من المفارقات الصعبة التي تصادف أهل الفن وتقلق البعض منهم ، حينما يكون اللحن متشابهًا أو منقولًا من مصدر واحد ( وما أكثر التشابه والنقل )،فتدرك النخبة من الفنانين تمامًا أن مَن حاول إدعاء التلحين تعمّد نقل القطعة الموسيقية وعمل جاهدًا على إستبدال القفلة فيها كذلك الطبقة والإيقاع ، ليمرّر لحنه ويوهم البعض انه هو مَن إبتكر هذا اللحن ، وهو وليد قريحته ومن عمق بنات أفكاره.. فتمرّرها النخبة على مضض وهي مدركة كل الإدراك حقيقة ما فعل ، معتبرة ان الساحة كفيلة بإظهار زيفه وانكشاف حقيقته.
أما مَن ينسخ الفكرة والكلمة، فلا تستطيع هذه النخبة والمتابعين أن يتغافلوا عن مصدرها الأساسي ، خصوصًا إذا كانت هذه الفكرة والكلمة أضحت بمتناول العامة ، وليس من الممكن ان تتشابه أوزان الكلمة وأبعاد الفكرة مع أيّ من الكلمات والأفكار السابقة، لأنها ستظهر منقولة للعلن ،ولو حاول مَن ينقلها أن يبّدل بعض المفردات فيها .
و .. عليه ..
لقد لفت انتباهي مطلع أغنية ” بتعرف ليش ” للفنان القدير سعد رمضان حيث يقول مطلعها الذي كتبه علي المولى :
بتعرف ليش بوطّي صوتي وبقول بحبّك عالهدا
لأنو بخاف هيدي الكلمة يقولا ورايي الصدا
وللحال تذكّرت أغنية للفنان المميّز نقولا الاسطا كنت قد سمعتها في عام 2016 تحمل عنوان ” لعبة صدى ” ويقول مطلعها الذي كتبه نعمان الترس :
وطيّت صوتي بكلمة بحبّك أكيد
مش لأني بخاف يسمعني حدا
ما بتعرفي انو الصدا بيرجع يعيد
وما بريد غيري يقولها حتى الصدا
فالتشابه الواضح بالفكرة والقافية هل يا ترى هو وليد الصدفة؟
وهل يوجد من توارد أفكار بهذه الدقّة بين شاعر وآخر؟
وهل يمكننا الا نشك بأن هناك استنساخ ولو تغيّرت بعض المفردات في سطرّي المطلع؟
مع العلم أن نظم مطلع أغنية نقولا الاسطا يُعتبر من عيون الشعر من حيث الوزن والفكرة، بينما مطلع أغنية سعد رمضان لا يعدو الاّ كلمات مرّكبة .
لكن السؤال الكبير .. هل كان يعلم الفنان سعد رمضان بهذا التشابه؟
Leave a Reply