سلاف فواخرجي …حبق الفن، وياسمين النجاح، واناقة البوح، وغصن الجمال والتصرف المدروس، والمجبول بحرية إمرأة تعرف حدودها وماذا تربد، وأم ناجحة كنجاح أحلام الأطفال بين أحضان والدتها الفضفاضة طيب ووالدها المثقف المسكون بالعطاء قبل وبعد سفرهما إلى الرحمن…
وذاك الحبيب الزوج الذي يعرف قيمة الملكة سلاف، وقبل أن تُجرح افترقا بحب ووئام لتحتل الفراشات فضاء الصداقة، والفراشات تعرف قيمة جمال وروح ونفس سلاف لتتصالح معها في كل زمان ومكان!
هذه المخلوقة التي تزرع من حولها الإخلاص والتنوير في الفن وفي وطنية الوطن الجريح، لم تقترف فعل الخيانة وتتبجح بالدجل كغيرها، ولم تجر من خلفها كلاب الهزيمة لتزور افعالها، بل اعتادت أن تتصرف كالملكة وهي الملكة، وتتحدث كالواثقات وهي الواثقة، وتجول في صور افعالها كالمطر العاصف وهي عاصفة إن غضبت دون أن تهدم المدينة…
هذه المجبولة بالوفاء والحسم دون أن تأسف إن قررت، وهذه السيرة العطرة أينما حلت وكانت وباحت وجلست وصورت وفاضت بالبوح الجميل، وجعلت من عطرها يغزو كل العطور تعرضت إلى غدر معيب…”الكبار أمثال سلاف ينتظرون الغدر الكبير وبما يليق بهم، وليس الغدر الصغير من صغار لا يعرفون ألف باء الحضور”…نعم تعرضت إلى غدر في شتلة الحبق، وليتوزع حبق هذا وذاك برائحة كريحة خارج تاريخ الحبق، ويبقى حبق سلاف فواخرجي ينتشر في كل المعمورهة، حبقها كرامة وتوازن وقرار يحسم المواقف وبتهذيب، وهذه هي سلاف، وهكذا تربت وعاشت وستعيش وربت وساعدت وخدمت وبكت سلاف فواخرجي، ولم تندم!
لا قيمة لعمل لا يوجد فيه حبق سلاف فواخرجي…هذا ليس تعصباً، بل لهذه الإنسانة الفنانة الأم الطفلة حالة من ياسمين الشام، ومن ثورة صبر السعتر”الزعتر” اللبناني، وانتفاضة الجنوب وفلسطين، وخميرة اليمن، وحزن العراق، وصفات مصر والنيل، وحكايات الاردن والمغرب وتونس وأرض الجزائر، وعناقيد الخليج…باختصار، من يتعرف عليها يجد كل ما ذكرته ببساطة ومن دون جُهد، هي هكذا كل اوطاننا العربية بوطن إسمه سوريا…لا تميز بين المواطنين وبلادهم، ولا أعرف حتى اللحظة سر وطنيتها وانتفاضة حبها واحترامها إلى الجميع!؟!
ربما يعود ذلك إلى ثقتها بأرضها وأغنيتها وحبق زرعته بيديها حتى لو جاء اللص وسرقه!
منذ معرفتي بها، وهي لا توزع غير المحبة، وإن ضاقت مساحتك من حولها تهديك من مساحاتها الفواحة، وإن اقتربت بخبثنة منها، تضحك وتضع النقاط فوراً على حروف الحقيقة، وتمسك الشمس لتسير معها بعد أن تصنع من الشمس ثوبها حتى لو سرقوا الحبق منها…!
عزيزتي سلاف، لك بيننا حدائق لا يعرفها إلا شرفاء المهنة.
لك معنا الكتب المليئة بصفحات كُتبت بذهب العطاء.
لك فينا أغنية صباح حينما تحدت الجميع لتزرع دهشة الفرح، وأغنية فيروز حيث السكون وراحة البال، ودبكة ورقصة لا يعرفها غير الأقوياء والعشاق…
سلاف فواخرجي، هذه ليست المرة الأولى حيث يزورك الغدر في مهنة كثر فيها ومن حولها الدخلاء، لذلك ستغيب شمسهم، وتشرق شمسك دائمة النهوض، ببساطة هؤلاء مجرد غبار على شجرة مثمرة، وأنت شجرة لا تعرف غير العطاء…
Leave a Reply