متجهون نحو “الكارثة” والرهان يبقى على وعي الناس !.
لم يكن طوني خليفة ليتمنى أن تكون عودته إلى شاشة تلفزيون “الجديد” في حلقة استثنائية عنوانها وباء كورونا أو “كوفيد19″، قاطعًا إجازته وإجازة فريق عمله الصيفية المعتادة لإطلاق صرخة بوجه ما حصل من تفلتٍّ شعبي، قابله تقصير رسمي في ضبط حالة الانتشار الواسع للوباء على امتداد المحافظات اللبنانية، حيث عدنا مع رقم ناهز المائتي مصاب في اليوم الواحد، بينما كان الرقم العام هو الحاصل لهذا العدد في الشهر الأول من وصول “كوفيد 19” إلى لبنان… لكن ما حصل قد حصل، والصرخة تحوَّلت إلى كلامٍ تجاوز المفردات المعتمدة من التوبيخ لإدانة نمطٍ من الناس تراوح بين الإهمال المتعمَّد والغباء القاتل الذي وصل إلى حد توجيه رسالة خلال انطلاق البرنامج ما زالت تشكِّك بوجود وباء كورونا من أساسه!!!
حلقة أطباء بامتياز.
هي حلقة أطباء بامتياز كان “عميدها” من داخل الأستوديو البروفيسور روي نسناس (اختصاصي في الأمراض الجرثومية)، في حين جرت استضافة البروفيسورعلي حسن المقداد (رئيس قسم الدراسات الإستراتيجية للصحة العامة في جامعة واشنطن) عبر سكايب من العاصمة الأمريكية. تلا ذلك استضافة البروفيسور وسيم جابر (باحث في الفيزياء وتكنولوجيا النانو في باريس) داخل الأستوديو إلى جانب البروفيسور نسناس، وعبر سكايب أيضًا جرت استضافة كلٍّ من: وزير الصحة الأسبق د. محمد جواد خليفة ود. ايلي شماس (رئيس قسم القلب في مركز كليمنصوه الطبي)… خمسة أطباء تناولوا على التوالي مواضيع وقضايا ذات علاقة بالوباء: انتشاره، تأثيراته، طرق الوقاية وطرق العلاج وكل ما له علاقة الحقائق والإشاعات المنتشرة حوله والبداية مع ثلاث دراسات:
– دراسة عن المكيفات ومساهمتها في نشر الكورونا
– دراسة عن اختباء الكورونا في العيون وغيره من أعضاء الجسم.
– دراسة عن السلالة الجديدة من كورونا التي وصلت إلى لبنان.
وفي النقطة الأولى تأكد أن مكيفات الهواء، قد تساهم في نقل الفيروس، في ظروف عديدة.
في حين ذكرت دراسة صينية أن فيروس كورونا يمكن أن يعيش في العينين لفترة أطول من بقية أجزاء الجسم، الأمر الذي قد يجعل مهمة اكتشاف الفيروس أصعب، خصوصًا في ظل تقنيات الفحص الحالية التي تعتمد على أخذ مسحة من القناة الأنفية. وفي الدراسة الثالثة، أكَّد كلٌّ من جابر ونسناس أن السلالة المسيطرة حاليًّا من فيروس كورونا المستجد قادرة على مضاعفة نسبة العدوى أكثر بكثير من السلالة الأصلية، هذه السلالة الجينية الجديدة للفيروس قد تكون أشد فتكًا من سابقاتها في بداية الانتشار وعليه يجب أن ننتبه أن الفيروس دخل في مرحلة حصد الأرواح السريعة.
توصيات الأطباء.
في خلاصة الحوارات مع الأطباء المشاركين ومع مداخلات وتقارير أخرى كانت من اللزام إدراك ما يلي:
– لبنان سيدخل كارثة صحية لم يشهد مثيلًا لها في حال لم يتم اقفال البلد بأسرع وقت وهذه توصية أجمع عليها الكل، وفي مقدمهم البروفيسور مقداد الذي كان وقبل أسابيع قد استبق الجميع بإطلاق هذا النداء من منبر برنامج “طوني خليفة”!
– الدولة اتخذت العديد من القرارات الخاطئة، و لعل أبرزها البدء التدريجي بفك الحجر الصحي، لكأنها كانت تمهِّد للموجة الثانية!
– بالرغم من علم الحكومة بتفشي الوباء بشكل كبير، ومن أهمية مفصلية شهري حزيران تموز، الا أننا فوجئنا بقرار العودة الى المدارس والجامعات، وتجمعات غير مقبولة، ما أدخلنا النفق الوبائي المُظلم، على مشارف الصيف.
– كورونا عالميًّا سيكون أشد فتكًا بالمرحلة المقبلة مع ارتفاع درجات الحرارة والأخطر من ذلك أنه بدأ يتمكن منا في لبنان وبسرعة كبيرة.
لذا.. أعاد خليفة وضيوفه هذه المرة توجيه صرخته بكلمة أرجوكم: ومختصرها: تعاطوا بمسؤولية وبوعي وبضمير .. نحن في لبنان متجهون نحو “الكارثة” والرهان يبقى على وعيكم !.
الفنان وجيه صقر ووالدته.
قبل أسابيع انتشر خبر إصابة الفنان اللبناني وجيه صقر بالوباء، والأخطر أن العدوى انتقلت لوالدته الثمانينية التي يعيش معها، وقد تعافى الطرفان لنفاجأ قبل أيام بعودتهما للمستشفى، ومن هنا جرت استضافة صقر الذي شرح ظروف شفائه ولكن مع عودة بعض عوارض المرض للوالدة، وهذه حالة منتشرة كما أكَّد الأطباء المشاركون في الحلقة، وكانت رسالة من صقر لكل الناس لتوخي الحذر واتخاذ أهم سبل الوقاية، ولمن لم يقتنع بعد بوجود الوباء، قال صقر: “هل يجب أن تُصاب أنت أو من تحب بهذا الوباء… إنه حقيقة وهو قاتل ويجب إدراك ذلك قبل فوات الأوان”..
فيديو لممرضة توثق لحظة وفاتها.
مؤثِّر جدًا كان الفيديو الذي قامت الممرضة الأمريكية باميلا أورلاند بتوثيقه، عارضة رحلتها مع فيروس كورونا منذ الإصابة به وحتى لحظة وفاتها متأثرة بإصابتها بهذا الوباء من خلال قيامها بواجبها الإنساني. أورلاند بدأت بتسجيل يومياتها من المنزل ساعة بساعة، قبل أن تنتقل إلى المستشفى وتبقى فيها لثلاثة أسابيع قبل أن تفارق الحياة غير قادرة على الكلام في الفيديو الأخير لها من أصل خمسة “فيديوهات” قامت بتوثيقها.
تقرير عن دفن ضحايا الكورونا.
تقرير آخر مؤثر جدًّا لفريق البرنامج أعطى فكرة عامة حول تفاصيل مراسم غسل ودفن المصابين بوباء “كوفيد19” معتمدًا على حالة طبيب لبناني أُصيب بالوباء في القارة الأفريقية وهو يقوم بواجبه الإنساني هناك… التقرير جرى برفقة ابن شقيق الطبيب الذي كان بمثابة والده كما أشار وقد عاش لحظات مؤثِّرة جدًّا في وداعه كونه لم يستطع الاقتراب منه وعناقه قبل مواراته في التربة على عمق استثنائي حسب ما تقتضيه توصيات منظمة الصحة العالمية.
تحية لشهداء الطاقم الطبي.
لأن القدرات الطبيَّة عندنا محدودة ومن بين كل ١٢٠ مصاب محلي يقابلهم طبيب مصاب كان ختام الحلقة بمثابة توجيه تحية خاصة لشهداء الطاقم الطبي من أطباء وممرضين وعاملين، وبالأخص للأطباء اللبنانيين المنتشرين في العالم، ومنهم من قضى وهو يقوم بواجبه في وقت لم يكن محرجًا على بعض المتابعين الإشارة إلى وجود العديد من الأطباء الذين تهرَّبوا من هذا الواجب خشية على حياتهم وحياة عائلاتهم، بينما ضيف البرنامج روي نسناس لم يجد حرجًا في الإعلان عن إصابة ابنه (وهو طبيب أيضًا) بالوباء التزامًا بالواجب، وهذا مجرد مثال من أمثلة كثيرة محليَّة وخارجية. التحية شملت الطبيبن الراحلين: ماهر حاطوم وعبد المطلب وزنة.
Leave a Reply