حلّ الممثل اللبناني عصام الأشقر ضيفاً على برنامج spot on الذي يُقدّمه الإعلامي رالف معتوق ويُعرض عبر إذاعة صوت كل لبنان وصوت الغد أستراليا حيث أكّد أنّه بعيد عن اللقاءات الإعلامية لأنه لا يشعر بالحماس لها كثيراً.
عصام قال أنّ صوته الذي يُميّزه في الكثير من الأعمال هو نتيجة رغبته في تطوير نفسه دائماً مشيراً إلى أنّ الممثل يجب أن يتمتّع بالعديد من الصفات وأن يملك القدرة على تأدية الكثير من الأدوار.
وأبدى عصام تحفّظه منذ سنوات على الوسائل التي يتم اعتمادها من أجل إعداد الممثل مشيراً إلى أنّه لا يعرف ما يُستخدم اليوم في هذا المجال الذي أصبح مختلفاً عما كان عليه سابقاً مؤكدا على ضرورة تعلّم الممثل للكثير من الطرق الجسدية واكتشاف نفسه كي يستطيع استخدامها.
وكشف عصام أنّ جده كان يقّدم المسرح اعتراضاً على الظروف الصعبة التي كان يعيشها البلد مشيراً إلى أنّه لا يُساوم على الدور والبدل المادي متحدّثاً عن حادثتين رفض من خلالهما أدوراً بسبب مستوى معيّن ليتفاجأ بأنّ ممثلين كبار وافقوا على الدور بمقابل مادي أقل من الذي طلبه.
وعن تأثير أزمة الدولار على تقاضيه راتبه قال أنّه في البداية أصر على أن يُعطى مقابلاً مادياً بالدولار لكن بعد قيام المصارف بتقسيط الأموال بسقف تُحدّده هي، طلب أن يتقاضى المبلغ من المنتج بالليرة اللبناني لكن ليس على سعر الصرف الحالي.
وروى عصام حادثة حصلت معه عندما توجّه إلى إحدى الدوائر الرسمية لإجراء معاملة فتم استقباله ومعاملته بطريقة لطيفة، لكن في المرة الثانية أظهر الموظفون معاملة مغايرة بسبب ما قدّمه على الراديو من حلقة انتقد فيها الفساد في الدولة وحاول إيضاح الأمر لهم بأنه مجرد دور بحلقة مسجلة سابقاً.
وجّه تحية كبيرة للكبير أنطوان ملتقى وأشاد بقدراته التمثيلية والإخراجية وإدارته العميقة للطلاب في المعهد العالي للفنون ولم يكن يستخدم التلاميذ كحقل تجارب بل كان يُخرّج نماذجاً مميّزة من الممثلين.
عصام قال أنّه رفض أن يقوم بتقليد أي شخص او أن يطبع أي أحد شخصيّته مشيراً إلى أنّ الكثيرين يقومون بالإقتداء بأحد الممثلين الذين يعتبرونهم قدوتهم لكنهم يذهبون إلى حد نسخ شخصيّة المخرج الذي يقوم بإدارتهم.
ويرفض أن يُقال له أنّه يُمثّل كما أنّه يشعر بسعادة كبيرة عندما يتلقى رسائلا من الجمهور تؤكد له أنهم لا يشعرون أنّه يُمثّل، مؤكداً أنه يحرص على أن يفصل بين مهنة التمثيل والإخراج واصفاً المخرج فيليب عقيقي كان بمثابة مدرسة بالنسبة له لأنه “ابن مسرح” ويعرف خلفياته.
وعن وجود إدراة ممثل قال أنّه يرى ضرورة لها في حال عدم قدرة المخرج على القيام بهذه المهنة خلال التصوير مؤكداً أنه رفض أدواراً في المسرح لعدم اقتناعه بأنها تناسبه.
وعن دور المسنّ الذي لعبه في “مئة عام” قال أنّه استطاع من خلال تركيزه وأدائه أن يلفت انتباه كمال الحلو الذي اختاره من بين العشرات بسبب قدراته، وكشف أنّ اليوم لم يعد الممثل على المسرح لديه الحافز كي يُقدّم كل ما لديه لينال الإعجاب.
وعبّر عن سعادته بالدراما العربية المشتركة التي تكون بإنتاج لبناني لأنها تعود بالمنفعة على الممثل اللبناني ورد على الذين يقولون أنّ الدراما اللبنانية تتحسّن مؤكداً أنها لم تكن يوماً غير جيّدة.
عصام قال أنّ الممثل اللبناني يحتاج أن ينال حقوقه من أجل أن يُقدّم أفضل ما لديه متسائلاً لماذا يتم تقدير الممثل في كل أنحاء العالم إلا في أوطاننا فمن يملك موهبة يحتاج لمن يُقدّرها.
رفضه العديد من الأدوار التمثيلية لأنه يعمل في مختلف القطاعات في الفن من إدارة إنتاج، لمراقبة لغة للعديد من التصنيفات التي تجعله يستطيع عدم الموافقة على أعمال فنية ويبقى يعيش بكرامة لا يُقيّمه المحاسب المالي.
وقال أنّ المنتج مروان حداد يتصرّف بطريقة احترافيّة حيث يُعطي الدور المناسب للممثل المناسب مهما كانت الخلافات بينهما لكنه يستطيع أن يفرّق بين مصلحته الشخصية ومصلحة العمل الفنية.
ليس صحيح أنّ هناك محاولة لإقصاء الممثل اللبناني في الوطن العربي فالدراما اللبنانية اكتسحت السوق العربي في وقت من الأوقات لكن تم الإستخفاف بقدرات غيرنا ما أدى لتفوّق الدراما السورية علينا وتجاوزت التوقعات في فترة قصيرة وأصبح الممثل السوري مفروضاً علينا.
يوافق ما قاله الممثل السوري معتصم النهار أن الأكاديمية في سوريا أهم من تلك في لبنان لأن هناك يحرصون أن يُخرّجون أشخاصاً يتوافقون مع احترافية التمثيل مشيراً إلى أن الممثلين الأكاديميين في لبنان قلة منهم تتواجد على الشاشة.
وقال أن الكثيرين من خريجي المعهد في لبنان لا يملكون المتطلّبات الأساسية(حركة جسد، طريقة تنفس) كي يكونون ممثلين وهم بمثابة “زيادة عدد” لأنه ليس هناك طريقة مناسبة لإعداد الممثل.
بيع العمل اللبناني للخارج يجب أن يستوفي شروطاً معينة لا قدرة لنا على الإلتزام وقال أن الأمور أصبحت بمثابة تجارة والكثيرين يقومون بـ “تسميع” النص في المسلسلات وهذا يجب أن يدفع لأن يتم إقامة معهد بطريقة محترفة.
وصف الممثلة اللبنانية سيرين عبد النور بأنها “نقطة ضعفه” لأنها تتمتع بالموهبة الجيدة والأخلاق الحسنة أما الممثلة اللبنانية نادين نسيب نجيم فقال أنه لا معرفة شخصية بينه وبينها لكنها يرفع القبّعة لأدائها التمثيلي.
أما الممثلة اللبنانية ستيفاني صليبا فقال أنه يعتبرها بمثابة ابنته وفي حال كانت تقوم بأخطاء فالجميع يرتكب هفوات أثناء العمل مشيراً إلى أنه وافق على دوره في مسلسل “متل القمر” بسبب ثقته الكاملة بالمنتج مروان حداد وليس نادماً عليه.
ستيفاني تتطوّر مع كل مسلسل أكثر وهي تحتاج للمزيد من الوقت كي تُبرز موهبتها والأمر مرهون بأن يكون هناك إدارة ممثل أثناء التصوير ويستطيع المخرج أن يُعبّر عن رايه بالممثل ويفرض سيطرته.
يعتبر مسلسل “لونا” أهم أعماله الدرامية لأنه كان مميزاً من حيث تركيبة الدور الذي تميّز بالعفوية وله بصمة خاصة في مسيرته.
وعن عودة الممثلة اللبنانية نادين الراسي إلى الساحة التمثيلية قال أنّه هذا الأمر الذي يجب أن يحصل وهي ستبقى نادين و”حرام ما ترجع” وفي حال كان لديها الإصرار أن تعود فسيحصل ذلك بغض النظر عن الظروف التي مرّت بها.
وشدّد على ضرورة أن يكون هناك مسلسلات أبطالها ممثلين كبار رافضاً ان تكون جميع الأعمال تًسدى بطولتها لشباب وقصصها عن الخيانة فقط وأعطى مثالاً عن الممثل القدير نيقولا دانيال أن دوره في مسلسل “وين كنتي” يجب أن يكون نموذجاً.
أما غيابه عن مهرجانات الجوائز الكبيرة التي تحصل فقال أنّه لا يهتم بهذه الأمور التي تهدف إلى الإستعراض وهو في حال تم تقديم دعوى له فسيقوم بالرفض لأنه لا يشعر بأهميتها مقارنة مع التكريمات الخاصة به.
ولداه جاد وعماد ابتعدا عن التمثيل بسبب الظروف التي يمر بها البلاد وهو يرى أنهما لديهما قدرات ومواهب تمثيلية وكان يُشجع ابنه على تقديم فيديو كليب لأغاني جميلة لأنها تختلف عما يُقدّم اليوم.
الخلافات الزوجية مع طليقته مهى الخوري لا علاقة لها بكونهما من نفس المجال الفني لكن الأمر مجرد عدم تفاهم واجتماعهما مجدداً في عمل مسرحي هو أمر طبيعي لا مفاجأة فيه.
ليس هناك صناعة سينما في لبنان برأي عصام والأمر يحتاج إلى دعم كبير وقال أن أي فن بدون وجود الجمهور لا قيمة له، وفي حال عدم توفر الوعي الثقافي والقدرات المادية عند الناس فلن يُشاهد الأعمال السينمائية أحد.
“الشعوب الضعيفة قرارها ليس بيدها” هذا تعليقه على ما يحصل حول موضوع ترسيم الحدود وكل ما يحصل حالياً، وقال أن انفجار بيروت يُميزه قوته وعدد الشهداء الذين حصدهم لكن الشعب متوفي منذ زمن، مشيراً إلى أنه لا دولة في لبنان.
Leave a Reply