إحتضنت الكنيسة الأرمنية الإنجيلية الأولى في بيروت، حفلًا موسيقيّاً متميزًا بدعوة من رئيسة المعهد الوطني العالي للموسيقى المؤلفة الموسيقية هبة القواس حمل عنوان “من وحي النغم”، أحيته الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق – عربية بقيادة المايسترو أندريه الحاج ومشاركة ندين عواد غناءً.
حضر الحفل شخصيات سياسية وإعلامية وموسيقية وجمهور الموسيقى الراقية في لبنان.
وافتتحت الأمسية الإعلامية والشاعرة ماجدة داغر، المستشارة الثقافية والإعلامية في المعهد الوطني العالي للموسيقى، بكلمة ألقتها نيابة عن المؤلفة الموسيقية هبة القواس، التي تعذّر حضورها لأسباب طارئة.
وفي تجلّ فنّيِ فريد، انسكب النغم ليغمر الحضور في رحلة وجدانية عميقة، فلم تكن الأمسية مجرد حفلة موسيقية، بل كانت احتفالاً بالروح اللبنانية الخلاقة، وقدرتها على صهر التراث والابتكار في بوتقة واحدة. وكان قلب هذه الأمسية النابض هو الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق-عربية، التي تألقت تحت قيادة المايسترو أندريه الحاج، فكان الحاج ساحراً يمسك بعصا الزمن، يلوّح بها ليُطلق العنان لطاقات كامنة، ويحول النوتات الصامتة إلى ألحان حية، بقدرته الخاصة على قراءة الروح الجماعية للأوركسترا، وبتوجيهاته الدقيقة التي تجمع بين الحسم والشغف، نسج المايسترو الحاج من كل آلة خيطاً ذهبياً، ليتشكل في النهاية نسيج موسيقي متماسك، يجسد التناغم المثالي بين الأصوات الشرقية العريقة، من رنين القانون الشجي، إلى دفء العود العميق، مروراً بصدى الناي وتلك الآلات الغربية التي تضفي بعداً عالمياً على الأداء، فكان انعكاساً لسنوات من الجهد، والتفاني، والبحث عن الكمال الصوتي.
وإلى هذا المشهد الموسيقي الساحر، أضافت الفنانة ندين عواد بُعداً متجليّاً بصوتها الأخّاذ. تميز أداؤها بالشجن وبالقدرة على لمس أوتار الروح، فكانت في كل كلمة وكل نغمة تجربة حسية فريدة. إنها فنانة تجمع بين الإتقان التقني والإحساس الفني العميق.
Leave a Reply