آشي حدشيتي رجل يتقن لغة الحوار ويستفيض في التحليلات ، يرفض المساومة على المبادىء ولا يرضخ لأسلوب المسايرة.
عصاميّ ، شقّ طريقه بكثير من العمل والمعرفة حتى بات من القلائل الذين يسبرون غور الأشياء ويجيدون في وضع الأصبع على الجرح..
صريح الى درجة المواجهة، صادق الى منتهى الصدق.. لا يأبه الا للحقيقة ولا يتكلّم الا بصوابية قناعاته.
أنه مدير إذاعة سترايك الذي كان لنا معه هذا اللقاء:
1- ماذا يعني لك الفن، وانت مدير إذاعة فنيّة ، وكيف تتعاطى مع الفنانين؟؟
*- الفنّ هو نبض حياة ، ولا تحلو الحياة من دونه خصوصًا الفن الموسيقي الذي أعتبره غذاء الحبّ والمحبّة..، فهو يغسل ارواحنا من أوساخ وهموم الحياة اليومية ويجعل من قلوبنا صافية، ننقيّة ،عزبة.. والموسيقى بشكل خاص، وحدها التي تشعل نار قلوب الرجال وتدمع عيون النساء.. أنها خليط ومزيج من الأصوات والسكوت..هي أسرار المجد اليوناني، علمًا أن اصل كلمة يوناني آتية من فن الألحان. وتاريخنا الإذاعي مرتبط بتاريخ إذاعة ” سترايك ” المشهود له بالعلاقات الطيبّة والمحترمة مع جميع الفنانين اللبنانيين والعرب كما أن سترايك ساعدت الجميع مع بداية مشوارهم الفنّي ولا تزال تساعد ، إن كان بالإستشارة التي تسديها إليهم أو بمتابعة مسيرتهم الفنيّة.. وهذه سياسة إتخذها مسارًا الأستاذ نبيل ابي جابر مؤسس وصاحب إذاعة سترايك..ونخن مستمرّون بها و إذاعتنا تتوق دائمًا نحو الأفضل ومعروفة على الصعيدين اللبناني والعربي ، وكانت السبّاقة أبدًا في التواصل الفنّي والإعلامي حينما لم يكن هناك من تواصل إعلامي سابق كما هو اليوم.
2- مَن من الفنانين الذين تستهوي أغنياتهم وشخصهم؟
*- كثيرة هي أغاني الفنانين التي تهّزني وفي طليعتهم السيدة فيروز التي أعتبرها بمثابة البخور المقدّس للروح ، كما ان أغنيات الراحل الكبير العملاق وديع الصافي تشعرني بالأصالة ، كذلك أغنيات الموسيقار الراحل ملحم بركات التي هي حالة خاصة بالنسبة لي ومميّزة من ناحيتي الكلام واللحن والصوت .. وهو بالمختصر لبناني عريق في فنّه.. إضافة الى إعجابي بأغنيات وشخصيات أغلب الفنانيين المتواجدين على الساحة اليوم ، وهم بدرجة جيد جدًا ، الذين يجيدون فن الإلقاء ومعرفة إختيار اللون الذي يتناسب معهم ..ولكلّ واحد منهم نكهته وله عدد لا يستهان به من الجمهور .
3- هل تؤثر صداقتك مع بعض الفنانين على علاقاتك مع غيرهم؟
* – أبدًا، العلاقة مع الجميع يغمرها التفاهم والصداقة الحقّة ، وهي جيدة جدًا فلا يوجد تمييز بين فنان وآخر ..لكن التجارب والوقت كفيلان لمعرفة قيمة كل شخص وكيفية التعاطي معه ..لكن في النهاية أحترم الجميع واتمنى التوفيق لهم .
4- ما هو تقييمك للوضع الفني الحالي؟
*- الوضع الفنّي اليوم اشبه بالذهب الذي لا يصبح نحاسًا ولا تنكًا ..ومهما طال الوقت يبقى الذهب ذهبًا.. أما ما نشهده اليوم من هبوط في المستوى الفني ، يعود الى أسباب عديدةأهمها، صنّاع الأغنية أي الشاعر والملحن والموزّع. وبالنسبة لي كلمة الفن الهابط مرفوضة تمامًا ، بل يوجد شاعر هابط وملّحن اهبط وموزّع اكثر هبوطًا .. ويعود أسباب هذا الهبوط الى السرعة في كسب المال إضافة الى دخلاء الفن..لكن في النهاية يبقى المستمع هو الحد الفاصل والغربال اذا جاز التعبير.. وحده الذي يغربل مَن هو الجيّد والهابط..والهابط مهما حاول التعالي والغش ستكون نهايته حتمًا سلّة المهملات .. كما ان للـ ” رايتنغ ” الدور الكبير والخطير لما يُسمّى الفن الهابط لانه بحّد ذاته هو عمق الهاوية ومَن يراقب الاحصاءات يعرف تمامًا سياسة الـ رايتنغ..المبنيّة على المال .. ومَن يصدّق بعد اليوم شركات الإحصاء ..
ألم تنم أميركا على فوز هيلاري كلينتون رئيسة للولايات المتحدة ثم تستيقظ على نتيجة مخالفة؟؟
أين هي مصداقية الإحصاءات وكذب الإعلام والإعلان المدفوع ؟؟
وبرأيي عندما يصبح الإعلام مدفوعًا تُشوّه الحقيقة ، فهو وُجد لصونها وحفظها .. لذا المطلوب اليوم وضع حدّ لهذه المهزلة والكذبة الكبيرة..فالآمال معلّقة على معالي الوزير الصادق وزير الإعلام ملحم رياشي لوقف هذه المهاترات.
ويالنسبة الى مسميّات الإذاعات التي تدّعي كلّ منها أنها رقم واحد ..
هل يوجد في التاريخ إذاعات يدّعون جميعهم انهم رقم واحد؟؟؟ أنه زمن العجائب..!!ا ونطالب بوضع حدّ نهائي لهذه الفوضى العارمة وللإذاعات غير المرّخصة وتلك المرخّصة التي تؤجر موجاتها الإضافية لإذاعات أجنبية فيصبح التشويش سيد الموقف ويقضم من الصحن الإعلامي .. وهذه مخالفة للقانون والعدل والمنطق..فالأنظار مرفوعة الى الوزير الذي وحده سينصف الموضوع.
5- ما رأيك بمَن يحمل الألقاب التي تاتيهم هباء؟
*- أنها مهزلة ما بعدها مهزلة، فلقب السفير يعني أنه فاعل خير ورسول مصلح بين قومين .. وفي القانون الدولي هو ممثّل الدولة في بلد اخر ..
فمَن هم اصحاب هذه القيم الذين يستحقّون مثل هكذا القاب؟؟
انها أضحوكة ومهزلة.. أنهم سفراء ( فيما لو صح الوصف) تحت تحت العادة.. انهم اكذوبة في مسرحيات كبيرة ..
ومَن المسؤول ومَن هوالمراقب؟
ألم تسمع في الفضيحة الكبرى مع الممثلين المصريين الذين وُهِبوا لقب سفراء النوايا الحسنة في مصر؟؟ فالذي يعاني الفراغ الداخلي والفراغ الثقافي هو الذي يبحث عن لقب لإخفاء ما يشعر به من نقص.. الألقاب تاتي للعظماء في بعض الحالات فقط.. هل سمعت يومًا بلقب مُنح لـ ” جبران خليل جبران ” أو المتنبّي أو سقراط ؟؟
مع انهم من أعظم الخلق.
Leave a Reply