حوار: لين ضاهر – لبنان
كبار الفنانون اليوم، يعانون من المشكلة عينها وكذلك هي حال من سبقهم إلى الحياة الثانية. مبدعون من دون حقوق تحفظ لهم تعبهم الذي لم تروّج له لا الإعلانات ولا التلفاز ولا حتى مواقع التواصل الاجتماعي. إليكم مقابلة مع الكبير الياس الرحباني يكشف من خلالها عن بعض التفاصيل اليوميّة من حياته كذلك حياته الزوجيّة ومسيرة عمله المكللة بنجاحات باهرة، ونقول لك يا استاذنا الكبير : “لا تحزن فما من نبي يكرّم في بلاده”.
بالحديث عن كتابه الذي يتناول فيه موضوعات حول الديانة المسيحيّة، سألته:
هل تقوم بتكملة ما بدأ به عاصي ومنصور الرحباني؟
كلا ، عاصي فكّر في الموضوع فحسب أمّا أنا فقد غصت في الكتابة عن الموضوع.
أتعتقد أن الناس ستتجاوب مع الموضوع؟
لن يصل الموضوع إليهم إذ إنهم لا يتحمسون إلى هكذا مواضيع.
في حديث لي مع السفير البابوي و 4 مطارين سألتهم لم لا تفسرون عبارة “إيمانك خلصك” للناس. فطلب مني السفير توضيح ما قلته فأكملت قائلاً البسطاء يشفون والأذكياء لا يشفون فعارضني بالقول :”كلا كلا”.
الصينيون يسبقوننا عند الله لأنّهم يتأملون بقوّة.
وفي كتابي شددت على ضرورة العيش في حالة الصلاة وحالة الصلاة هي الفرح، مثال على ذلك عندما يذهب الزوج والزوجة إلى السينما فهذه هي حالة صلاة، وعندما يصادف الإنسان موظفاً في المصرف ويستقبله بضحكة فهذه أيضاً حالة صلاة تنعكس إيجابياً على العمل بنسبة 2 إلى 3%. بصراحة لم أجد الفرح في الدين المسيحي وجدته أسود بالكامل. وطلبي هو أن يروني أين هو الفرح.
كونك رجل مشهور، لمَ لا تخاطب الناس بهدف زيادة إيمانهم؟
في كل مرّة أتواجد فيها مع شخصين أو ثلاثة أفتح الموضوع واتحدث عنه فأنا لا أرفض الجلوس مع الناس ومساعدتهم على إيجاد الطريق. قمنا مرّة بعمل مماثل في انطلياس حضره 300 شخص أصغوا جيّداً إلى الموضوع لكن البعض لم يفهم.
لمَ لا تكتب أغنية وتلحنها للست فيروز؟
لم تطلب مني ذلك، لكنني لحنت لها في بداياتي عندما كنت في عمر 20 سنة طلب مني عاصي ومنصور تلحين أغنية حنّا السكران التي انشهرت في العالم أجمع وباللغات جميعها لكن للأسف دولتنا الكريمة لم تحفظ لنا حقوقنا.
هل للفنانين حقوق؟
لقد وقّعنا مع باريس ما يضمن حقوقنا لكن الدولة لا تسهر على تطبيق ذلك وفي كل سنة يمثّل الفنانين 10 أو 14فناناً يطالبون الدولة بحفظ حقوقنا ويكون الجواب يأتي بنعم فحسب.
بحسب أعمالي عليّ أن أتقاضى في السنة حوالي 100 ألف دولار ولا يصلني سوى 3 ألاف.
كم ساعة تجلس في الاستوديو؟
عندما أنهض من الساعة العاشرة او العاشرة والنصف حتى الساعة الثامنة ليلاً.
عملت مع فيروز في ست أغاني “لا تيجي اليوم ولا تيجي بكرا- دخلك يا طير الوروار…”
وعندما كنت في عمر العشرين كنت أعمل مع كثير من الكبار على النطاق المحلي مثال وديع الصافي ونصري شمس الدين وعلى النطاق العالمي ففي رصيدي أعمال مع 76 مغني.
عملت على 50% من الأناشيد حول العالم كنشيد الكونغرس الأميركي والنشيد الفرنكوفوني لـ70 دولة.
إلى أغاني مَن تستمع عند استيقاظك صباحاً؟
“ما بسمع شي أبداً ولا مرة ولا بتصائب.”
كيف تبدأ يومك؟
أمارس الرياضة صباحاً وأمشي في الصالونات وزوجتي أيضاً تمارس الرياضة معي في الصباح.
أنت تحب النساء فهل تتغزّل بزوجتك كل يوم؟
كلاّ، أحبّ عقلها وكل تفاصيلها “وما كنت متوقع بتجوز بعمر ال 21 كنت حاطت بدي إلحق كل بنات ال Besancon والـUSJ وكل شي في جامعات كنا نروح نلحقن أنا كنت بالفرير راس بيروت أجمل منطقة بالعالم كانت إيامنا فيها سنّة وشيعة ودروز ويهود ومسيحية هول 5 ما حدا يعرف الثاني شو ولا يسأل بحياته”.
خربت السياسة العالم أجمع فالدين أضحى مسيّساً أيضاً “المسيحي مش مقتّل مع اليهودي أد ما مقتّل مع المسيحي شي بيضحّك.”
ما هو انتقادك لاعتذار زياد أمام الناس “أنا بعتذر من أمّي” ورفض والدته لاعتذاره؟
قد أعلنت منذ 40 سنة أنّي “تحت المسيح بشبر” ليس في العظمة إنّما بالمحبة والغفران، وفيروز تحب الوحدة وربما هي ترتاح هكذا.
هل تزورها؟
“صرلا مدة”.
تتحدّث الناس دائماً عن خلافات بينكما أهذا صحيح؟
كلام غير صحيح، مشكلات بسيطة كحال العائلات جميعها. منذ 5 سنوات تحدّثت الجرائد والمجلات عن خلاف على الملكية لإحدى الحفلات ومن المعلوم كم يضخم الإعلام الاخبار عندما يكون الخبر مضرّاً.
ما رأيك بالمنافسة اليوم؟
المنافسة مهمّة والموسيقى هي أعظم ما أعطانا الله فهي والله توأم. قد فزت على 55 دولة 7 مرّات وابني جاد فاز مرتين في فرنسا بعد أن قام بتأليف أغنيتين وفاز مع ألين أيضاً.
هو شاطر جدّاً في مجال الموسيقى لكنّه لا يحب الظهور على التلفاز بالرغم من أنني قد شجعته ” بيقلي راقبتلك حياتك لقيتها كتير هايبر لأن بدك تحب الكل وتلبي الكل أن بدي عيش مرتاح”. استلم مجال الإعلانات سنة 1990 الذي بدأت به عندما كنت في 19 من عمري عندما كانت الإعلانات شبه غائبة حينها عملت على صعيد أميركا وأوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط.
“بالخلقة بتجي الموهبة عند بيت الرحباني؟”
“أنا ومنصور وعاصي وولادنا وزياد ومروان وأسامة وغسان وجاد غريب مش ممكن تكون جايي هيك عالماشي في شي بالصراحة.”
أرى أنك متعلّق في فرنسا لماذا؟
عندما أتى السفير الفرنسي بييتون إلى لبنان قال له الياس حنا زوج أختي ” في واحد هون عمل الشرق الأوسط فرنكفوني” فاستفسر عنّي وطلب رقمي. اتصل بي فوراً فتوجّهت إلى قصره قصر الصنوبر وعند دخولي إلى صالون العشرين متر رفعت يدي مثل مار الياس وقلت له:” مرحباااا بعد 50 سنة” فابتسم وحزن بسبب العبارة واعتذر منّي باسمه وباسم دولته فأجبته بالفرنسية:” أحببت فرنسا قبل وجودي، في العام 1938 كنتم هنا في لبنان وكنت في أحشاء أمّي وعمري 15 يوم، العمر الذي يبدأ فيه الطفل بسماع الموسيقى وكنت أستمع إلى الموسيقى الفرنسية” فتساقطت الدموع من عينيه كم كان طيّب القلب! حزن لأن دولتنا لم تعلمه بوجود إنسان مثلي اعطى في الفن كثيراً “كله ماشي ناس بلا أخلاق”.
لمَ لم تتدخل في الصلحة بين زياد وفيروز؟
“أنا بحكي كلمة وما بدي شد عحدا لأن أكلتا من عدة ناس.”
هل ستعلّم أحفادك ما تعلّمته في الحياة؟
أكتب في أربع لغات العربي والفرنسي والإنجليزي والإيطالي وأؤلّف الموسيقى. لم يستطع أحد أن يؤلّف أغاني الأفلام التي تسمعينها اليوم.
تعرفت على أندريه فيليرمن الشهير مدير الموسيقيين الكبار جميعهم، استمع لساعة كاملة إلى ألحاني وقال لي:”أستاذ رحباني ماذا تصنع في هذا الشرق، مكانك ليس هنا بل بالعالم أجمع لأن هذه هي موسيقى الكون.
هل تجد الموركس دور كاذباً؟
“عطوني وما تغير فيي شي. أنا آخذ دكتوراه من واشنطن ومن إسبانيا في عندن كلية إجو عالكازينو 12 شخصية وسلموني هون. وبعدين بالكسليك عملولي دكتوراه ومن إستاذ لحود آخذ نيشان درجة ممتازة.”
هل كان والداك فنانين؟
كلا، كان أبي يعزف على البزق فحسب.
انتهيت من كتابة مذكراتي منذ 3 سنوات لكنني لم أنشرها بعد لكنني سأفعل لمن يحب أن يعرف عني أكثر.
حدّثني عن بعض مغامراتك قبل الزواج.
كنت أذهب إلى بيروت مثل كل الشباب ونلتقي بالفتيات إلى أن صادفت زوجتي وتزوجتها بعد 9 أشهر. كنّا نتمرّن في رأس بيروت من أجل مهرجانات بعلبك وكانت زوجتي برفقة عمّها جوزف ناصيف. جلست مكانه وجلست أتحدث إليها أنا الشاب “الجغل” فقلت لها:”Bonjour demoiselle” فأجابت “bonjour” فسألتها إن كانت ستتمرّن معنا فردّت بـ”لا” سألتها أين تسكن فأجابتني بـ”لشو؟” فحاولت الاستفسار أكثر وكان ردّها “مش
ضروري”. فذهبت إلى عمّها وسألته عن مكان سكنها وأخذت العنوان منه. دعيتها إلى السينما فسألتني مع من؟ فقلت لها: “مع من تذهبين عادةً”، فقالت:”مع ماما” هنا بدأت بمدح الفتاة التي ترافق عائلتها(ويضحك). ووعدتها بالمرور نهار الخميس ومررت تحت منزلها “وزمرت 3 مرّات عالعالي حتى طل الجار اللي كان نايم وزت عليّ سطل ماي فيه بندورة ورواسب أكل بس هي ما طلّت”.
بعدها صارحت عمّها عن حبّي لها من أوّل نظرة.
كيف تتغزل بها؟
“هيدا سر. في كتير خطر بالزواج لازم يدل في محبة وأخلاق.”
ما رأيك بالسيد حسن؟
أحترمه جدّاً وأراه رجل رؤيوي وصاحب أخلاق.
والدكتور سمير جعجع؟
“بإيام الحرب مقدملهم أناشيدن كلها.”
الجنرال ميشال عون؟
“بس إجا قايد جيش قربنا كتير عليه حبيناه مش معناتها بغضناه. حبيناه متل ما حبينا غيرو.”
والرئيس بشير الجميل؟
عندما انتخب رئيساً كنت أكبر منه وقلت له:”عم نتعذب ما بيحترمونا كأننا بسينات” فسألني عن الحل فأجابته، قل عبارة واحدة “ممنوع السرقة”. وفي اليوم التالي أعلن قائلاً:” ليكو إذا منكمش واحد عم يعمل سرقة بينحبس سنتين وبعد سنتين ممنوع يشتغل بالموسيقى”. ضبط الوضع 5 أشهر إلى أن قتل رحمه الله.
هل تنتمي إلى حزب معيّن؟
كلّا، فالناس ينتمون إليّ، يعرفني حوالى 600-700 مليون شخص فلم عليّ أن أنزوي؟
إذا انتخبت رئيساً للجمهوريّة، ما مشروعك؟
لم أفكر بالموضوع من قبل ولكن أتصرّف بأخلاقيّة أكيد وأحب الناس جميعهم. وفي حال وجدت نفسي لا أحسن التصرّف وأخذ المواقف أستقيل على الفور ولا أدع احداً يتحكّم بي.
بعد رحيل كبار الفنانين ألا تخشى مما يخفيه الزمان؟
“انشالله يجو ناس قواية. الشركة ما بتفهم بشي بس بتدعم. اليوم الوحيش بياخذ أكتر من المنيح”.
ما الذي تود إضافته إلى هذه المقابلة؟
“بحب قول لكل شيء بيخلق من جديد متل ما في هلق عملكم الكريم عندي فرح بعدو الفكر رايح لقدام”.
ما رأيك ببرامج الأطفال الجديدة؟
كنت مسؤولاً فترة لكن بعض الناس لا يحبون الرحباني .
وأنا مع LBC في ستار أكاديمي.
ألا ترى أن الخبرة مفقودة في لجنة تحكيم هذه البرامج؟
“ما بدا خبرة أنا بعمر 19 مسكت العالم. في ناس ما بيهمن بيفهم ما بيفهم نكاية أو أصحابن بيحطوه باللجنة.”
كم تبلغ ثروتك؟
من المعيب أن أصرّح عن هكذا سؤال. من يبيع لبنة في لبنان مع احترامي للأعمال جميعها يملك أكثر منّي لأن حقوقنا مسروقة وضائعة “والشغل واقف من 20 سنة.
Leave a Reply