حلّ المصمّم اللبنانيّ العالمي إيلي صعب ضيفاً على سكاي نيوز عربيّة في لقاء مع الإعلامي سعيد الحريري وتحدّث عن مجموعته الجديدة للأزياء الراقية التي أطلقها تحت عنوان “بيروت نبع الحياة” كردّة فعل على إنفجار مرفأ بيروت الذي حوّل العاصمة اللبنانيّة إلى مدينة منكوبة.
وقال صعب: ” بدأت موضوع هذه المجموعة بالعودة إلى الجذور بعد المرحلة الصعبة التي قضيناها بعيدا عن العالم، وبعيداً عن تصميم الأزياء، والتي جعلتني أرى الدنيا بمنظار آخر، ولكن بعد إنفجار مرفأ بيروت، شعرتُ بأنّه يجب عليّ ان آخذ مبادرة من نوع آخر لأقف مع وطني لبنان، أحبّ أن أراه جميلاً، ولذلك كلّ التخيّلات التي قدّمتها في المجموعة كانت من هذا المنطلق، بحيث جسّدت كلّ فتاة رأيناها في الفيلم مدينة بيروت الجميلة، وخصوصاً عندما وصلنا إلى فستان الزفاف، حيث أردتُ للعروس أن تمثّل بيروت الملكة دائماً على مرّ الدهور”.
وعن الإنتقادات التي توجّه إلى المبدعين اللبنانيين للكفّ عن إستخدام موضوع الإنفجار في الأعمال الفنيّة قال: “أنا مع هذا الموضوع، نظراً لتأثيري الكبير على الصحافة العالمية التي تداولت الفيلم الخاصّ بالمجموعة، والذي يتحدّث عن بيروت على نطاق واسع، وهنا أوجّه رسالة لكلّ المبدعين الللبنانيين أن يقدّموا كلّ ما بإستطاعتهم ليلفتوا النظر إلى بيروت ويجعلوا العالم يتكلّم عنها”.
وعن لحظات الإنفجار الأولى قال: ” كنت في المكتب، وسمعت زخم صوت الإنفجار، الامر الذي جعلني أدخل إلى المطبخ المحاذي لمكتبي، وكنت خائفاً من الخروج من هناك كي لا أسمع أي خبر سيء”.
وعن الدمار الذي تعرّض له بيته ذات الطابع التراثي في حيّ الجميّزة في بيروت قال: ” لم أتعلّق بالماديات قطً، لا شكّ أني فقدت الكثير من الأشياء الثمينة أو العزيزة عليّ، ولكني لا أتوقّف عندها، لأن أكثر ما يهمّني هو الإنسان، ولم أتوقّف قطّ عند الحجر”.
وعن الهجرة اللبنانيّة التي تطبع هذه المرحلة من تاريخ لبنان قال: ” هذه الحرب الحقيقية بالنسبة لي، فعندما تغادر نخبة الشباب والعائلات من الوطن، عندها فقط ينجح أعداء لبنان في مسعاهم”.
وعن رسالته للسياسيين اللبنانيين في تحمّل مسؤولياتهم تجاه وطنهم، قال: ” ليست مشكلة السياسيين فقط أنّنا اليوم في هذه الأزمة، وإنّما مشكلة كلّ لبناني إنتخب مسؤولين لا يدرك ماذا سيقدّمون له، ولا يعرف كيف يحاسبهم”.
وعن إطلالة السيّدة فيروز بزيّ حمل توقيعه لدى إستقبالها الرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون قال: ” لن أتوقّف عند إختيارها لزيّها، لأن الموضوع أعمق من هذا بكثير، شعرتُ إن أطلالتها هي إطلالة كلّ أم لبنانية بسيطة، هناك الكثير ممّن إنتقدوا أو أحبّوا الإطلالة، ولكن إطلالة فيروز كانت متعالية على المظاهر والترف، وكانت زيارة ماكرون لها بمثابة وسام لكلّ امرأة لبنانيّة”.
وعن القيم التي سيزرعها في حفيدته صوفيا بعدما أصبح جداً قال: ” زرعتُ في أولادي قبلها، وآمل أن ما زرعته فيهم، وفي والدها إيلي جونيور أن يزرعه فيها أيضاً”.
وعن النقد الذي يوجّه إليه بأنّه متمسّك كثيراً بالكلاسيكيّة، وعمّا إذا كان يخشى الجرأة في التصميم، قال: ” لأ أخشاها أبداً، ولكنّ الكلاسيكيّة هي طريق مشيته منذ بداية حياتي، وهي التي أوصلتني إلى ما أنا عليه اليوم، وبرأيي أن تصميم الملابس الجريئة أو الغريبة أسهل بكثير من التصاميم الكلاسيكيّة التي يرتديها الملوك والأمراء، كما أحبّ عندما أصمّم أيّ قطعة لسيدة ما أن تورثها لإبنتها وحفيدتها”.
وعن تشجيعه للزراعة وإحتواء معظم عطور ماركة “إيلي صعب” على رائحة زهر الليمون التي تميّز منطقة الدامور التي ينتمي إليها في لبنان قال: ” لو لم أختر تصميم الأزياء لبقيت مزارعاً كوالدي”.
Leave a Reply