استهل طوني خليفة حلقته هذه بتحية وصرخة: التحية لكل مواطن لبناني التزم بالقرار الذي أعلنته الحكومة اللبنانية مجتمعة تحت عنوان “تعبئة عامة” لمواجهة أخطار الوباء العالمي “الكورونا”، وبالأخص على صعيد البقاء في منازلهم، وصرخة استهدف فيها هذه المرة الأشخاص الذين يتجاهلون هذه الحقيقة التي بات العالم بأسره مسلِّمًا بها من أننا على أبواب خطر داهم ربما لم يشهده العالم في تاريخه المعاصر والقديم، وكاد يصل في هذه المقدمة إلى حدود من استعمال عبارات متطرِّفة قام بلجمها بنفسه، مستبدلًا بعض هذه العبارات بما هو أشد بلاغة، رغم ما فيه من هجوم على هؤلاء بسبب “جريمتهم” التي يرتكبونها بحق أنفسهم وبحق الآخرين في آن، ليختتم بأننا في حال لم نلتزم بالشعار- الهاشتاغ الذي أطلقته أهم وسائلنا الإعلامية #خليك_بالبيت فنحن ذاهبون إلى كارثة حسب منظمة الصحة العالمية وكل الجهات الصحيِّة المعنيَّة التي تقوم بتخفيف حجم الخطر تحاشيًّا لإثارة الرعب بين الناس.
مسار الكورونا.
بحضور المدير الطبي في “المركز الطبي للجامعة اللبنانية الأمريكية” البروفيسور جورج غانم، والذي حلًّ ضيفًا على هذه الحلقة بكامل فقراتها، جرى استعراض للمسار العام لوباء كورونا منذ بدايته في أي بلد حتى انتقاله من مرحلة الاحتواء وبعدها الانتشار، وهذا ما نحن عليه اليوم في لبنان، ما يعني أننا مع انتشار الوباء ما عدنا بحاجة لسؤال الحالة المُشتبه بها عن المكان الذي أتت منه، باعتبار أن الوباء بات يطال كثيرين ممن لا يعلمون بمن احتكوا أو التقوا وتسبب لهم بالعدوى، ولا بد لنا أن نكون اليوم بمنتهى الحذر، قبل ان يصل هذا الوباء في لبنان إلى مرحلة “عدم السيطرة” وهي مرحلة شهدناها في بعض الدول الأكثر تحضرًا من لبنان… وهذا هو هدف هذه الحلقة وعنوانها الأساس، ألا وهو التحذير من “المسار الكارثي” للوباء، وهو مسار جرى تقديمه عبر رسوم بيانية ترافقت مع شرح مفصَّل قام به البروفيسور غانم حول تطوُّر كورونا عالميًّا قياسًا مع الوقت وحسب التعداد السكاني، معطيًّا اللبنانيين صورة ًوافيةً عن خطورة هذا الوباء وعن احتمال خروجه عن السيطرة عندنا. ومن أهم ما قاله إن الحالات التي يجري الإعلان عنها في لبنان يجب ضربها بالرقم عشرة ممن هم في منازلهم اليوم ولم يجرٍ كشف إصاباتهم، وهذا الأمر اعترفت به بريطانيا نفسها حول الحالة العامة في كل البلدان وليس في بلدٍ واحد، شارحًا الأساليب المعتمدة تحاشيًّا للانزلاق إلى حالةٍ محتملة وليست هي مجرد تهويل وتتمثل بمرحلة قالوا إنها قد تصل إلى وفاة المرضى في ممرات المستشفيات، قُبيل وصولهم إلى غرف الحجر الصحّي!.
الكورونا من ايطاليا.
في اتصال مع البروفسور حسين جلُّوس (أستاذ كلية الطب في جامعات بافيا في إيطاليا)
تمت الإضاءة على المزيد من مخاطر هذا الوباء، بعدما كانت له رسالة سابقة جرى توجيهها إلى الشعب اللبناني قال فيها “الآتي أعظم”، ليسأله خليفة عن حقيقة هذه الرسالة، فيرد جلُّوس بأنها رسالة فعليَّة معلنًا أننا اليوم نسير في نفس المسار الإيطالي، والذي بدأ في نفس سياقنا قبل شهر من اليوم، محذِّرًا مما أسماه “مرحلة الانهيار” والتي تلي مرحلتي الاحتواء فالانتشار” مشبِّهًا ما حصل خلال عشرة أيام في إيطاليا بانفجار قنبلة تطيح بمن حولها، وهذا ما حذّر منه وزير الصحة اللبنانية قبل أيام، أما حول الإجراءات الحكوميَّة في لبنان، كما جرى إعلانها قبل يومين عبر وزيرة الإعلام فهي إجراءات صحيحة وصحيَّة لكنها غير كافية، وقد قام البروفيسور جلوس بنفي ما سبق وأُشيع عنه في مسار الوباء أخيرًا في إيطاليا، حيث دعت الجهات المعنيَّة إلى عدم إضاعة الجهد والوقت بمتابعة الحالات لكبار السن (بين 75 و80 سنة وما فوق) باعتبار أنهم ميئوس منهم، وصرف هذا الوقت الضائع معهم بالحالات الأصغر سنًا وهي القابلة للعلاج والشفاء، ليرد جلوس مصحِّحًا هذه النظرية التي جرى طرحها عبر صحيفة التلغراف الإيطالية كما قال، والتي انحصرت بالمطالبة بسحب أجهزة التنفس عنهم (لقلِّتها) وإعطائها للحالات الأصغر سنًّا، وهو أيضًا طلب لم يتم الالتزام به، لأنه أمر غير إنساني… وحول سؤال خليفة له عن عدم عودته إلى لبنان لإفادة وطنه بخبرته في هذا الظرف الدقيق، أجاب بروفيسور جلُّوس بأنه مقيم في إيطاليا منذ 35 سنة وأنه من أحب الأمور إليه العودة إلى الوطن، لكن بينه وبين ذلك الكثير من الأمور اللوجستية غير المتاحة في هذه السرعة.
إطلاق حملة دعم.
وبعد تصريح البروفيسور غانم بحاجة المستشفيات الحكومية اليوم للدعم في هذا الوقت العصيب، جرى الكشف عن إطلاق حملة مساعدات تستهدف كل الشعب اللبناني ممن يستطيعون تقديم أي مساعدة لهذه المستشفيات، كما لكل الجهات العاملة على مكافحة الوباء بمن في ذلك المتطوعين، وكشَف خليفة عن لقاءات له مع دولة رئيس الحكومة حسَّان دياب وبعدها مع وزير الصحة حمد حسن تطرَّقت إلى هذا الأمر، ما دفعه للقول إننا بصدد تأسيس صندوق، ليس لدعم المستشفيات وحدها بل لدعم أنفسنا وإبعاد الوباء عنَّا وعن أهلنا، مطالبًا كل الوسائل الإعلامية بدعم هذا الصندوق والسير على نفس النهج عبر مؤسساتهم. وقد جرى الإعلان عن رقم هاتف خاص مبدئي للاتصال والتبرع قبل اعتماد الصيغة النهائية والشفَّافة التي يمكن للناس الوثوق معها أن ما يقدمونه سيصل حتمًا إلى الجهة المعنيَّة… وبالفعل تهافتت الاتصالات منذ إعلان الرقم كما وردت عشرات الاتصالات على الهاتف الخاص لخليفة، ما يدّل على ثقة الناس بالبرنامج، وهذا هو الأهم ليكون الدعم على قدر الأمل بتحقيق الهدف المنشود.
تحية للجسم الطبي.
لأنهم هم الأساس في علاج الناس ولأنهم الأكثر عرضةً للخطر (هم وأُسرُهم) كانت جولة لكاميرا طوني خليفة تنقلت بين قسمين: الأول المستشفيات والعيادات والمختبرات ومراكز العمل عمومًا، حيث يقوم الطبيبات والأطباء والممرضات والممرضين بحكم واجباتهم ووظائفهم، أو غيرهم كمتطوعين، وهذا الأهم والذي لم يعد حكرًا على قلة من العاملين والعاملات في الجسم الطبي اللبناني، والقسم الثاني منازل بعض الطبيبات والأطباء والممرضات والممرضين ممن يناوبون في المستشفيات التي تقوم بالإشراف على المصابين بالكورونا وأحيانًا لمدة 24 ساعة كاملة… كاميرا خليفة نقلت حجم القلق الذي تعيشه هذه العائلات، وكيف يتم استقبال الأب أو الأم أو الزوج والزوجة لدى عودتهم إلى منازلهم، ما أعطى صورة مزجت بين التعاضد الإنساني والأمل بالانتصار على هذا الوباء، كما أشارت إحدى المتطوعات في رسالتها. كذلك أعطت هذه الجولة بين المستشفيات والمنازل صورة مشرِّفة للأسرة اللبنانية المتكاتفة بمواجهة المصائب والكوارث، فالكل كبارًا وصغارًا أعطوا هذه الصورة التي اختتمها خليفة بالقول: لأجلكم أنتم يجب علينا الالتزام والبقاء في بيوتنا لتسريع عودتكم إلى عائلاتكم.
من الأسعار إلى مسار الفحوصات.
في هذا الفقرة وإلى جانب البروفيسور غانم حضر الدكتور زياد غزَّال (مدير المركز الطبّي في الجامعة الأميركية في بيروت) للإجابة عن عدة أسئلة، انطلاقًا مما تعرَّض له مقدِّم ومُعد البرنامج الإعلامي طوني خليفة وأسرته في مقدمهم عائلة زوجته (18 شخصًا)، وصلوا إلى مستشفى الجامعة الأمريكية لإجراء “فحص الكورونا” لتصل فاتورتهم إلى عدة ملايين ليرة، حيث تكلفة الفحوصات للشخص الواحد كانت قد بدأت بمبلغ 400 ألف ليرة قبل أن تعمِّم وزارة الصحة على المستشفيات بعدم تقاضي ما يزيد عن مبلغ 150 ألف ليرة لبنانية، في حين أقرَّت المستشفى المعنيَّة بوجوب إضافة تكلفة معاينة تُضاف للفحوصات ما يرفع الرقم إلى 225 ألف ليرة لبنانية، هذا عدا ما أشار إليه خليفة من وجود حالات في قاعة الانتظار بينها أشخاص لديهم بعض عوارض الوباء، ما يؤثر على البقية… غزَّال أجاب عن هذه الأسئلة كلها، مختصرًا في البداية بأن “فحوصات الكورونا” يجب ألَّا تكون متاحة لأي شخص ليست لديه أية أسباب أو عوارض، فليس الوقت هو وقت المعاينة والفحوصات فقط لمجرد الاطمئنان، معلنًا أن العلاج هو الوقاية أولًا وأخيرًا، كما ردَّ على قضية إقفال “الكافيتيريا” في الجامعة انطلاقًا من وجود حالة اشتُبه فيها لأحد العاملين بالمطبخ، ما أثار ضجة حول ضرورة تناول بعض الأطعمة أو حتى الماء من الكافيتيريا المقفلة.
بعدها كان تقرير حول كيفية إجراء “فحص الكورونا” بكامل تفاصيله من أخذ العيِّنات من أنف الشخص المعني أو حنجرته، ونقلها إلى المختبر وبالتالي إجراء الفحص المخبري وصولًا لكشف النتيجة (سلبًا أو إيجابًا). مصحِّحًا الفرضية السائدة بأن فحص الكورونا يتّم من خلال سحب عيِّنات من الدم.
مبادرة لتأمين اجهزة تنفس.
الدكتور المهندس حسين الحاج حسن (ابن شقيق الوزير حسين الحاج حسن) حلَّ ضيفًا لشرح المبادرة التي قام بها مع عددٍ من المهندسين والمعنيين لتصنيع أجهزة تنفس نحن في لبنان الأكثر حاجة إليها في هذه المرحلة بالذات، وهي أجهزة تعاني من النقص، ليس في لبنان وحده بل في كل العالم، ما قد يتسبَّب بعدم تأمين العلاج لغالبية المصابين بوباء الكورونا، حيث يحتاج الكثيرون في المراحل المتقدمة من الوباء لهذه الأجهزة… المبادرة هذه بحاجة للكثير من الدعم من قبل الدولة ومن الناس أيضًا، وقد لاقاها النائب نعمت افرام بتخصيص أحد مصانعه لهذه الغاية..
سامي حجيج والكشف المنزلي.
الختام كان مع د. سامي حجيج (اختصاصي أطفال وأمراض داخلية واستوائية) بعد توزيعه لفيديو يشرح فيه إمكانية الكشف عن الإصابة بالكورونا أو عدمها من منازلنا، وذلك من خلال عملية التنفس، وتجربة كتم “التنفس” لعشرة ثوانٍ وبعد إخراج الهواء في حال اضطُر الشخص المعني للسعال تكون النتيجة إيجابًا وإلا فالنتيجة سلبية، الأمر الذي كان قد انتشر من الصين كما أشار البروفيسور غانم، واعتبر أن الأمر ليس حاسمًا في هذا المجال، بل قد يشير لوجود نوع من الالتهابات ربما في الرئة أو غير ذلك وليس للكورونا وحدها.
Leave a Reply