حل الشاعر والملحن اللبناني فارس اسكندر ضيفاً على برنامج spot on مع الإعلامي رالف معتوق عبر إذاعة صوت كل لبنان وصوت الغد أستراليا حيث أكد أن الإحباط الذي ما زال مسيطراً على الشعب اللبناني بعد حوالي الأسبوعين على انفجار المرفأ سببه عنصر الصدمة الذي لعب دوراً كبيراً.
فارس أكد أن في الأشهر الأخيرة كان الشعب يرزح تحت ضغط كبير من جميع النواحي خاصة الاقتصادية منها فجاء الانفجار الذي سبب حالة من الانهيار ولم يتقبل الكثيرون حتى هذه اللحظة ما حصل، وكشف ان والده الفنان محمد اسكندر يرفض المرور بمنطقة الانفجار ورؤية ما أصبحت عليه.
وتحدّث فارس عن الألم الكبير الذي يعيشه كل شخص، حتى من لم يتأذى جسدياً بالانفجار، لكن الضرر النفسي كبير وصعب تجاوزه تحديداً باستمرار وجود عدد من المفقودين حيث كشف عن معاناة شهدها لأحد هذه العائلات التي انتظرت ابنها الرقيب في الجيش ٥ أيام ليتم ايجاد أشلاء من جثته بعد اجراء فحص الحمض النووي.
في الوقت نفسه ابدى فارس ثقته بأن لبنان سيعود من جديد والشعب سيقف على قدميه ليس نسياناً لما حصل بل لأن إرادة الحياة لديه أقوى مشيراً إلى ان زيارة الرئيس الفرنسي أعطت دفعاً معنوياً عندما نزل الى الشارع وتواصل مع المواطنين لكنها اظهرت أن الشعب وحيد ويتيم لأن مسؤوليه لم يقفوا بجانبه في هذه المحنة ولم يقدّموا ولو حتى جزءًا صغيراً من الاموال التي سرقوها للمساهمة في إعادة اعمار العاصمة.
وعن والدة الشهيد حمد العطار التي جسد اغنية من كلماتها بصوته قال انه لم يتوقع حضورها للمقابلة مع نيشان التي جرت قبل ايام لكنه أبدى سعادته بالمقابلة معها مؤكدا انها يجب ان توثق الجريمة لأحفادها كي يعرفوا عندما يكبرون ان والدهم تم انتحاره وليعلموا أن لديهم ثأراً مع المسؤولين.
وعن الأغنية التي قدّمها قال انها كانت وليدة اللحظة حيث كان يتواصل مع صديقه علي الأتات الذي كان في موقع الانفحار وتوجه للمستشفى وسمع والدة الشهيد تصف ابنها للاعلامي مالك الشريف فقالت له “ابني حلو ومدلل ومغنج” مستخدمة اوصاف معنوية للبحث عنه لكنها كانت صادقة جداً فأعدّ الكلام ولحّنه ووزعها عمر صباغ ثم سجلها بدقائق معدودة فقط مع غصة كبيرة.
وعن علي الأخرس ومروان وحسام الشامي الذين استخدموا كلام والدة الشهيد في أغنية فقال ان هذا الامر جاء بالصدفة بالوقت نفسه وهو بمثابة توارد افكار لان وجع الجميع واحد، مشيراً إلى انه وجد صعوبة في التواصل مع الفنانين بسبب العطل الذي أصاب الشبكة بعد الانفجار لكنه اطمأن على الفنان ملحم زين الذي أصيبت ابنته في خدها وابنه في يده نتيجة قرب منزله من المكان.
فارس سبق له ان تحدث عن وجع الناس أيضاً في اغنية “من اين لك هذا” حيث عبر فيها عن الملايين التي يملكها المسؤولين مقابل المعاناة التي يعيشها المواطن في الناحية المعيشية مؤكدا ان الجميع مسؤول عن الوضع الحالي وليس هناك استثناءً لاحد.
وقال انها موجّهة لجميع المؤسسات المالية التي هي مسؤولة عن الفساد المستشري في البلد لكن عدد من المصارف اعتبرتها ضدّها واستفزّتها لتتقدّم بدعوى ضدهم.
وعبّر فارس عن غضبه من الاهمال الذي حصل وادى لانفجار المرفأ مستغرباً تخزين كل هذه الكمية مشيراً ألى أن جزء كبير منها تم بيعه ووصف ما حصل بالإبادة والإعدام للشعب كما شنّ هجوماً عنيفاً على المسؤولين وقال انه يشعر بالنقمة على الجميع بعد ما حصل حيث قال عنهم “بلا ضمير، حقيرين، خائنين، عاهرين” في قصيدة كتبها يوم الانفجار.
التطور في مواضيع الأغاني التي يقدمها فارس هو بسبب النضج الذي تمتع به مع السنوات إضافة إلى وضع البلد حيث اكد انه شخص واقعي وليس منفصل عنه والفنان يجب ان يلامس ألم الناس وحياتهم في أعماله وان لا يطرح اغاني خيالية.
فارس اعزى السبب في تراجع نجاح الأغاني الوطنية في الوقت الحالي إلى التجارة وركوب الموجة التي دخلت على هذا المجال حيث تقدم اعمالا بدون أحساس بالصوت واللحن والكلام فلا تصدقها الناس، واعلن انه بعد اغنية “ابني حلو” التي اطلقها تواصل معه اكثر من ٢٠ فنان من اجل عمل مشابه لكنه رفض فما يريد قوله قد قام بتجسيده في اغنية.
وعن الفنانة جوليا بطرس التي قدمت “نحنا الثورة والغضب” سابقاً دون ان تعلن عن موقفها من الثورة الحالية قال ان الظروف تغيرت وربما لديها معطيات تجعلها تقوم بهذه الخطوة واعتبارات خاصة ولا يجب ان يتم محاسبتها على نواياها.
وتمنّى أن يكون انسحاب معظم المشاهير والفنانين من احزابهن عبر وسائل التواصل بعد انفجار المرفأ صادقاً وحقيقياً لا مجرد وسيلة لركوب موجة الألم الحالي لأن الحل الوحيد للوضع هو في الابتعاد عن هؤلاء المسؤولين الذين أوصلوا البلد إلى ما هو عليه.
اما التنمّر الذي تعرّض له ابن الوزير جبران باسيل فاستغرب فارس ان يتحدث الطفل باللغة الانكليزية والقى اللوم على الأهل وتمنى ان لا يُصادف في المستقبل فتاة فقدت أحد اقربائها في الانفجار او تعرضت لتشوه بوجهها وتقوم بتوجيه بأصابع الاتهام لوالده لانه مسؤول في السلطة.
وابدى فارس احترامه لمواقف الفنانة اللبنانية اليسا عبر تويتر متمنياً ان تكون قد تخلت عن انتمائها الحزبي لكنه لا يوافق على اللغة التي تستخدمها في تغريداتها خاصة الاخيرة منها عندما وصفت أحدهم بـ “حيوان”.
وتحدث فارس عن الجمهور التابع للزعيم حيث ينقسم هؤلاء إلى اثنين، الاول يدافع لأنه يتقاضى اموالاً مقابل موقفه وهذا ينقلب عليه عند توقف الأموال، اما الآخر فيدافع بناء على تبعية عمياء وهذا الطرف مخيف أكثر من غيره.
تعاونه مع الفنان ربيع الجميل كان بمثابة تبنّي فني له حيث ساعده وقدم له العديد من الأغاني لايمانه بموهبته ثم اطلقه لكنه ليس مدير اعماله وابتعادهما كان بسبب الأوضاع مشددا إلى انه مدير اعمال فنان واحد وهو والده محمد اسكندر ويقوم بقناعاته.
اما الفنانة اللبنانية مايا دياب وتعاونه معها في اغنية “صديقة إلي”فكشف ان نجاحها كان مرتبط بموضوعها الذي لا يعني جميع الناس مشيراً ألى انها تمتلك موهبة كبيرة وفريق عمل من حولها يعمل بشغف وأبرزهم الموزع هادي شرارة.
وعن الفنان وديع الشيخ فقال انه قدم لوناً غنائياً كان موجوداً لكن بطريقة مختلفة وجديدة وأحبها الجمهور وتمنى عليه الاهتمام بفنه والابتعاد عن التفاصيل التي تضعه في مواقف صعبة مشيراً إلى انه شخص عصبي جداً وبعض المحيطين به أضرّوا بصورته.
وقال فارس ان الفنان في الوقت الحالي لديه تاريخ انتهاء صلاحية في حال لم يحافظ على التنويع في أعماله وألوانه الغنائية مع التركيز على عدم الانجرار وراء الموجات الفنية التي تنشا كل فترة ومن بين هؤلاء :راغب علامة، عاصي الحلاني،معين شريف ،ملحم زين ،محمد اسكندر.
وقال انه لديه تعاون مع ملحم زين، معين شريف، نادر الاتات لكن كلها مؤجلة بسبب الأوضاع، ولديه ٥ اغاني في ألبوم فارس كرم لكن الوقت الحالي ليس مناسباً خاصة لان لونه ايقاعي ويدعو للفرح وهذا عكس الظروف الراهنة.
واوضح حقيقة الخلاف الذي حصل مع والده محمد في احد المصارف حيث تلقى وعداً قبل ذهابه أنه سيحصل على أمواله لكن عند وصوله اختلف الوضع وتم محاولة الاعتداء عليه فكانت ردة فعله دفاعاً عن نفسه وأشهر مسدسه في وجههم فحصل على كافة المبلغ مشيراً إلى أنه اعتبر الموضوع مزحة عندما تم اخباره بالامر.
ويرى أن انتقال عدد من الفنانين للخارج من اجل استكمال عملهم مبررا بسبب الظروف الحالية في لبنان وقال انه لم يتلقَّ فرصة مناسبة له ليترك لبنان، واكد انه سيوسع عمله ليتعاون مع فنانين عرب.
وعن الأغنيات الهابطة التي تُقدّم وتحظى بنجاح كبير وأرقام قياسية خيالية فقال أنها ترتبط بالمجتمع حيث بعض الاعمال التي لا تستحق النجاح تحقق انتشارا كبيرا عكس الأعمال التي تفيد المجتمع.
فارس ليس ضد تطبيق “تيك توك”بل ضد ما يُقدّم عليه من مضمون لبعض الفنانين الذين سيندمون عليه لاحقا إلا انه لا مشكلة لديه بان يقدم والده محمد حفلا على التطبيق مثلما ستفعل الفنانة نانسي عجرم مشيرا الى ان حفلات الأونلاين كانت موجة وعادت لتتراجع أسهمها.
وكشف عن عرض تلقاه لحفل للفنانة جوليا بطرس عبر الأونلاين وعند تواصله مع الملحن زياد بطرس شقيقها رفض الموضوع رفضاً قاطعاً لان ذلك سيسبب ضرراً بصورتها واكد انها لم تخسر جمهورها بسبب الثورة فهي أيقونة وستبقى كذلك.
وقال فارس أن الفنان يحتاج لوقت وعدد معين من الاعمال كي يثبت وجوده وفي حال لم ينجح في ذلك ولم يتقبله الناس عليه ان ينسحب من تلقاء نفسه ويتجنب تحوله لسخرية الجمهور وأضاف ان النقابة لا تستطيع ضبط الوضع الفني وهناك فوضى في المجال.
الكورونا غيّرت الكثير من المشاريع والخطط الفنية التي هي قطاع خدماتي والمزاج العام اليوم ليس للغناء بل للامن والاولوية معيشية وليس فنية.
اللون الذي يُقدّمه والده محمد لا يجرؤ احد على العمل عليه وعندما عرض “من اين لك هذا” عليه عبر عن صدمته بتغيير اللون الغنائي له وعندما اطّلع عليها لأيام قليلة وافق على تقديمها.
Leave a Reply