ما يزال وباء كورونا المنتشر في كل أنحاء العالم كما في لبنان، يطغى على كل ما عداه من قضايا ومواضيع، وهذا شأن هذه الحلقة أيضًا من برنامج الإعلامي طوني خليفة، الذي يحمل اسمه في موسمه الثاني…
صرخةُ مغترب.
البداية كانت من خلال صرخة وجع أطلقها مواطن لبناني مغترب، حول أوضاع المغتربين ممن ضاقت بهم بلاد الاغتراب اليوم بسبب انتشار الوباء وتوقّف أعمالهم، أو جامعاتهم ومعها توقفت كل إمكانيات استمرارية معيشتهم في ظلِّ ما يشهده لبنان من احتجاز للودائع في المصارف، والذي كان سائدًا قبل هذه الجائحة… خليفة تبنَّى هذه الصرخة إنسانيًّا بعيدًا عن احتمالات وجود أية أبعادٍ سياسية، وبعيدًا عن التصويب على حكومة الرئيس حسَّان دياب، التي تتعرض كما أشار لمحاولات النسف من الداخل،…تبني هذه الصرخة وخلاصتها “الآن أتت صحوتكم على المغتربين يا تجار السياسة”؟ كان من باب كون هؤلاء المغتربين باتوا أولوية في “آجندة” هذه الحكومة بعدما توالت الصرخات من كل أنحاء العالم، لا من أفريقيا وحدها… تلا ذلك، وحول نفس القضية (قضية المغتربين) مداخلة لربيع نصَّار- رئيس الجالية اللبنانية في “التوغو”، تحدَّث فيها عن أوضاع المغتربين في القارة الأفريقية عمومًا، وما قيل من أن ما قبل كورونا لن يكون كما بعده في القارة الأفريقية بالنسبة لاستضافة رجال الأعمال اللبنانيين أو كافة العاملين على هذه الأرض.
الحجر الصحي والباصات.
من صرخة المغتربين إلى صرخة لا تقلُّ شأنًا أطلقها البرنامج تحت عنوان: بماذا تُفيد “التعبئة” وحظرُ التجوال ومنع التجمعات في حال تركنا الناس يتنقلون بهذا الشكل في الباصات ووسائل النقل العام… وعبر تقريرٍ خاص للزميلة زهراء فردون قامت كاميرا “طوني خليفة” بجولة استعرضت فيها حركة تنقُّل الناس بوسائل النقل هذه على طرقات لبنان خلال فترة “التعبئة العامة”، والتي جرى تمديدها لأسبوعين آخرين، حيث تقتضي الالتزام بمعايير السلامة العامة وأقلّها عدم الاكتظاظ البشري خلال اعتماد هذه الوسائل. الكاميرا رصدت عشرات المخالفات، وسط استهتار شبه عام، إن من قبل السائقين أو الركَّاب ولكلٍّ منهم ذريعته (غير المبرَّرة) لارتكاب مخالفته هذه، غير آبهين أن ما يقومون به، وعدا كونه يعرِّضهم للأذية هم وركابهم وأسرهم، يعرِّضهم كذلك لتسطير مخالفات مالية لا طاقة لهم عليها.
مساعدات غذائية.
طارق علّيق- رجل أعمال لبناني، قام ومن خلال برنامج “طوني خليفة” بمواكبة الحملة التي أطلقها تلفزيون الجديد تحت شعار “صامدون” بمبادرة فرديَّة خاصة لتأمينَ حصصٍّ غذائيةٍ لكل المناطق اللبنانية… وبمرافقة فريق البرنامج انطلقت الحملة من الجنوب إلى الشمال مرورًا بالمتن وكسروان، وكانت محطاتها هي البلديات التي تسلَّمت الحصص الغذائية لتقوم بنفسها بتوزيعها على العائلات في بلداتها… اللافت في كلام عليِّق حول مبادرته هو ما قاله عن جشع بعض التجار اللبنانيين ممن اشترى الحصص الغذائية منهم، والذين لم يكترثوا لكون ما يقوم به هو أبعد ما يكون عن التجارة، وأن عليهم أقله مراعاة اعتماد الأسعار المناسبة لهكذا مبادرة، فجاء تعاملهم على العكس بعيدًا عن أبسط ما تفترضه هكذا مبادرة… لكن على جانبٍ آخر فقد حفَّزت مبادرة عليّق متابعي “طوني خليفة” على المزيد من العطاءات، خصوصًا وإنها عادت وفعَّلت “صامدون”…. بعدما اعتبر خليفة أن هكذا مبادرات إنسانية في زمن كورونا تستوجب علينا ملاقاة ما قاله سماحة السيد حسن نصرالله في كلمة له بهذا الخصوص نهاية الأسبوع الماضي، وفي خلاصتها ضرورة أن تشمل مساعداتنا الأشخاص المتعفِّفين ممن تمنعهم عزَّة أنفسهم طلب المساعدة، بعدما وضعتهم ظروف البلد الاقتصادية ومن ثمَّ الوبائية في صفوف الأكثر حاجة للمساعدة والدعم. كما استعاد خليفة دعوة أطلقتها الإعلامية داليا أحمد له خلال نشرة الأخبار من باب ما أسموه “التحدي” ليرد بأنه مع كل العاملين في الجديد يخوضون هذا التحدي منذ سنوات، خصوصًا عبر البرامج الاجتماعية التي حملت اسم خليفة، والذي توجَّه بهذا التحدي لصديق له هو اللبناني تاني حنَّا أحد أبطال الرالي العالميين- بطل آسيا وأوروبا والفائز بلقب “تحدي فيراري للقارة الأوروبية” في العام 2019… حنَّا أعلن خلال تلقفه للمبادرة وبعد حوالي الساعة من انطلاقة البرنامج عن تبرعه بمبلغ ستة ملايين ليرة لبنانية، في وقت كانت قد توالت التبرعات بعشرات الملايين الأخرى من أصدقاء البرنامج، بينها مبلغ عشرين مليون ليرة من الدكتور فارس عصام فارس من عكَّار دعمًا منه لمبادرة الجديد عبر “طوني خليفة”. قسم الكورونا في استوديو البرنامج.
قسم معالجة الكورونا في “مستشفى أوتيل ديو” ينتقل إلى الاستوديو لنرى المراحل التي يمرُّ بها المُصاب وأي الحالات هي الصعبة وما هي بالمقابل الحالات القابلة للشفاء… تحت هذا العنوان الاستفزازي استقبل خليفة داخل الأستوديو بدايةً بروفيسور فادي حداد- اختصاصي بالطب الداخلي وأمراض المناعة الذاتيّة، ليستقبل بعدها معه وعلى امتداد الحلقة كلَّا من: د. هامبيك رفايل كوريه -اختصاصي أمراض السرطان والدم في جامعة القديس يوسف، وبروفيسور موسى رياشي رئيس العناية الفائقة – قسم الكورونا في أوتيل ديو، بينما جرت مداخلة عبر الهاتف مع الدكتور رشوان رشوان اختصاصي القلب والشرايين، والذي أشار إلى أن الوقاية هي أهم طرق العلاج لهذا الوباء، مشيرًا إلى علاقة أمراض القلب بهذا الوباء ومدى تأثيره عليهم بدرجة أكبر من غيرهم، أما القضايا المطروحة على طاولة البرنامج مع الأطباء الثلاثة فقد تنوَّعت لتشمل كافة هموم المواطنين وتساؤلاتهم حول طبيعة هذا الفايروس الخطير والذي غزا العالم، ليتفق الجميع بأننا اليوم نخوض حربًا عالمية بوجه هذا الوباء… وبأن بعض الحالات المرضية المزمنة (ومن بينها السرطان) كما نوَّه د. كوريه هي الأشد التقاطًا للعدوى من غيرها.
علاج راوول.
ولأن الجرَّاح اللبناني الدكتور جوزيف غاريوس -اختصاصي في جراحة الجهاز الهضمي والغدد المقيم في مرسيليا-فرنسا، شكَّل ظاهرة باعتباره كان من أبرز المساهمين في رعاية مرضاه، حين أُصيب بالكورونا نتيجة العدوى من أحد مرضاه، لكن الأهم أنه شُفي من هذا الوباء بالعلاج الذي سبق واطلقه دكتور راوول، من هنا جرت استضافة د.غاريوس عبر السكايب من مارسيليا ليخبر المشاهدين عن تجربته وعن مفاعيل هذا الدواء؟… غاريوس تكلَّم بإسهاب عن تجربته، خصوصًا وأنه التزم منزله للعلاج بنفسه مع هذا الدواء من داخل المنزل، ليصل إلى الشفاء التام بعد مرور أربعة أيام من تناول جرعات محدَّدة من عيِّنتين معتمدتين… وردًّا على سؤال لخليفة نفى غاريوس أن يكون ما اصطُلح على تسميته بـ”علاج د. راوول” قادر على الشفاء من كورونا بنسبة مائة بالمائة مع كافة الحالات، معتبرً ان لا شيء اسمه مائة بالمائة في الطب، مع ثنائه على هذا العلاج واعتباره أن ما حصل مع مرضى راوول وصل لشفاء ما يوازي الثمانين بالمائة من الحالات… وهذا إنجاز لا يُستهان به.
الممرض السعودي وأسرته.
لأنه ممرِّض في خدمة المُصابين بالكورونا حُرِم حتى من احتضان ابنه، هذا الأمر انتشر عبر وسائل التواصل مع فيديو يصوِّر طفلًا يركض لملاقاة والده “الممرِّض”، بينما الوالد يتراجع متحاشيًّا عناقه حفاظًا على سلامته… فريق البرنامج وصل إلى صاحب العلاقة بهذا الفيديو ليتبيَّن أنه يُدعى ناصر علي الشهري من قسم التمريض في المملكة العربية السعودية والذي قال في اتصال مع الإعلامية سارة الخنسا (من فريق طوني خليفة) إنه قام بتصوير هذا الفيديو على طريقة ما يُعرف بإعادة تمثيل المشهد، وذلك بهدف توعية الناس على هذا الصعيد، خصوصًا وأنه هو والكثير من الزملاء في مهنته، وفي المجال الصحي والطبي يعانون اليوم من نفس هذه الحالة.
الحملة على مرسال غانم.
حملةُ الممرضات والممرضين على مرسال غانم هي الأخرى كانت من أهم المواد المحليَّة التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي وصلت إلى حدود الإهانات له من قبل فريق الممرضات، بعدما كان وخلال برنامجه “صار الوقت” قد رد على مطالبة بعضهن بإيجاد مساكن لهن قرب المستشفى الحكومي، حيث يقمن بالإشراف على مرضى الكورونا، ليقول لهن “خدونا بحلمكن”، معترضًا على هذا الطلب الذي رأى غانم فيه ترفًا كما يبدو… الحملة توقفت فجأة ليتبين أن الدكتورة ميرنا أبي عبدالله ضومط – نقيبة الممرضات والممرضين- في لبنان هي من طالب الممرضات بذلك، وهذا ما أكدته النقيبة خلال مداخلة لها من منزلها، مشيرة إلى أنها رأت في تجاوب الزميلات مع طلبها مصلحة للممرضات أنفسهن، كما أثنت على تعامل الناس مع الممرضات عمومًا، دون أن تنسى حملة التصفيق التي أُطلقت لهن وللأطباء وكافة العاملات والعاملين في المجال الصحي، رغم اعتبار البعض بأن حملة التصفيق هذه عن شرفات المنازل كانت مجرد استعراض لا طائلة منه ولا يعني شيئًا، وهذا ما انتقده خليفة نفسه معتبرًا المبادرة تستحق التصفيق لها لا رجمها!
من مغالطات كورونا إلى علاجه بالدماء.
ما هي صحة المطالبة بعدم السير تحت المطر لتجنُّب عدوى الكورونا، وهل صحيح أنه لا فائدة من رش المعقِّمات، بل على العكس قد تتسبَّب بالضرر… سؤالان كبيران جرى الرد عليهما من قبل بروفيسور فادي حداد، ليتبيَّن أنهما من المغالطات التي يجري تداولها فلا المطر ينقل الوباء، ولا نحن بحاجة لكثرة المعقِّمات رغم عدم تعرضنا للأذى من خلالها، لكن الأهم جاء من إيطاليا عبر الطبيبة اللبنانية إنتصار سليمان – اختصاصية أمراض داخلية و طوارئ، والتي أكَّدت بالفعل أن الأطباء الصينيين الذين أتوا للمساهمة مع الأطباء الإيطاليين في العلاج لكورونا، قاموا بعلاج بعض المصابين الإيطاليين ممن أشرفوا عليهم بدماء المتعافين من كورونا… أما أخطر ما شاهدته الدكتورة سليمان فقد دفعها للقول بأنها تُفكر باعتزال المهنة، حيث روت حادثة جرت معها في إحدى الحالات لشاب توفي وحيدًا ىبينما اضطرت هي لإبلاغ زوجته وطفله بهذه الوفاة.. أخيرًا وحول العلاج بدماء المصابين الذين نجحوا في الشفاء من الوباء فقد اعتُبر هذا الأمر من قبل ضيوف الحلقة إضافة جديدة وواعدة على صعيد مواجهة الوباء. كورونا في سجن رومية.
في الختام جاء الإفراج المفاجىء عن الشيخ محمد علي ترشيشي من سجن رومية خلال هذه الفترة ليفتح ملفات، تجاوزت هذه المرة مسألة نشر الأخبار المغلوطة إلى نشر البيانات والتقارير المزوَّرة”، حيث قيل إن إطلاقه جاء بسبب إصابته بوباء الكورونا، وأن عشرات السجناء هناك باتوا اليوم عرضة للعدوى، لا بل قيل أيضًا أن بعضهم جرت فحوصات لهم وتبيَّن انها إيجابية، مع نشر صورة لتقرير صادر عن مستشفى رفيق الحريري يؤكِّد هذا الأمر ليتبيَّن أن التقرير مزيَّف، وأن من قام بذلك لم يكترث لمعاناة أهالي السجناء بعد نشر تقرير من هذا النوع، ما يمكن وصفه بالجريمة في حقهم…
Leave a Reply