لم تعد الأساليب التي يعتمدها البعض في التعامل مع الإعلام عمومًا، ومع برنامج “طوني خليفة” بوجه خاص قابلة للمرور عليها مرور الكرام، خصوصًا وقد تحوَّلت أرقام الهاتف الخاصة بفريق العمل المُعتمد لتقبُّل الحالات والشكاوى والاقتراحات وحدها بمثابة “فشة خلق” للبعض، بل صار رقم الإعلامي طوني خليفة (مُعد ومقدِّم البرنامج نفسه) مستهدَفًا من قبل هؤلاء، ممن يتصلون بشكلٍ منظَّم وعلى مدى الأربع وعشرين ساعة من اليوم (ليل -نهار) لتحميل البرنامج مسؤولية كل ما يجري على اختلاف هموم ومشاكل البلد… حول هذه القضية انطلق خليفة بحلقته بسبب اتصالات وردته من شتى بلدان الاغتراب (روسيا وتركيا بوجه خاص) مطالبة بطائرات لإعادتهم إلى لبنان، وحين طُلب منهم التريث لمتابعة الموضوع تحولت الاتصالات كالعادة إلى إساءات وشتائم، وكأن البرنامج وحده يملك حصرًا حق تحريك هذه الطائرات من وإلى لبنان، وقد أعطى خليفة مثالًا ما جرى مع بعض المتصلين من تركيا، وممن ثبت أنهم ليسوا من الطلاب أو السائحين، بل ممن قاموا بتمزيق وثائق سفرهم (باسبوراتهم) وكانوا يسعون للهروب إلى أوروبا والحصول على حق اللجوء في دولها، هربًا مما أسموه “بلد الزبالة”، واليوم ها هم نادمون على فعلتهم ويريدون العودة (وهذا حقهم كما قال خليفة) لكن ليس بالأسلوب الذي يعتمدونه وليس من خلال التضليل والإيحاء بأنهم ضحايا إقفال مطارات العالم في زمن كورونا.
سرقة ودائع الناس.
وإلى مقدمته الأساس انتقل طوني خليفة بعد استعراض عناوين حلقته، وهي مقدمة اختارها من حكاية يرويها الناس عن ملكٍ أراد فرض ضريبة على شعبه بنسبة معقولة (عشرة بالمائة) وأمام خشيته من ردّة فعل الناس طلب من مستشاريه نصيحة في هذا المجال، فجاءه أحد هؤلاء المستشارين بفكرة إشاعة خبر فرض ضريبة بخمسين بالمائة على مداخيل الناس، وبعد نشر الإشاعة وصرخة الناس وثورتهم على ضريبة بهذا الحجم والمطالبة بضريبة معقولة، أطلَّ الملك، وحسب نصيحة المستشار هذا، أعلن على الناس أنه وبناءً لرغبتهم لم يعمل بنصيحة مستشاريه ورفض فكرتهم بفرض ضريبة الخمسين بالمائة مكتفيًّا بضريبة بقيمة العشرة بالمائة تلبية لطلب شعبه، ليلقى الترحيب من الناس والتأييد والهتاف باسمه… هذه الحكاية أسقطها خليفة على ما يجري في المصارف اليوم من سياسة “الهير كات” لاقتطاع وسرقة ودائع الناس…!
علاقة فئة الدم بالإصابة بالكورونا
وإلى وباء الكورونا الذي ما يزال العنوان الوحيد والشاغل الشاغل للعالم كما لكل وسائل الإعلام بدأت حلقة “طوني خليفة” وهذه المرة مع ضيف الحلقة البروفيسور روي نسناس – اختصاصي في الأمراض الجرثومية، وذلك من عرض لفيديو منسوب لوزير الصحة الفرنسية السابق فيليب دوست بلازي، مفاده أن الناس ممن يحملون فئة الدم A هم الأكثر عرضة للإصابة بالفايروس التاجي “كوفيد 19” المعروف بالكورونا، وتحرِّيًا حول هذه الفرضيَّة قام فريق البرنامج باستطلاع فئة دم المصابين بالكورونا في لبنان مختارًا 70 مصابًا أو ما تفوق نسبته الـ10% من مصابي كورونا في لبنان حتى تاريخه، مستطلعًا فئات دمهم لتبدو العيِّنات المختارة وبينها الوزيرين السابقين: محمد الصفدي ومي شدياق من هذه الفئة، علمًا أن زوجة الأول وشقيقة الثانية لم تنتقل إليهما العدوى رغم التصاقهما التام بهما وعلمًا أنهما من فئة دم مختلفة… هذا الأمر لم يُقر به البروفيسور نسناس كثابتة يمكن الاستناد إليها، بل أعادها لكون هذه الفئة فئة الدم A هي الأكثر انتشارًا في لبنان تليها فئة الـO …
دراسات وبقع على أقدام مصابي كورونا
وإلى الكثير من الدراسات الجديدة التي تطرح علاجات وأدوية ولقاحات لمعالجة الفايروس، كانت نقلة مع خبر حول دراسة أُسترالية عن اكتشاف “عقارٍ” يدمِّر فايروس كورونا، وآخر حول ابتكار للقاح استباقي لتجنب الإصابة لفيروس كورونا، حول هذا الأمر والذي جرى إرفاقه بسؤال آخر من قبل طوني خليفة للدكتور نسناس عن صحة ما انتشر أيضًا من معلومات حول أن اليوم السابع والثامن هما الأخطر في رحلة “مريض الكورونا”، بحيث أن جهاز المناعة يقوى لينقضّ على الفايروس، بحيث تكون له ردّة فعل سلبيَّة على الرئتين والقلب؟، كانت ردود وافية لنسناس وشرح كافٍ عن مراحل المرض وبالأخص بعد اسبوع على ظهوره لدى المريض، تلا ذلك الرد حول ظهور صور لبقع على أرجل المصابين بكورونا، وهل هي حقيقة أو مجرد حالات لا علاقة لها بالوباء، ليرد البروفيسور نسناس بأن الأمراض الجلدية هي الأمراض التي تجاهلها البعض حتى اليوم من ضمن ما يتسبب به كورونا، خصوصًا وأن هذه البقع الجلدية هي عبارة عن “جلطات” تتركز أكثر ما تتركَّز في كاحل المصاب وغالبًا في الأصابع، معلنًا أنها بالفعل من ضمن عوارض الوباء.
Rapid Test
وإلى المعدَّات الخاصة بفحص الإصابة بالكورونا، وهي من ضمن أولويات مكافحة الوباء انتقل النقاش، وهذه المرة مع ما انتشر أخيرًا وعُرف بـ Rapid Test، والذي يعطي نتيجة فحص احتمال الإصابة بالوباء بأسرع وقت ممكن: عدة دقائق عوضًا عن العديد من الساعات في فحوصات الـ PCR المعتمدة حاليًّا… حول هذا الأمر أكَّد البروفيسور نسناس أنه طالب مرارًا باستيراد كل ما هو حديث في هذا المجال، لكن دون أن ينفي أن الدِّقة المطلوبة في تحديد الإصابة هي الأساس، وهذا ما ليس متوفرًا في كل الوسائط الجديدة المعتمدة، خصوصًا الأكثر سرعة بينها، أقلَّه حتى الآن.
إبلاغ المصابين بنتائج فحوصاتهم
ومع البقاء في مجال فحص الكورونا انتقل الحوار هذه المرة إلى داخل مستشفى رفيق الحريري الحكومي، حيث ولأوّل مرّة تدخل كاميرا فريق “طوني خليفة” لترصد كيفية إبلاغ المُصابين بنتائج فحوصاتُهم… وكانت حوارات ولقاءات مع أكثر من حالة، بينها واحدة ممن جاءت نتيجتها سلبية، وكيف تعاملت مع الأمر ولم تكن مصرَّة على إخفاء وجهها بل كشفته لتدعو الآخرين إلى عدم التردُّد بدخول المستشفى وإجراء الفحص في حال جرى الشك بالإصابة، لأن ذلك من أهم وسائل الحماية للشخص ولمن هم حوله… السيدة المعنيَّة غادرة المستشفى بعدما كانت لها أكثر من محطة للتعبير عن شكرها وامتنانها للفريق الطبي وبالأخص للممرضة التي أشرفت على متابعتها.
التسوّل بزمن الكورونا
بالرغم من اعتراف “طوني خليفة” بأن المتسولين في الطرقات، وتبعًا للتجمعات التي نراهم بها، وإقدامهم على إدخال رؤوسهم إلى داخل سيارات المارَّة للتسوُّل، دون مراعاة لنقل العدوى منهم أو لهم، بالرغم من انتقاد خليفة لهذه الظاهرة واعتبارها بمثابة قنبلة موقوتة بوجه الناس، لم يبرِّر للممثلة والناشطة اللبنانية سهى قيقانو تصرُّفها بوجه هؤلاء، هذا التصرُّف الذي وثَّقته وقامت بتوزيعه عبر فيديو على وسائل التواصل وهي تصف المتسولين بالأوساخ المنتشرة على الطرقات، ما أثار نقمةً بوجهها وتغريدات مضادَّة قامت بوصفها بأبشع الصفات… وعبر سكايب أطلت قيقانو للرد على أسئلة خليفة معتبرة أن ما حصل معها جرى استغلاله سياسيًّا ضدَّها، ولم يكن الأمر عبارة عن تعاطف مع المتسولين الذين يعاني الجميع من أساليبهم الغريبة، خصوصًا مع انتشار وباء كورونا، وردًا على سؤال رفضت قيقانو إعلان ندمها على تصرفها وعلى أسلوبها بالتعاطي مع هؤلاء الناس من أصحاب الحاجة الملِّحة للقمة العيش، في حين اعتبرتهم هي كاذبين ويمتلكون المال (معهم مصاري أكثر مني ومنك) وما يقومون به هو مجرد مهنة لهم، وهذا ما لم يؤيده لا خليفة ولا ضيفه.
الشفاء بالبلاسما.
وفي عودة إلى قضية علاج المصابين بحقنٍ من دماء تؤخذ من المصابين الذين “شفيوا” من الوباء، وهو العلاج الذي سبق أن أثارته طبيبة لبنانية من إيطاليا في حلقة سابقة، أطلَّ عبر سكايب أيضًا البروفيسور فادي نصر – اختصاصي في أمراض الدم والأورام في مستشفى أوتيل ديو، متحدِّثًا حول هذا الأمر الذي أيَّده الكثير من الأطباء، كذلك استعاد خليفة اعتراف أحد الأطباء اللبنانيين المصابين باعتماد هذا العلاج وأنه أدَّى إلى شفائه بالفعل، وهو ما لم يعارضه البروفيسور نسناس، مع تحفظه معتبرًا أن كل ما يتم اعتماده اليوم يبقى من باب المحاولات والتجارب، حتى ولو أدَّى لشفاء البعض…
وطالما الحوار هو حول العلاجات الحديثة، فقد أطلَّ أيضًا ومن خارج المقرَّر لهذه الحلقة، الباحث في الأمراض الجلدية سليمان كتاَّنة، بعدما كان قد اتصل، قبيل انطلاق الحلقة، للكلام عن تركيبة جديدة مع براءة اختراع له كان قد حاز عليها سابقًا لعلاج العديد من الأمراض الجرثومية في العام 2010 وجرى تجديد البحث اليوم على عدة فايروسات ولعدة حالات ومن بينها الكورونا… وإزاء كلام كتَّانة حول إمكانية الدواء المشار إليه في علاج كل الأوبئة المماثلة، اعترض البروفيسور نسناس معتبرًا أنه لا وجود لعلاج يُشفي كل الأمراض مهما كانت تركيبته.
روبو لفحص الكورونا
وعبر سكايب أيضًا وأيضًا، وهو الوسيلة الأكثر اعتمادًا اليوم في زمن الحجر الصحِّي، أطلَّ د. يوسف حداد – رئيس قسم الأمراض الصدرية والإنعاش في “مستشفى الجعيتاوي” مقدِّمًا هذه المرة إنجازه، وهو عبارة عن Robot جرت برمجته للتعامل مع مرضى الكورونا بدلًا من تعريض الفريق الطبي، من أطباء وممرضين وعاملين، للاحتكاك المباشر بالمصابين، مع ما يعنيه ذلك من خطورة على حياتهم… هذا “الروبوت-الرجل الآلي” الذي يجري إدخاله إلى أرض الواقع اليوم من قبل مستشفى الجعيتاوي وعلى أهميته في حماية الفريق الطبي، جرى طرح العديد من الشكوك حوله أولًا من قبل خليفة الذي تساءل حول كيفية التأكد من قدرة المصاب على التعامل مع “الروبوت” بدءًا بأخذ العينة المراد فحصها، وصولًا إلى فهم النتائج وكيفية التصرف بشكل متواصل مع حالته، ليلاقيه الدكتور نسناس في أكثر من طرح حول حلول هكذا “روبوت” محل التواصل المباشر بين المريض والفريق الطبي.
طائرة تنبِّه المواطنين
وتستمر التجارب وهذه المرة مع طائرة Drone جرى تطويرها للتنقل في الشوارع وبين الناس، وذلك لتنبيه المواطنين وحثّهم على التزام الحجر المنزلي وعدم الخروج من منازلهم حماية لهم ولأسرهم… مكتشِّف أو مطوِّر هذه الـ Drone دافع عن إنجازه ووصفه بأنه ليس مجرد طائرة معتمدة للتصوير منذ زمن، معلنًا أنه قام بتطويرها لتكون قادرة على المتابعة والمراقبة وتوجيه الرسائل وصولًا إلى رمي الكمامات والمستلزمات الطبيَّة في حال الضرورة. وتأكيدًا لنظريته قام بمرافقة فريق العمل بجولة في العديد من الشوارع والقيام بتوجيه “طائرته” في أماكن تواجد بعض الناس ممن قاموا بخرق الحظر سيرًا على الأقدام أو داخل سياراتهم وبدون “كمامات” ووسائل الحماية اللازمة.
الشيخ محمد ترشيشي
الشيخ محمد الترشيشي- أمين عام ما أسماه “جمعية الوسط والصداقات بين الشعوب” كان قد أثار جدلًا وهو يقوم بتوزيع المال على المشاركين في حراك السابع عشر من تشرين أول “أوكتوبر 2019″، وعلى خلفية ما قام به يومها وخلفيات أخرى حول أمور جرى الاشتباه به حولها، تمَّ إلقاء القبض عليه وإيداعه “سجن رومية”، قبل أن يجري إطلاقه فجأة مع انتشار الكورونا قبل أسبوعين، ليظهر مجددًا مع المزيد من إثارة الجدل و”تخويف الناس” على أبواب مستشفى الحريري معلنًا أنه خارج من “رومية” وأنه ربما يكون حاملًا لفايروس كورونا، مع ما يعني ذلك من انتشار الوباء في هذا السجن وبقية سجون لبنان، ما أثار بلبلة تجاوزت بكثير بلبلة حقيبة المال الممتلئة بالدولارات، والتي انتشرت صورها سابقًا معه وهو يقوم بتوزيعها… ترشيشي أطلَّ أيضًا عبر السكايب للرد على هذه الأمور، وحين أراد التنصل من توزيع فيديو إصابته بالكورونا، وأن الأمر لا يتعدى تلقيه اتصالًا للاطمئنان عليه وطلب المتصل بأن يكون الاتصال عبر “الفيديو كول” للتأكد من انه خارج السجن وفي المستشفى، جاء من يقوم بالرد عليه وهو الشخص المعني بالاتصال (دُمَّر حميّة) بأنه على العكس هو من اتصل به لإبلاغه بأنه ربما يكون مصابًا بالوباء (معتمدًا احتمال الستين او السبعين بالمائة)، لا بل أنه هو من طلب نشر الفيديو الخاص بالاتصال، وليس العكس، الأمر الذي أثار السجناء وأهاليهم ممن هبَّوا إلى السجون مطالبين بحماية النزلاء، قبل أن يتبيَّن كذب الادِّعاء وعدم وجود أي حالة كورونا في مختلف سجون لبنان… لتنتهي حملة التخويف والتحريض عند هذا الحد.
Leave a Reply