الحلقة الأخيرة لهذا الموسم -الموسم الثاني من برنامج “طوني خليفة”- جاءت استثنائية، كما هو واقع الحلقات السابقة، في زمنٍ استثنائي يمر على العالم بأسره ولا بدَّ، كما أشار مُعدُّ ومقدم البرنامج الإعلامي طوني خليفة، أن نعود في هذه الحلقة الأخيرة للاحتكام إلى ذاتنا وإلى ضميرنا في تعاملنا مع الآخر، والأهم اليوم أننا حين نقول للناس أن عليهم التزام منازلهم، أن نتساءل معهم كيف لهم أن يبقوا في منازلهم وهم يعيشون الفقر والجوع بينما هناك من استولى على أموالهم وعلى كامل حقوقهم…
الوزير شربل وأموال اللبنانيين.
وللمزيد من الوقوف عند هذا الهاجس الاقتصادي لدى الناس (فقراء وأغنياء) ومن مختلف الشرائح والطبقات انطلق طوني خليفة من الكلام المتداول اليوم حول عودة “الثورة” إلى الشارع، متجاهلة الحجر المنزلي الذي فرضه وباء كورونا على الجميع، والسبب أن الناس وصلت إلى مرحلة الاختيار بين الموت جوعًا أو الموت بالوباء فاختارت الحل الثاني. خليفة لاقى “الثوار” في هاجسهم هذا متمنيًّا أن تكون العودة بمثابة استعادة للفكرة الحقيقية من هذه “الثورة”، والتي بدأت في السابع عشر من شهر تشرين أول “أوكتوبر” 2019 معلنًأ أن الهاجس الأول لا بد أن يكون حقوق الناس، ممن استيقظوا ليجدوا جنى العمر وقد بات في مهب الريح، لأن السياسيين والمصرفيين في لبنان قاموا بسرقة أموالهم وتهريبها إلى الخارج، هذا الكلام أكَّده من المكسيك، وعبر سكايب ضيف الحلقة وزير الداخلية السابق اللواء مروان شربل، دون أن يُخفي ما لديه من معلومات حول تهريب الأموال المسروقة هذه إلى الخارج، وأن ذلك لم يحصل في السابع عشر من تشرين الماضي أو بعده بل قبل سنة من ذلك، باعتبارهم كانوا يستشعرون بأننا مقبلون على ما نحن فيه اليوم. شربل الغائب قسرًا عن لبنان منذ شهرين، بسبب زيارته لشقيقه في المكسيك (أميركا الشمالية)، والتي كانت مقرَّرة لعشرين يومًا، لكنها امتدت حتى اليوم بسبب إقفال المطارات تحت وطأة وباء كورونا، أعلن عن اشتياقه للبنان بشعبه، لا بسياسييه، محذِّرًا هؤلاء السياسيين ومعهم المصرفيين والممسكين بزمام الاقتصاد المحلِّي، وفي مقدمهم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، بعدم اللجوء إلى ما يُعرف بالـHair-Cut أي اقتطاع جزءٍ من ودائع الناس، لأن ذلك سيؤدي إلى إقدام هؤلاء الناس على تدبير أقسى وهو الـ Head-Cut… فقطع الأرزاق سيقابله قطع رؤوس، خصوصًا بالنسبة لمن جمعوا أموالهم بعرق جبينهم، بينما استعادة الأموال من السارقين هو المطلوب وهو ما ينقذ اقتصاد البلد.
طبيبات كورونا.
وإلى الموضوع الأساس انتقلت الحلقة مع مستجدات وباء كورونا في لبنان، وقد اختار خليفة هذه المرة العنصر النسائي، بعدما اقتصر ضيوفه في الموسم المنصرم على الذكور من أهل الطب، وقد اختار في هذه الحلقة كلًّا من: د. نورا شكرون – اختصاصية في الأمراض الصدرية والعناية الفائقة والحساسية ود. رانيا باسيل العتر – طبيبة أطفال واختصاصية في قلب الطفل، مستعرضًا مع الأولى: مراحل الكورونا ولماذا نصل إلى الموت، وما هي أسباب عدم قدرة كبار السن على محاربة الفيروس، وماذا يجب أن يفعل مرضى الربو في مرحلة الكورونا، الدكتورة نورا شكرون ردَّت على هذه الأسئلة، كما أجابت حول العديد من القضايا الأخرى طيلة الحلقة ومنها: لماذا يصبح الجسم الطبي أكثر من يتأثر بالوباء ويصل إلى الموت.. كما كان لها رأيها حول البروفيسور الفرنسي Luc Montagnierالحائزعلى جائزة نوبل حول فايروس HIV والذي جرى تصنيعه بمختبرات ووهان. وما هي مرتكزات هذا الدواء؟
د. رانيا باسيل من جهتها ردَّت على أسئلة حول عوارض الكورونا عند الأطفال (جلديَّة، تنفسيَّة وخلافه) ومتى يجب على الأهل حسم ذهابهم لدى الطبيب دون الاكتفاء بمكالمة هاتفية، وما هي سبل الوقاية عند الأطفال والمرأة الحامل، وهل ينتقل الفايروس إلى الجنين خلال الحمل، وماذا عن رضاعة الطفل من الأم المريضة، وهل الطفل كالكبار يكون أكثر تأثرًا في حال كان يعاني من أمراض مزمنة كالسكري مثلًا…
الطبيبتان أجابتا عن هذه الأسئلة وغيرها وكانت لهما أكثر من مداخلة حول فقرات البرنامج عمومًا…
ديليفري كورونا.
تحذيرًا للناس من اعتماد خدمة توصيل الطعام لهم عبر المطاعم المتخصصة بذلك، قامت كامير البرنامج بجولة، برفقة مندوبة من وزارة الاقتصاد، على هذه المطاعم وعلى بعض الدرَّاجات النارية “المتخصِّصة بنقل الطعام” للكشف على سلامة توضيب طلبيات الدليفري، الزميلة زهراء فردون وضعت يدها على العديد من المخالفات التي قامت مندوبة وزارة الاقتصاد بتوثيقها ووصلت إلى حد توجيه إنذارات للمخالفين مع إجراء تعهد بتطبيق كل ما هو مطلوب لتأمين وجبة سليمة إلى الناس، في هذا الزمن الصعب، كي لا يتحوّل هذا التوصيل إلى ما اسماه خليفة “ديلفري- كورونا” أي توصيل وباء الكورونا إلى المنازل بدلًا من توصيل الطعام المطابق للمواصفات المطلوبة.
بروفيسور مقداد واشنطن.
وعبر سكايب جرت استضافة د. علي المقداد رئيس قسم الدراسات الإستراتيجية للصحة العامة في جامعة واشنطن، سبق الاستضافة تقرير حول الدكتور مقداد أعدَّته الزميلة زينة برجاوي، عادت خلاله إلى مقولة أن كورونا تمّ تصنيعه في مختبر في ووهان… الدكتور مقداد، والذي كلّفه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بوضع إستراتيجية لتحديد كيفية إعادة فتح أبرز المدن الأميركية، أجاب على الكثير من الأسئلة التي تراود كل الناس في هذا الزمن، ومن بينها الخطة المطلوبة لإعادة فتح المدن في لبنان. وعن رأيه بقرار وزير التربية حول فتح المدارس منتصف أيار، أعلن المقداد أنه يعارض ذلك حرصًا على السلامة العامة، كما عارض على أبواب رمضان فتح المساجد و”الحُسينيات”، كما سبق له وعارض فتح الكنائس في الأعياد المنصرمة… الدكتور مقداد كان له ردّه أيضًا على تقرير وصل إلى البرنامج قبيل ساعات من بدايته يعتبر أن الشعب العربي على اختلاف بلدانه يبدو أقلَّ تأثرًا بوباء كورونا لناحية العوارض المميتة، هذه الدراسة التي وردت من الأردن، عارضها الدكتور مقداد، وهو من أوائل معارضي ما بات منتشرًا اليوم من أن العلاج الذي اعتمده د. ديديه راوول في فرنسا، هو علاج للوباء عمومًا، مشيرًا إلى أنه بمثابة دواء يتم من خلاله تخفيف بعض العوارض تبعًا لحالة المريض… أكثر من ذلك قال الدكتور مقداد إن الكلام عن وجود علاج أو حتى لقاح للكورونا غير صحيح ولا بد من انتظار الوصول إلى حسم الأمر، كما كان للدكتور مقداد رأيه والذي أثنى فيه على تعامل وزارة الصحة اللبنانية بإدارة الوزير حمد حسن لهذه الأزمة معتبرًا أن لبنان يكاد يكون الأكثر شفافية ودقة مع إعلان حقيقة ما يجري على الأرض، بينما يقوم البعض في الدول العربية (مسميًّا مصر والأردن) بإخفاء حالات الإصابة، وهذا برأيه ما أوحى بندرتها في العالم العربي… هذا الأمر استدعى ردًا من مباشرًا من الأردن.
ارتفاع جنوني للأسعار.
وفي عودة إلى الوضع الاقتصادي كانت جولة أخرى لكاميرا البرنامج، وهذه المرة مع الزميلة بتول عبدالله حول الارتفاع غير المبرَّر للأسعار عمومًا، ولأسعار المواد الغذائية في لبنان بالدرجة الأولى، حيث تجاوزت نسبة الارتفاع هذه المائة بالمائة وأكثر لبعض السلع بين شهر وآخر، وباعتراف أصحاب المحلات التي شملتها الجولة، والتي عدنا منها بخلاصة أن جشع التجار لا بد من لجمه قبل وصول الأمور إلى ما هو أكثر خطورة، خصوصًا وأن الغلاء هذا يطال أكثر المواد ضرورة للناس.
جهاز تنفس جديد.
وبالعودة إلى الواقع الطبي كان اتصال مع د. بيار إدّه – رئيس قسم الإنعاش في مستشفى سيدة المعونات الجامعي – جبيل، بعد عرض شريط فيديو حول انجاز طبي جديد في مجال تصنيع أجهزة تنفس لإنعاش المصابين عند الحاجة، وغالبًا في غرف العناية الفائقة، هذا الإنجاز الذي سبق أن قامت أكثر من جهة أخرى في لبنان بالعمل عليه، ليكون إنجاز الدكتور إدة واحدًا من جملة العاملين على هذا الابتكار المحلي، في وقت يبدو كل العالم (وليس لبنان وحده) بأمس الحاجة إليه.
العاملة الأثيوبية.
عاملة أثيوبية لفتت أنظار الناس في لبنان من خلال فيديو قامت بنشره وهي تقول فيه للبنانيين ما خلاصته: “هل عرفتم قيمة الاحتجاز في منازلكم اليوم مع كورونا وأنتم من تقومون باحتجاز العاملات داخل هذه المنازل لسنوات وأحيانًا بلا طعام”… العاملة ميكاديش محمد أطلَّت عبر سكايب من منزل تعمل فيه وردَّت على أسئلة خليفة معتبرة أنها لا تقصد كل اللبنانيين، فهي تعمل اليوم عند أناس لا يقومون بهذه الأفعال، بل على العكس كانوا سعداء بالفيديو الذي نشرته كما أنهم لا يعترضون على نشاطها عبر وسائل التواصل، عكس ما يحصل مع ارباب عمل آخرين.
من تركيا رد للقنصل.
متابعة لقضية اللبنانيين المحتجزين في تركيا بسبب إقفال المطارين (اسطنبول وبيروت) وبالأخص الذين تبيَّن أنهم ليسوا من الطلاب ولا من السائحين، بل هم ممن كانوا قد حاولوا الهرب إلى أوروبا عبر اليونان، قبل أن تأتي جائحة كورونا وتقلب الأمور رأسًا على عقب، فبات حلمهم بدخول أوروبا مجرد كابوس، استبدلوه بحلم العودة إلى لبنان، البلد الذي قاموا بتمزيق “باسبوره” وكالوا له ولشعبه وناسه بالشتائم. حول هذه القضية جرت استضافة مازن كبارة القنصل العام اللبناني في تركيا (عبر سكايب)، ليكشف أكثر بكثير مما كشفه طوني خليفة في الحلقة السابقة، ومن بين ذلك الإساءات المتكرِّرة بحق القنصل، وهو الذي عمل ويعمل على تأمين الغذاء والألبسة لهم، كاشفًا أن بعضهم تواجد في الشارع بدون حذاء، كما أنهم أقدموا على تخريب منزله، وقد جرى عرض فيديو يوثِّق فعلتهم هذه… وبالرغم من ذلك أكّد القنصل كبَّارة بأنه ما يزال يعمل على تأمين المال لهم مسميًّا أكثر من طرف قدَّم المساعدات المالية لهم بانتظار إمكانية عودتهم إلى لبنان.
Leave a Reply