في زمنٍ قلّ فيه الوفاء وكثُرت فيه المصالح والمطامع ،ولم يعد فيه للصداقة من مكان يُثلج الفؤاد ويُشدّد العزم ويقوي العضد .
وفي وقتٍ غاب فيه الضمير بغياهب الجحد والغيرة وأصبح الإلتزام صفة غير مستحبّة ،والأخلاق عُمْلة مرذولة من سوق القيم الإنسانية المبنيّة على الصدق والعطف .. والمحبّة الصافية معدومة من قواميس التعاطي والتفاعل بين ذوي الطيبة وأهل العزم..
أطلّ طبيب التجميل الأول د. هراتش سعبزريان كالمارد شموخًا، حاملًا فوق كتفيه هالة الضوء مُعيدًا إليها رونق الجمال الذي بَهُت ،واقفًا تعلو غرّته العزّة المكلّلة بأنوار الإباء المُشرقة ، تحيط بقامته عزائم الإرادة وثبوتية الإصرار والإلتزام .. رافعًا بكل ثقة رايات العودة الى الأصالة ، الى زمنٍ جميل لا يفقه معناه الاّ مَن عاش الجمال وإرتشف من كأس الفنّ النظيف الذي خُلّدَ في الضمائر وبات ملاذًا يعود إليه كلّ متعطّش الى عملٍ يُشعره بالإنخطاف الروحي ، فيطير معه الى عالم هيلولي يقطف منه الحلاوة ويعود منه غصبًا، حاملًا في جعبته الكثير من السعادة والدهشة.
حلّق الدكتور هراتش سعيدًا في سعيه ومثابرته ، فأضاء بأفكاره النيّرة رحلة البحث عمّا آمن به .. وراح يثبر أعماق الأصالة التي إلتزمها طريقًا لإحياء زمنٍ كتُرت فيه العمالقة والمًبدعين، فآثر على نفسه أن يكون السبَاق في تكريم هذه الكوكبة المنسيّة التي أهملتها دوَلِها ،متجاهلة ( هذه الدول ) سموّ ورفعة عملها المُبهر لإنشغالات متنّوعة.
فصبّ الدكتور سغبزريان كلّ إنشغالاته على عكس الحكومات العربية واللبنانية ، وإلتزم وحيدًا – دون مساعدة من أحد – بأن يحيي مهرجان ” الزمن الجميل ” تكريمًا لعطاءاتٍ لا بدّ أن يُلقى الضوء عليها .. فألّف لجنة متخصّصة لهذا الأمر ، وإنبرى القيّمون فيها على الإجتهاد في عمل دؤوب ومضنٍ حتى جاء حساب غلال البيدر حسب توقعات حقل العمل.
ثلاث سنوات متتالية، أحيا فيها د. هراتش مهرجانه ” الزمن الجميل ” ، وفي كلّ سنة كان يأتي النجاح وفيرًا أكثر بكثير من السنة التي خلت حتى بات إسم ” الزمن الجميل ” يتداول على كل شفة ولسان وأضحى حلم العديد من العمالقة الذين باتوا ينتظرونه، مترقبّين ،من أحل أن يأتي دورهم للتكريم .
بوركت د. هراتش ، وبوركت مساعيك وهمّتك وشدّد الله ساعدك ، أنت أصيل ومعطاء ..
أنت صادق مع نفسك قبل الآخرين ..
أنت الوفاء الخالص الذي لا يهتّم للمصالح وأنت الضمير الحيّ الذي يأبى الإنزلاق في متاهات المزايدة.
أنت القلب المُحبّ الذي لا يعنريه شائبة.
انت جميل تعشق الجمال والأعمال الجميلة . أنت رمز جمالي ذو قيمة رفيعة جدًا .
نحن نفتخر بك ، لأنك أعدت جمال الزمن الذي غَبَر بتكريمك لعمالقته.
Leave a Reply