حل الفنان أحمد دوغان ضيفاً على برنامج “نجوم وأسرار” الذي يعده ويقدمه الإعلامي جوزيف بو جابر عبر إذاعة لبنان 98,1 و98,5. مع بداية الحلقة تحدث دوغان عن طفولته، قائلاً “أنا ولدت في المصيطبة، ووالدي كان مختار المنطقة، ونشأت في مدرسة التوجيه الثقافي، وكانت إنطلاقتي الفنية في المدرسة ، حيث قمنا بتأسيس فرقة من 6 أشخاص وما زالوا يرافقونني حتى اليوم، وهذا الرصيد أعتز به، خصوصاً أنه يبرز أهمية الصداقة، وهذا الشيء مفقود حالياً”. وتابع دوغان “بعمر الـ 10 سنوات ظهرت من خلال برنامج “هوايتي” إلى جانب الأستاذ توفيق الباشا، وظهرت على أنني الطفل المعجزة وقدمت أغنية “سواح” للراحل عبد الحليم حافظ، ومن هنا إنطلقت إلى عام 1980 حين دخلت برنامج ستديو الفن”. وعن الذكريات التي ما زال يحتفظ بها منذ الطفولة، قال “ما زلت أتذكر أيام الطفولة التي كانت تحمل النقاء والحب والصفاء وخالية من أي سوء، ولا أتذكر أي شيء بعد هذه المرحلة، لأنني أشعر حينها بالبراءة والحب الطاهر”.
أما بالنسبة للحب الأول، فقال دوغان “الحب الأول كان في المدرسة حيث كان هناك فتاة يحبها حوالى 5 أشخاص ومن ضمنهم أنا، وتمكنت من الفوز بقلبها من خلال الإهتمام بها، وأحضر لها المأكولات، فوجدتني مهضوماً، وكنت حينها “جغل”، وعندما غنيت في المدرسة، بدأت العلاقة بيننا، وكان حبنا يقوم على أن نمسك أيدينا، ويرجف قلبنا، ولم يحصل حينها أكثر من هذا، ورحل الحب من بعدها”.
وأضاف :”بعد فترة أحببت إبنة الجيران، وكنت صغيراً حينها، وهناك شخص نصحني وطلب مني التريث لأني كنت صغيراً ، وأنا تزوجت كبيراً، ولم أتزوجها هي، وهي لم تتزوج حتى الآن، ونحن على علاقة صداقة”. وأشار دوغان إلى أنه يحب الناس، لكن كإرتباط بشخص معين هو غير قادر الآن، خصوصاً أن المشاهير في لبنان دائماً ما يكون المعجبون حولهم، وقال “لذلك إبتعدت عن الإرتباط منذ 15 عاماً وما زلت أعيش في منزلي وحيداً، إلا أنني أتواجد مع أصدقائي دائماً ، ولا أشعر بأن أحداً قادر على أن يجعل قلبي يدق”.
وأكد دوغان أنه كان مجتهداً في المدرسة، وقال “لقد كنت مجتهداً جداً في المدرسة، حتى أن هناك زميلتي التي دائماً ما كانت تحتل المركز الأول، وأنا في المركزين الثاني والثالث تمكنت من التفوق عليها بعد تغيبها عن المدرسة في إحدى السنوات لمدة أسبوع ، ودائماً ما كنت أتطلع أنها تمتلك الإرادة والإصرار، ومنذ فترة أضافتني على موقع “الفيسبوك”، وفرحت بها كثيراً ، وكانت تلك الفتاة تحبني في تلك الفترة، إلا أنني كنت أحب غيرها حينها”. وعن حبه لإحدى معلماته، قال “طبعاً مررت بتلك المرحلة ، وأحببت معلمة لي، وكنت دائماً ما أفكر بها وبأنني سأتزوجها يوماً ما، وهذا الحب يأتي لأن الإنسان الذي أمامك ناضج، ولكن لا تستطيع حينها أن تجد الطريقة المناسبة للتقرب منه”.
أما بالنسبة لأولى حفلاته، فقال “بعد أن قدمت أغنيات الموسيقار ملحم بركات، قدمنا حفلاً في اليلدزلار، وتقاضيت حينها 2000 ليرة لبنانية، وكان هذا في العام 1980، وحينها كانت قيمة الـ 2000 ليرة حوالى 600$، وكنت أشتري الملابس بالأموال التي كنت أتقاضاها، وفي بعض الأحيان كنت أترك بعضاً منها للأعمال الفنية”. وتحدث دوغان عن موقف محرج حصل معه حيث قال “في إحدى المرات، كان هناك رجل مع زوجته، وكانت تقول لي “شو يا تقبرني”، وهو يقول لها “إن شاء الله بقبرك”، وإقترب مني وقال لي “زوجتي ستقبر نفسها من أجلك”، فسألته “ألا تحب زوجتك؟” قال لي “طبعاً” حينها طلبت منه ألا يحضرها إلى الحفل مجدداً، وهذا الموقف جعلني أضحك كثيراً”.
وتحدث دوغان عن شقيقته سميرة التي قدمت إلى جانبه أغنية “حاجة غريبة”، والتي كان قد غناها الراحل عبد الحليم حافظ مع الفنانة شادية، وقال “هي شقيقتي الكبرى التي ربتني، وعندما تزوجت مرضت، ووالداي لم يريدا أن ندخل مجال الفن، خصوصاً أنا، لكنني تقدمت إلى ستوديو الفن بعد أن كان والدي قد رحل، وشقيقتي كان صوتها حنوناً ويحملك إلى أبعد المسافات، فعندما قررت تقديم “حاجة غريبة” سألتها إذا ما كانت تريد مشاركتي، فقبلت ، وجعلتني أتفاجأ كثيراً خصوصاً أنها لا تمتلك الكثير من الخبرة، وأنا أتحدى أية نجمة أن تقوم بهذا الأمر، فأي فنان يحتاج إلى أسبوع تسجيل، ووالدتي كانت تمتلك صوتاً جميلاً جداً ووالدي أيضاً، ونحن ورثنا هذا الأمر عنهما”.
وأكد دوغان أنه قام بتحويل الستديو الذي يملكه إلى “صوت وصورة”، وقال “أنا أصور أغنياتي عندي وكنت قد جددت 17 أغنية للعندليب الأسمر ، والآن طرحت 4 من هذه الأغنيات مع كليبات على اليوتيوب وعلى صفحتي على الفايس بوك”.
وقال دوغان “أصبح الفنانون اليوم يغنون لهجات غير لهجاتنا ويقدمون ألواناً غنائية ليست خاصة بنا ، لذلك قررت العودة، وقمت بدراسة لكي أتمكن من العودة إلى إسمي وليس للإنطلاق مجدداً من الصفر ، فأنا عدت إلى موقعي الحقيقي”. وعن أغنياته التي طرحها ، قال “معك فرحت”، بعد في شي” و “أوعى” ، وهناك أغنيتان أيضاً لنفس الملحن يحيى الحسن ومن كلمات الشاعر أحمد ماضي ، وهناك أغنية “أنا عبدك”، من كلمات الراحل توفيق بركات الذي أخذت منه 3 أغنيات وهي “أنا عبدك”، و”تهموني”، و”الليلة السهرة” وهي من ألحان الراحل جورج يزبك”. وتابع دوغان “هذه الأغنيات كان قد أخذها الموسيقار ملحم بركات ليلحنها لي لكنه كان مشغولاً في تلك الفترة فتعلمت التلحين، فالحاجة أم الإختراع، بسبب ملحم بركات صرت ملحناً ومن أغنية “سلم يا قمر” إنطلقت في التلحين وكانت “على بلدي” ، “ضحكت وبان اللولي” و”سيد الكل” وغيرها من الأغنيات التي لحنتها”.
وعما إذا كان سيطرح أغنيات الراحل عبد الحليم حافظ كألبوم، قال “أنا أطرح كل أغنية على حدة، لكن في النهاية سأطرحها على شكل ألبوم، وكذلك أغنياتي الخاصة سيتم طرحها في ألبوم”.
وفي إجابة على سؤال “لو عاد برنامج ستوديو الفن وبحلته الجديدة هل تشارك فيه؟” قال دوغان “نعم ، أنا وقفت أمام العديد من المتخصصين في الفن والتوزيع وكل الأمور الفنية ، منهم الأساتذة وليد غلمية، زكي ناصيف، روميو لحود، وهناك أشخاص عندما تغني أمامهم تدرك أنهم يفهمون كل كلمة تقولها، ليس كما اليوم حيث هناك أشخاص يختارون من سيبقى ومن سيرحل، وهناك العديد من الأصوات التي ترحل اليوم والفن لم يعد فيه رقابة، وأنا عندما نجحت في ستوديو الفن تم قبولي هنا في الإذاعة اللبنانية حيث نحن، وتم تصنيفي من ضمن مطربي الإذاعة ، وهناك العديد من المطربين غير مصنفين في الإذاعة”.
وعن لجان تحكيم برامج الهواة الموجودة، قال “يجب أن يكون هناك فقط 20% منهم ، لأنه يجب أن يمتلكوا الثقافة الفنية وكذلك الخلفية، وأن يفهموا كل الأمور التي تحدث، وهناك العديد من الأشخاص الذين يظلمون وأعضاء اللجان لا يفهمون عليهم”.
وفي الفقرة الأخيرة “أعطيني سرك” قال دوغان “أنا قلبي طيب، لكن في الوقت نفسه عالجته، وذلك بسبب الضربات التي تلقيتها من أقرب الناس لي وفقدت الثقة، من المؤكد أنني لا أظلم الناس لكني تعلمت أن أكون حذراً منهم ، وبدأت أفهم الناس وعقلياتهم، وهذا الأمر تعلمته من تلك الضربات التي تلقيتها”. وأشار دوغان إلى أن هناك بعض أسراره مع أصدقائه المقربين قائلاً “هناك بعض من أصدقائي الذين يعطونني بعض أسرارهم وأعطيهم بعض أسراري”. وأكد دوغان أنه إنسان متسامح، وقال “لطالما قابلت أشخاصاً جرحوني وأقابلهم وأبتسم في وجوههم، فأجدهم يلومون أنفسهم”.
وعن الأشخاص الذين حاربوه قال “لا أستطيع أن أمسح جوخ لأحد، وقد خسرت في بعض الأحيان، وأنا راضٍ عن نفسي لأنني صنعت نفسي بنفسي”. ولفت دوغان إلى أنه تمكن من الحصول على مردود مادي في حياته يكفيه لكي لا يمد يده لأحد، ولكي لا يقع كما وقع غيره.
أما بالنسبة للمشهد الذي لا يفارقه فقال دوغان “هو حين رأيت توأمي الأول”. وعن أقسى درس تعلمه قال “أنا لا أقول لأي شخص أحبك، لأن الحب يأتي عن طريق المعاملة”.
وعن أصعب قرار ، قال “هناك العديد من القرارات التي ما كان يجب أن آخذها ، وأخرى إتخذتها وكانت صعبة جداً عليّ ، حتى أنني تعاملت مع أشخاص ما كان يجب أن أعاملهم بالطريقة نفسها”.
هذا وأشار دوغان إلى أن العديد من الأشخاص إعتبروه مغروراً بسبب خجله، وقال “هذا الخجل سبّب لي هذه النظرة لدى الناس، لكن من تعرف إليّ عن قرب عرف أنني لست مغروراً”. وعن الحلم الذي إنكسر قال “عندما حصل البعد بيني وبين أولادي”. ووجه دوغان رسالة إلى كل شخص أخطأ بحقه وقال “الإنسان ليس معصوماً عن الخطأ ، أنا لا أحب أن أجرح أي إنسان، وإذا كنت قد أخطأت بحق شخص ما أعتذر منه”.
“نجوم وأسرار” يُذاع السبت الساعة التاسعة مساء، ويُعاد بثه الثلاثاء الساعة العاشرة مساء، إخراج علي أمين .
Leave a Reply