ما الذي دفع الأم القاصر للانسحاب عن الهواء وما الذي أعادها؟!
في قضية الشاعر سبيتي: كلام المطران عودة أجج الفتنة أو حاول تداركها؟
بعد محطةٍ سابقة مع زواج القاصرات نحن اليوم أمام حالتين أكثر مأساوية وتعقيدًا: بشرى عمرها اليوم ١٥ سنة تمَّ تزويجها لشاب رأت فيه ملاذًا من أبٍ لم يكن يكتفي بتعنيفها والاعتداء على والدتها وأشقائها، بل انتقل به الأمر بعد زواجها للتحرش بها جنسياً، مستغلًا اتهام الزوج لها بالخيانة، ما دفع بها للقول إنها كانت مستعدة في حال تمادى بتحرشه لضربه بموس الحلاقة، ولما لم يحقِّق مأربه قام بتحريض الزوج على ضربها، وهذا ما يقوم به الزوج منذ سنة، خصوصًا وانه عاجز وهي ما تزال عذراء، ما دفع به لاتهامها بالخيانة مع رجل كبير في السن. أما وصال ابنة الخامسة عشر عامًا حاليًّا فقد بدأت مأساتها حين كانت في الحادية عشرة من عمرها، يوم تزوَّجت أيضًا (محمد ناصر) لتهرب من والدها (عبد الرحمن النجار) الذي كان يتحرَّش بها منذ كانت في الثامنة من عمرها، حتى أن صديقة والدها شاركته التحرش بها، ولما هربت من منزل والدها برفقة سيدة خيَّرتها بين التخلي عنها أو الزواج من ابنها محمد (عمره حاليًا 30 عاما) والذي عاشرها عنوة غير آبه بصراخها…
وصال اليوم أم لولدين بعدما تقاذفها الزمن مع أكثر من رجل وظرف… القاصرتان لجأتا إلى للنشر… وبينما انسحبت الأولى قبيل الحلقة بلحظات أصرَّت الثانية (وصال) على مواجهة زوجها ووالده أحمد ناصر لتأكيد ما سبق وقالته عن كون الزوج يتعاطى المخدرات بينما أصرَّ هو أن ذلك من باب العلاج، ومع تدخل الباحث الإسلامي الشيخ ماهر دكروب الذي، وبعد إدلائه برأيه في مسألة زواج القاصرات عمومًا، قام بمحاولة لإصلاح الأمور بين وصال وزوجها الذي قال إنه على استعداد لاحتضانها وعدم إيذائها، لتنسحب هي من الأستوديو دون سابق إنذار، حيث شرع فريق البرنامج بإقناعها بالعودة لتعود وهي مصرة على موقفها بطلب الطلاق واللجوء إلى مؤسسة إنسانية ترعاها مع طفليها.
بين يومٍ وآخر بدأنا نسمع بتوقيف فلان بسبب نشره “بوست” على وسائل التواصل الاجتماعي يسيء لهذا الموقع (السياسي أو الديني أو غير ذلك) وبالمقابل تبدأ صرخات المجتمع المدني وغيره من المغرِّدين والناشطين وما شابه، بالاعتراض واعتبار الأمر تقييدًا لحرية التعبير، ودائمًا بحسب علاقة المغرِّد أو الناشط بهذا المرتكب لناحية الانتماء السياسي أو الديني، فما يجوز هنا لا يجوز هناك والعكس بالعكس ليبرز السؤال اليوم مع الإساءة والتطاول على السيدة العذراء، هل هناك معيارٌ واحدٌ للمحاسبة أو لعدم المحاسبة على “البوست” هل يُعتبر “البوست المسيء” في القانون اللبناني جريمة أو حرية تعبير أم مجرد فشة خلق؟ أحمد سبيتي المغرِّد باسم مصطفى سبيتي ما يزال في السجن بعدما تقدَّم المحامي فراس كنج بإخبار لدى النيابة العامة بحقه، بسبب “بوسته” المتطرف والمتمادي بالإساءة للسيدة العذراء، ومن المتوقع خروجه غدًا… وعلى طاولة للنشر تم طرح الموضوع (بوجود المدّعي كنج) مع طرفي النزاع: طرف يعتبر ما يحصل في العالم الافتراضي هو تمامًا كالذي يحصل على الأرض فالتطاول والإساءة جريمة أينما وقعت ويُمثِّل هذا الرأي الأب بيار أبو كسم (مدير المركز الكاثوليكي للإعلام )، يقابله نائب رئيس تحرير صحيفة الأخبار بيار أبي صعب معتبرًا التغريد و”البوست” وتحديدًا ما كتبه سبيتي مجرد “شيطنة شاعر” وحرية تعبير، والاعتذار الذي بدر منه كان كافيًا لعدم الهجوم عليه أما سجنه فهو أمر غير مقبول نهائيًا…
كما توقف أبي صعب عند كلام للمطران الياس عودة معتبرًا أن هذا الكلام حول القضية هو ما يؤجج الفتنة وليس العكس، وأنه من المعيب في بلدٍ كلبنان أن نحاسب الناس على كلامٍ كهذا.. وما قاله سبيتي لا يشكِّل إساءة للأديان، أما الشاعر شوقي بزيع (صديق المتهم سبيتي) فقال إنه وإن كان لا يستسيغ ما كتبه سبيتي لكنه هو الآخر يعارض سجن الشعراء والكتاب.
محمد جنيد طفل من التابعية السورية ومن بلدة دير الزور، يروي حكايته التي بدأت من قذيفة داعشية سقطت على منزله، فاستفاق “مرعوبًا” لكنه لم يصرخ أو يبكي بل على العكس شرع بالغناء، ليكتشف أن الغناء هو ملاذه وهو أسلوبه لتحدي كل ما يواجهه… جنيد لا يغني كمجرد هاوٍ، بل هو صاحب صوت طربي أذهل كل من سمعه بعد انتشار “فيديو” له على الـ”يو تيوب” دون أن يعرف الناس من هو هذا “الطفل المعجزة”، حيث رجَّح الكثيرون أن يكون عراقي الجنسية، قبل أن يتولى برنامج “للنشر” الإضاءة على حكايته ويكشف المزيد من التفاصيل عنه بعدما بدأ كموزع مياه (كما يُستدل من الفيديو المنتشر له)ليتحوَّل اليوم إلى مشروع مطرب يضع أولى خطواته على طريق الاحتراف.. في متابعة لقضيته، والتي بدأت مع تداول مواقع التواصل الاجتماعي عدداً من أشرطة الفيديو توثق عوارض المرض النادر التي يعاني منها الطفل محمد، الذي يسكن مع عائلته في منطقة القبة – طرابلس، وبحسب الوالد فإنّ الطفل لا علاج له في لبنان ويحتاج لمتابعة علاجه في الخارج. بعد نشر الفيديو عبر البرنامج أُتيح لوالد الطفل محمد في الأسبوع التالي إطلاق صرخته، حيث وصل به الحال إلى عرض بيع “كليتيه” أو “القرنيتين” لتأمين العلاج لابنه، وذلك في اطلالة جديدة كانت أكثر هدوءًا للإضاءة على حالة الطفل ودعوة أهل الخير لمساعدته، وبالفعل (وعدا بعض الأفراد من أهل الخير الذين أرسلوا مساعداتهم) تلقفت الدعوة “جمعية بنين” التي اعتادت دعم برنامج “للنشر” في الكثير من الحالات الإنسانية… ولأن المبلغ المطلوب أكبر من إمكانية مؤسسة لوحدها، قدمت الجمعية الجزء الأكبر متمنية على من باستطاعته المساهمة بما تبقى لإيصال الطفل وعائلته إلى بر الأمان.
Leave a Reply