“التاريخ وحده يبرهن الحاضر .. والتجارب وحدها تصنع الرجال “، ومن هذا المنطلق، قدّمت الهيئة العامة للرياضة والهيئة العامة للترفيه في المملكة العربية السعودية، الحفل التاريخي الكبير الذي جمع الأدب والشعر والفن، حاملاً معاني حب الوطن، وأسمى آيات التهاني والتبريكات لخادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود (سلمه الله)، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود (رعاه الله)، والى الشعب السعودي أجمع، بمناسبة “اليوم الوطني السعودي 87”.
في هذه الليلة الأسطورية، تعانق الماضي والحاضر ليرسما تاريخ شعب، وحضارة شعب، ومجد شعب، وأصالة شعب، مليء بالتطلعات والانتصارات، في ظل “رؤية 2030” الثاقبة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع (رعاه الله)، وهي كما أعلن سموه :”رؤية الحاضر للمستقبل، التي نريد أن نبدأ العمل بها اليوم لِلغد، بحيث تعبّر عن طموحاتنا جميعاً وتعكس قدرات بلادنا. فدائماً ما تبدأ قصص النجاح برؤية، وأنجح الرؤى هي تلك التي تبنى على مكامن القوة. ونحن نثق ونعرف أن الله سبحانه حبانا وطناً مباركاً هو أثمن من البترول، ففيه الحرمان الشريفان، أطهر بقاع الأرض، وقبلة أكثر من مليار مسلم، وهذا هو عمقنا العربي والإسلامي وهو عامل نجاحنا الأول. كما أن بلادنا تمتلك قدرات إستثمارية ضخمة، وسنسعى إلى أن تكون محركا لاقتصادنا ومورداً إضافيا لبلادنا وهذا هو عامل نجاحنا الثاني. ولوطننا موقع جغرافي استراتيجي، فالمملكة العربية السعودية هي أهم بوابة للعالم بصفتها مركز ربط للقارات الثلاث، وتحيط بها أكثر المعابر المائية أهمية، وهذا هو عامل نجاحنا الثالث. وهذه العوامل الثلاثة هي مرتكزات رؤيتنا التي نستشرف آفاقها، ونرسم ملامحها معاً. واستنادا لهذه الرؤيا الثاقبة التي باتت لسان حديث الجميع، اتحد الشعر والفن في حفل “اليوم الوطني السعودي 87″، الذي اقيم مؤخرا في الصالة المغطاة بملعب “الجوهرة” في مدينة جدّة “عروس البحر الأحمر”، من خلال حناجر 11 مطربا من نجوم الغناء السعودي والخليجي والعربي ، كدلالة كبيرة هدف من خلالها على إبراز الترابط القوي والتلاحم بين الجمهور ونجوم الحفل تجاه قيادتهم الرشيدة من جهة ، وسعادتهم بـ”رؤية 2030 ” من جهة اخرى. والنجاح الكبير للحفل ما هو سوى خير برهان ان الفن السعودي نهر عطاء لا ينضب، فلا عجب إن منحناه كل هذا الإهتمام والدعم والثقة.
وفي هذا الحفل التاريخي، الذي تولّت إدارته وتنظيمه شركة “روتانا للصوتيات والمرئيات”، شاهدنا ثوابت كثيرة تطرح نفسها، لعّل من أبرزها، أن الجمهور السعودي المخلص والراقي جاء في استفتاء شعبي جماهيري ضخم يؤكد ولاءه المطلق لقيادة وطنه، بترديدهم وبصوت واحد مع نجوم الحفل عبارة :”ربنا واحد ودربنا واحد.. كلنا سلمان وكلنا محمد” وما جاء في الأغنية الوطنية “رفرف يا الأخضر” التي تعدّ الأضخم على صعيد الإنتاج والقيمة الفنية والمشاعر، وشارك في غنائها النجوم : “فنان العرب” محمدعبده، عبادي الجوهر، عبدالمجيد عبدالله، راشد الماجد، عبدالله الرويشد، رابح صقر، ماجد المهندس، حسين الجسمي، أصيل أبو بكر، وليد الشامي، طلال سلامة. وهذه الأغنية كتب كلماتها الشاعر خالد المريخي، وتولى تلحينها “سهم”، ليثبت من خلالها مشهد اجتماع نجوم العمل سويا على المسرح، بأنه يوم الوفاء .. الذي يصبح فيه حب الوطن بحناجر نجومه وضيوفه كقرص الشمس الذي يطفو فوق الخليج، مضيئا بشعلة الوفاء والولاء المستمرة منذ تأسيس المملكة العربية السعودية في حضرة المغفور له المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود (رحمه الله) ، الذي وحّد وصنع بالوحدة قوّة، ثم بنى بأقلّ الإمكانيات وبعزيمة صلبة، وفكر مستنير وحضاري ،أعظم البناء، ومن بعده واصل أبناؤه ملوك السعودية رحمهم الله رحلة العطاء والسخاء المستمرة حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين الامير محمد بن سلمان. واخوانهما الكرام ، ليبنوا ويبنوا مبرهنين أن نهضة المملكة لم تكن مجرّد نهضة عمارة وبناء وهندسة شوارع ، ولم تكن مجرّد عملية تحويل الصحراء الى واحات جميلة، بل هي نهضة إنسانية ووطنية وبشرية في شتى المجالات الحياتية ، ما منح المملكة العربية السعودية الريادة. وفي هذه النهضة توازن البناء بين البشر كما الحجر، فلم يعد العالم يتسع لأحلام المملكة قيادة وحكومة وشعبا، لان ما تحقق في عهد “سلمان الحزم” لم تحققه أعظم الدول وأكثرها نفوذا، فحصدت المملكة العربية السعودية إنجازات عطاءاتها في العلوم والرياضة والثقافة والشعر والفنون ومختلف مجالات الحياة.
وفي حفل “الجوهرة” الذي أقيم مؤخراً بمناسبة “اليوم الوطني السعودي 87 “، واستمر من الساعة الثامنة مساءاً وحتى قرابة الساعة الثالثة من فجراليوم التالي، شهدت المناسبة حدثين، ثقافي وفني. فعلى الصعيد الثقافي، تضّمن الحفل معرضا إبداعيا لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، ضم رسومات للوحات فنية بديعة. كذلك كان جمهور الشعر على موعد مع الشاعرين المتميزين ياسر التويجري وجاسم الصحيّح، من خلال فقرتين منفصلتين، قدّم فيها كلاهما بعضاً من قصائده الوطنية وما اشتهرا به. أمّا فنيا، وبعد أن بدأ الحفل بالسلام الملكي السعودي، غنىّ النجوم (11 مطربا) سويا أغنية “رفرف يا الأخضر”، تلاها فقرة غنائية خاصة بكل مطرب من نجوم الحفل، حتى جاء “مسك الختام” بصوت “فنان العرب” محمد عبده الذي غنى عدة أغاني من أهمها “هام السحب” وأغنية “سيوف العز” بمشاركة جميع الفنانين، ومن أبرز مشاهدات الحفل:
* بعد النجاح الباهر للأغنية الوطنية التي جمعت نجوم الحفل سوياً (11 مطربا)، قام معالي الوزير تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة ، بتكريم نجوم العمل والحفل. حيث تم منح دروع التكريم لكل من: محمد عبده ، عبادي الجوهر، عبدالله الرويشد، رابح صقر ، عبدالمجيد عبدالله ، راشد الماجد، ماجد المهندس، حسين الجسمي ، أصيل أبو بكر، وليد الشامي، طلال سلامة ، الشاعرين السعوديين ياسر التويجري وجاسم الصحيّح ، الشاعر خالد المريخي، المايسترو هاني فرحات قائد الفرقة الموسيقية، والملحن الكبير غازي علي، وطلال باغر ، وناصر الصالح والفنان أحمد الهرمي، وجاء ذلك بحضور ومتابعة الأستاذ سالم الهندي الرئيس التنفيذي لشركة “روتانا للصوتيات والمرئيات” الذي أشاد الجميع بالجهود التي بذلها لخروج الحفل بهذا التميّز والرقيّ.
– تم منح نجوم الغناء المشاركين في الحفل والمكرّمين، الفانيلة الخاصة للمنتخب السعودي لكرة القدم، الذي تأهل للمشاركة في بطولة كأس العالم لكرة القدم التي ستقام في روسيا صيف 2018، والجميل انه كتب على الفانيلة إسم النجم المكرّم.
– في خطوة غير مسبوقة، كان المشهد رائعاً على المسرح أثناء قيام معالي الوزير تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، بتكريم أبناء الشهداء والتقاط صورة تذكارية معهم جمعت أيضاً رموز الغناء السعودي والخليجي والعربي الحاضرين.
– واحدة من مفاجآت الحفل التي لن تنسى، تكريم الفنان الكبير ابو بكر سالم، الذي حضر وهو جالساً على كرسي متحرك بسبب ظروفه الصحية ، لكنه طمأن جمهوره، وارتجل كعادته مقطعاً لأحد أغانيه، نال عليه تصفيق وتفاعل الجمهور، وبدى المشهد مؤثراً حميمياً وأبو بكر محاطاً على المسرح برجال وصنّاع الحفل ونجومه من إخوانه وأبنائه المطربين. وقام رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة معالي الوزير تركي آل الشيخ، بمنح أبو بكر سالم درع التكريم.
– كانت كواليس الحفل مفعمة بالحب والتقدير والإحترام قولاً وفعلاً بين نجومه، الذين كثيراً ما رصدت العدسات قفشاتهم وضحكهم سوياً، عدا عن نقاشاتهم الفنية حول الأغاني التي سيقدمونها في الحفل.
– سبق موعد الحفل بعشرة أيام تقريباً بروفات مكثفة لنجوم الغناء المشاركين مع الفرقة الموسيقية. كما أقيمت بروفة جمعت الـ11 مطربا مجتمعين معاً للتفاهم على طريقة دخولهم يوم الحفل ووقوفهم على المسرح. وكان حاضرا البروفة المخرج أحمد الدوغجي الذي تولى مهمة إخراج الحفل تلفزيونيا على الهواء. أيضا كان متواجداً الأستاذ سالم الهندي الذي من موقعه لم يغب عن أي بروفة ولم يفارق النجوم من أبناء شركته “روتانا”، وكان في استقبالهم منذ لحظة وصولهم وصعودهم للمسرح ومتابعة كل صغيرة وكبيرة تخصّهم.
-حضر هذا الحفل الضخم، عدا عن الشخصيات البارزة ورفيعة المستوى، وفداً ضمّ مجموعة من نجوم الفن والكرة والإعلام في جمهورية مصر العربية، بينهم: المطرب محمد حماقي، الشاعران بهاء الدين محمد وأمير طعيمة، المخرج عمرو عرفة واخرين.. – تواجدت “العرضة السعودية” بشموخها في مدخل ملعب “الجوهرة” لاستقبال الحضور والضيوف، وقدّمت الفرق الفلكلورية العديد من رقصاتها التراثية الجميلة..
Leave a Reply