضحكون عليهم بعزومة عشاء كي لا يكتبون ضدهم، وهنا المفارقة كيف يعطي رأيه من اول حلقة، واشار جهاد ايوب من انه يشاهد الاعمال كلها مما يضطره لاستخدام النظارات فكيف ببعض هؤلاء الدخلاء يكتبون ويتبجحون من اول يوم من الماراتون الرمضاني؟ وشدد من ان النقد له ادوات ومنهجية وانه يطور لغته وادواته ليتواصل مع الاجيال كافة.. وقال ان الشتيمة لا تصنع ناقداً على الاطلاق وانه يوجد غيارى من النجوم يكتبون ضدهم وانه يكفيه فخراً ان الكل يقرأون له ولمصداقيته، وان رواد التيك توك والسوشيل ميديا ليسوا اعلاميون على الاطلاق..وسألته امال اذا كان يملك الجرأة ليقول من افضل ممثلة فقال على الفور:” انا كتبت هؤلاء الافضل والاسواء، افضل مسلسل ” اغمض عينيك”،( وقال انه اختاره الافضل لان اغلب الاعمال السورية توجهت هذا العام للدعارة)، اغمض عينك كان قيماً وتطرق للفساد وفيه رؤية اجتماعية رائعة وامل عرفة كانت مبدعة، ” الشرار” عمل سعودي بدوي جميل وتم توقيفه، “اعلى نسبة مشاهدة” كان جيداً رغم بعض المبالغات، ” نعمة الافوكاتو” ليس الافضل لكنه حظي بنسبة مشاهدة جيدة، اما الاسواء ” تاج” القصة ليس فيها ترابطاً ،” الحشاشين” “عزك ياشام”،”العتاولة”،”ملفات منسية”، “نظرة حب”، “الوشم” “خطاف”،”ذاكرة قلب”، “2024” مشاهده كان فيها لعب ولاد،”صيد العقارب”،”ست بمية راجل” ،”سكة سفر” عمل كوميدي جيد، لتقاطعة الاعلامية امال فقيه وتسأله لماذا غفل عن ذكر مسلسل ” ع امل” فقال:” النص مأخوذ فكرته من عمل تركي وليس التيمه الاساسيه وهنا يكمن ذكاء المؤلفة، والنص تم العمل فيه من طرف المخرج والممثلة، وكان فيه مساحه للمخرج الذي هو ممثلاً اصلاً لكنه كمخرج اهم، وقال ان القصة كانت ضعيفة وفيها مبالغات والحوار ركيك وساذج ولم ينقل الواقع الموجود بهذا الاسلوب ، المطلوب بالعمل الدرامي ليس وضع حلول بل طرح الاسباب لمطلق قضية ونصيحتي لماغي بو غصن التي مثلت بشكل جميل جداً ومعها كوكبة من الممثلين الشطار وايضاً المخرج المتمكن ومع ذلك وقعت بالفخ يعني في مشهد يطلب فيه عمار شلق من اخيه الذهاب لاصطياد الارانب معقول؟ نحنا طيور ماعنا بلبنان من وين طلعوا بفكرة الارانب؟اتمنى ان تلعب ماغي ادوار اخرى كما فعلت امل عرفة في ” اغمض عينيك” حول تعاملها مع الولد الذي يعاني من حالة معينة بالاضافة الى تركيبة المجتمع”.
حلقة غنية بآراء القدير جهاد ايوب الذي مع كل معلومة يقولها هي بمثابة درس للاعلاميين الحقيقيين واسئلة بغاية الذكاء من طرف امال فقيه التي عرفت كيف تدير دفة الحوار وتنتقل مع ضيفها من موضوع لاخر من دون الوقوع بفخ الملل خصوصاً ان الحلقة امتدت لاكثر من ساعة وكان الناقد الكبير يقول رأيه بكل شيء بأسهاب وعفوية وموضوعيةبالاضافة الى ان وروح النكتة كانت طاغية على الحلقة.. تحية حب لكل من الصديق الاستاذ جهاد ايوب وللصديقة العزيزة الاعلامية المتميزة امال فقيه.
Leave a Reply