من اجتزاء خطاب دولة الرئيس حسَّان دياب في اللقاء الذي جمعه مع السلك القنصلي في لبنان جاءت مقدمة طوني خليفة لتضع النقاط على الحروف في الحالة التي وصلنا إليها، حيث البعض الذي يساهم في دمار البلد من خلال الترويج لكل ما هو سلبي على حساب بصيص الأمل أو القليل من الإيجابيات التي يمكن التعويل عليها للخروج من الأزمة التي لا يُستهان بها، ولا يمكن تجاهلها لكن ضمن الحد المعقول من اعتماد الحقيقة والشفافية.. فسواء أحببنا هذه الحكومة أو لا وسواء أعجبَنا هذا الطرف أو ذاك أم لم يعجبنا، فنحن بالفعل أصبحنا في قلب العاصفة، ولكن دون أن يعني ذلك تعمُّد تعميم الإحباط أو نشر الشائعات كما حصل مع الإشاعة الأخيرة التي قال خليفة إنها انتشرت قبل دخولنا الأستوديو، ومفادها إعلان وزارة التربية اللبنانية (بعد التعميم السابق بالإقفال لمدة أسبوع) بانتهاء العام الدراسي لهذه السنة، وهو خبر مختلق ولا أساس له من الصحة!
لينا جابر على قبر ابنتها
بعد انتشار أحد الفيديوهات حول السيدة لينا جابر مطلقة السيد علي اسماعيل أو من اصطُلح على تسميتها بالأم المحرومة من زيارة قبر ابنتها مايا، حيث وثَّق الفيديو المتداول الأم وهي تصرخ باكية على بعد أمتار من مكان دفن طفلته (ابنة الـ14 عامًا) في باحةٍ يحول بينها وبين “القبر” بوابة مقفلة بأمر من الطليق… لينا حضرت وبرفقتها الناشطة النسائية نبيلة غصين والإعلامية زهراء فردون من فريق البرنامج ومعهن المفتي الجعفري الشيخ أحمد طالب… وكانت فردون قد أنجزت تقريرًا حيث ذهبت برفقة لينا لزيارة القبر بعدما قامت باتصالات قالوا فيها إن البوابة مفتوحة ولا شيء يحول دون وصول الأم إلى المدفن، وهذا ما حصل بالفعل، حيث تمكنت لينا من معانقة مدفن ابنتها مايا ومناجاتها.. لينا ومن داخل الأستوديو اعادت سرد روايتها من أن البوابة كانت مقفلة بجنزير معدني وقفل، مصرَّة على أنها مُنعت من الدخول، قبل ان تبدأ بدحض الروايات السابقة من أن ابنتها قضت بطلق من مسدس عن طريق الخطأ كان بيدها، وأن الطلقة جاءت عن بعد مسافة متر، ما يعني أن أحدًا أطلق عليها النار وأن ابنتها ما اعتادت أن تحمل مسدسًا حتى لتصوير نفسها “سلفي” كما ورد في الرواية المتداولة… وإزاء إصرار الوالدة على قربها الشديد من ابنتها رغم طلاقها ولغياب الطرف الآخر عن الرد جرى إسماعها رسالة صوتية للابنة مايا خلال دردشة على “الواتس آب” مع صديقٍ لها تقول فيها إن الوالدة لا تسأل عنها وإنها تركتها وتزوجت من غير والدها، لتضيء لينا للمرة الأولى على زواج لها استمر لأسبوع واحد بعد طلاقها… وبعد محاولتها إلقاء اللوم على زوجها بتشويه صورتها واتهامه بالقسوة والظلم، اتصل ابنها الأكبر محمد (شقيق مايا) مفجِّرًا مفاحأة للمرة الأولى اشار فيها إلى أن الوالدة مع أشقائها حاولت اغتيال والده، بينما تقوم هي على العكس بنشر اخبار مغلوطة عنه واتهامه بأنه “مافيا”… المواجهة التي بدَّلت مسار الحوار بين الأم وابنها وأدخلت الأمور في مسائل عائلية في غير مصلحة الطرفين، اضطُرت معد ومقدم البرنامج الإعلامي طوني خليفة لإيقاف السجال بين الأم وابنها عند هذا الحد، تلا ذلك التدخل من قبل الشيخ أحمد طالب حول الهدف الأساس من طرح القضية على طاولة البرنامج ألا وهي اتهام المحاكم الجعفرية بأنها الوحيدة التي تتسبب بالظلم بالنسبة للأمهات في موضوع الحضانة، ليقول: “أنا مع الإصلاح والتصحيح في المحاكم الجعفرية ولكن دون التعميم وعدم اعتبار كل ما تقوم به هذه المحاكم ظلمًا… أما ما يجري تداوله عبر الناشطات من أن كل القضاة يستحقون هذا الهجوم الذي يصل إلى حدود الشتم فهو أمر غير صحيح ويجب الإقلاع عنه”!
الكورونا أيضًا وأيضًا.
كما في الحلقة السابقة كانت “الكورونا” هي المادة الدسمة على طاولة البرنامج وفي أكثر من فقرة تعاون على إنجازها فريق البرنامج: زهراء فردون، زينة برجاوي، بتول عبدالله وسارة الخنسا، والبداية كانت مع النجم وليد توفيق، حيث انتشر فيديو له وهو يتقبَّل التعازي إلى جانب النجم جورج وسوُّف في عزاء والدة الأخير، متعمِّدًا عدم مصافحة المعزِّين… وليد في مداخلة هاتفية له مع “طوني خليفة” أعاد السبب إلى لافتة كتبها الوسوف على بابه طالبًا من الضيوف عدم المصافحة والتقبيل ومُذيِّلًا إياها بعبارة: ” التوقيع كورونا”…مشيرًا إلى دور زوجته ملكة جمال الكون جورجينا رزق أو “أم علي” كما يسميها في تحذيره من الوباء.
بعد النجم العربي كانت مداخلة عبر السكايب مع رياض فضل الله (رئيس بلدية عيناتا ومستشار وزير الصحة) والذي قام بعزل نفسه اختياريًّا بعد عودته من طهران حفاظًا على سلامته وسلامة الناس من حوله، مضيئًا على بعض التعامل غير الإنساني مع أولاده في المدرسة.
وفي تقرير فريدٍ من نوعه دخلت كاميرا “طوني خليفة” للمرة الأولى غُرف الحَجْر الصحي في “مستشفى بيروت الحكومي” ورصدت وضع المرضى والممرضين في آن ونقلت أكثر من وجهة نظر حول أوضاع الطرفين، وكيف يتعامل المرضى مع ممرضات وأطباء دون رؤية وجوههم، عدا عن معاناة الممرضات من التنقل في وسائل النقل العام كلما عرف السائقون أنهن يعملن في هذه المستشفى الوحيدة للحجر الصحي في لبنان…
ولأن الدكتور جورج خليل (اختصاصي الأمراض الجرثومية والداخلية) كان حاضرًا طيلة هذه الفقرة، جرت الإضاءة من خلاله على تسجيل صوتي يدعو الى شراء الـ Nivaquine – “النيفاكين” قبل نفاذه من الصيدليات، بعدما انتشر أنه دواء معالج لوباء الكورونا، ليرد د. خليل بأن الأمر مبالغ به وأن هذا الدواء على علاقة بمسألة تقوية المناعة لا أكثر، دون أن يتجاهل مخاطر تناوله على سبيل الوقاية لما لديه من أعراض جانبية …
وللطالب الصيني أمير يونغ أيضًا حصة في هذه الفقرة التفصيلية حول الوباء حيث ظهر يونغ للمرة الأولى على وسائل الإعلام مع “طوني خليفة” معيدًا شرح ما يتعرَّض له وما دفعه لنشر فيديو عن كيفية التعامل معه من بعض اللبنانين، رغم كونه مقيمًا في لبنان منذ زمن ولم يقم بزيارة وطنه الصين في الآونة الأخيرة… معلِّقًا بالدرجة الأولى على البعض ممن ينادونه باسم “كورونا”.. البرنامج عرض معاناة شاب آخر أردني من أم صينية لا تقل روايته في مضامينها عن رواية يونغ…!
التفاتة أخرى فريدة للبرنامج وهذه المرة من “الكرنتينا” التي كانت يوم تأسيسها من قبل الانتداب الفرنسي مركزًا لعزل المصابين بالأوبئة، وقد سُميت بهذا الأسم نسبة للرقم أربعين “كارنتي” أو العزل لمدة أربعين يومًا، وهذا أيام انتشار وباء “الجدري” كما قال أهالي المنطقة ممن يعرفون كل تفاصيل منطقة “الكرنتينا” بدءًا بسبب اختيارها كونها المنطقة التي ثبُت أنها الأكثر حفاظً على سلامة “اللحوم” من الفساد، دون أن يقبلوا بأن يُعاد المبنى إلى سابق عهده ويتحوَّل إلى مكان للحجر الصحي اليوم.
وإلى اليانسون الذي تحوَّل فجأة من دواء إلى داء، بعد انتشار الفيديو الخاص للدكتور رالف عيراني (اختصاصي التغذية والتصنيع الغذائي) وصرخته: انتبهوا من قضيتين في حال الإفراط في تناول مادة اليانسون: العجز الجنسي ونقص هرمونات الرجولة بالنسبة للذكور والسرطان بالنسبة للإناث!
التسجيل الصوتي للحاجة وجيهة كان هو المادة التي حوَّلت هذه الفقرة من مادة للهلع إلى بسمةٍ باتت أكثر طرافة مع اتصال خاص للبرنامج بالحاجة وجيهة وابن شقيقتها الذي قام بهذا “المقلب” معها موحيًّا لها بأنه قادم من إيران وأنه يريد إيصال أمانة مرسلة لها من هناك…!
فيديو إباحي في مطعم.
ختام الحلقة كان مع انتشار لفيديو وهذه المرَّة عبر “تطبيق واتس اب” من أحد أماكن السهر في بيروت (السنيور) حيث ظهر على الشاشة المخصَّصة للجمهور “مقطع إباحي” أثار استغراب الحاضرين ودهشتهم … فريق البرنامج استطاع الوصول إلى مدير الصالة كما استطاعت معدَّة التقرير سارة الخنسا الوصول إلى بعض الزبائن ممن كانوا حاضرين تلك الليلة حيث حصل ما حصل بعد منتصف الليل، ليتبيَّن عدم وجود أي خطأ بل كل ما في الأمر أنه مشهد من أحد المسلسلات التي تعرضها “النيتفليكس” الأكثر انتشارًا على الشاشات في لبنان اليوم، وهو مشهد ربما نراه في أي فيلم أو مسلسل أجنبي آخر كما أكّد الجميع.!
Leave a Reply