في حفلٍ تكريمي جامع، حضره نخبة من أهل الإبداع والمُجيدين في مجالهم واختصاصهم..
كُرّم الإعلامي والناقد والأديب د. جهاد أيوب فكان لتكريمه وقعًا طيّبًا على نفوس الحاضرين وقلوب المتابعين الذين فرحوا بوجوده بينهم – وهو المُقلّ بإطلالاته على الحفلات التكريمية – فكان قيمة إضافية تضجّ بالطاقة الإيجابية، مما أعطى دفعًا ورُفعةً لمسار السهرة التي حَفِلَت بتكريم وجوه نحترمها جميعًأ.
إذًا كرم جهاد أيوب بعد هذا المشوار المتعب المشرف، يعني كلنا تكرمنا معه…هو قيمة مضافة ويعطي القيمة قيمة وقيم، وهو المتواضع الذي يشاركنا همومنا وافراحنا وكل مناسباتنا، وهو ذاك الفارس الذي أعطانا مسؤولية في النقد وكتابة الخبر بمصداقية، ونحن نؤمن بذلك، وهذا ما يجعلنا نعترف بما تميز به أيوب…
كُرّم جهاد أيوب ..
نعم..
كُرّم هذا العملاق الواقف فوق هضبة من حقبة التاريخ، سارحًا بنظره نحو آفاق مُعطرّة بأمجاد الأصالة وصناعة الحاضر، متعمّقًا بأسرار روايات الإبداع، واضعًا جمالياتها في رجاحة كفّة ميزانه، مستذكرًا روائع صانعيها الذين يولدون كلّ يوم في فكره وبذاكرته التي تبحر مع حكاياتهم في خضّم الذكريات وشواطئها ولا تقف عند موجة عاثرة ولا أمام غضب تيّار هائج.
كُرم وهو بيننا طفلاً يجارينا بكبرياء المهنة، والأجمل أننا كرمنا من يقف معنا في كل المواقف…
كُرّم هذا الشامخ بجبينه، الشاهق بكُبر نفسه، المُتمرّد على ذاته.. صاحب النظرة الناقدة التي لا تراعي في تصويبها سوى الحقّ والحقيقة.
كُرّم هذا المُتمكّن من علوم المسرح والموسيقى والرسم التشكيلي والدراما بكل فصولها .. هذا الثائر على النمطيّة والسرديّة المقيتة.. العارف بأصول الكلمة والصور البيانية واللغوية .. هذا الأديب الرائد الذي طاف العديد من الدول زارعًا البلاغة في النصوص والصياغة الدقيقة في صلب الخبر..
كُرّم .. هذا الإعلامي الراقي الذي لا يُداهن ولا يهادن ولا يوارب في إبداء رأيه، مهما عصفت رياح المقاربات والمحسوبيات، لأن ثباته ناتج عن قناعة وعلم ومعرفة ولأن رسالة الإعلام التي إرتضاها مترافقة لحياته يؤمن بها أنّى إيمان.
كُرم جهاد أيوب يعني كُرمنا معه وإلى جانبه لكونه دائماً يشعرنا أننا أفضل منه، وفي الحقيقة هو الأفضل الاطيب المتميز والمتفوق والمتواضع..وهو أول من يتصل ليبارك إذا تميزنا، وحينما نكون في أي مكان تجده يبحث عنا رافضاً أي خطأ ضد الزملاء…وهذا من النوادر!
د. جهاد أيوب .. قيمة أدبية وإعلامية قلّ نظيرها في زمن لا يعير للهامات الكبار إعتبارًا.. لكن معه رضخ الزمن لهامته وأُجبر على الإعتراف به ناقدًا فنيًا – يكاد يكون الوحيد – في شرقنا العربي لما يحمله من علم وأدب وثقافة وإلمام بكلّ باب من أبواب الفن العريق والصحيح، وتتجلى هذه الفرادية من خلال كتاباته وإطلالاته الإعلامية ومقابلاته الذي يجيد فيها.. أقلّه شيئًا كثيرًا من كلّ شيء، ولو لم يكن بهذا التفوّق لما تصدّر نخبة النقّاد والإعلام ولما كانت تستضيفه الإذاعات والشاشات والمواقع، وما كان نسج علاقات صداقة ومهنة مع عمالقة كبار من الأخوة العرب على تنوّع مشاربهم في الأمور الفنيّة والصحافية..
والأهم لا يتحدث بما لا يفقه، ويسأل دائماً كي يتعلم حتى الآن رغم مشواره الطويل..
كُرّم جهاد أيوب .. وبتكريمه تكرّم الفن والأدب والإعلام، فكان الجامع الذي أجمع عليه المُحبّ والمُبغض .. فالجميع رحّب بتكريمه وقدّم له التهنئة.
Leave a Reply