“لا أحد سيموت من الجوع في حال حجرنا أنفسنا لمدة 14 يومًا في منازلنا لتفادي انتشار وباء كورونا، الذي تصاعد في لبنان بصورة دراماتيكية، وربما صار علينا قريبًا التفضيل بين الأب والابن لدخول الثاني المستشفى وترك الأول لمصيره في المنزل” بهذه المقدمة افتتح طوني خليفة حلقته الثالثة لهذا الموسم الثالث، قبل الانطلاق بمواضيع الحلقة:
الإسلاميون وماكرون.
انشغل العالمان العربي والإسلامي في الأسبوع الماضي بردود الفعل على كلام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ردًا على أكثر من حدثٍ مأساوي (اعتداء إرهابي) جرى في فرنسا على خلفية رسومٍ كاريكاتيرية أساءت للرسول الكريم محمد بن عبدالله بن عبد المطلب، عادت وتجدَّدت بعد سنوات عبر صحيفة “شارلي إيبدو”، ليتحوّل الاعتراض على هذا الكلام لماكرون في بعض جوانبه، وضمن إحدى المسيرات التي اختارت “السفارة الفرنسية في لبنان” عند قصر الصنوبر في بيروت مكانًا لها، إلى ما يشبه الدعوات المباشرة لأسْلَمَة لبنان من قِبل “حزب التحرير- ولاية لبنان” المعروف بدعوته لإقامة الخلافة الإسلامية بدلًا من الأنظمة القائمة في الدول التي يعيش فيها المسلمون، متجاهلين التركيبة اللبنانية الفريدة في المنطقة… “طوني خليفة” ولمناقشة هذه القضية استقبل على منبره المفتي الجعفري الشيخ أحمد طالب والشيخ الدكتور أحمد كنعان (باحث في الدراسات الإسلاميّة)، معلنًا أنه وحتى بداية الحلقة كانت الاتصالات جارية مع الجهة المنظِّمة للتظاهرة للجلوس على طاولة البرنامج وطرح رأيهم لعدم تغييبه من باب حرية الرأي، لكنهم آثروا في النهاية عدم الحضور، فاقتصر النقاش على الحاضرين مع تفاوت بين رأي كل طرف، خصوصًا من قضية إقامة “الخلافة الإسلامية” التي يقول كنعان إنه يؤيِّدها بحكم الشرع الإسلامي لكن في لبنان تبقى الدعوة بإقامتها رهنًا بتوافق كل الطوائف عليها، موضحًا: “في حال رأوا أنه لا ملاذ ولا خلاص للبنان إلا بحكم الشريعة الإسلامية”!. أما الشيخ طالب فكان رأيه أكثر جنوحًا باتجاه ردّات الفعل التي خرجت عن التعاليم الإسلامية نفسها، مشيرًا إلى أن ردَّات الفعل هذه كان ضررها أكثر من فائدتها، ومن هنا فلا طائل منها، مع احترام أن يعلن كل طرف قناعاته وإيمانه بعيدًا عن القتل والذبح وما شابه.. لكن الملفت أن أحد المسؤولين في “حزب التحرير” المدعو محمد قصاص، والذي رفض الحضور للنقاش داخل “أستوديو الجديد”، اختار وسائل التواصل الاجتماعي للتهجُّم على البرنامج، وبدأ بالتعليق على مسار الحلقة وبأسلوب خارج المنطق مشيرًا لما أسماه “تهويل يقوم به طوني خليفة” ما استدعى الرد المناسب عليه من خليفة.
نسرين ظواهرة.
الزميلة في برنامج “صباح اليوم” على تلفزيون الجديد نسرين ظواهرة، كانت محط هجوم غير مسبوق عليها هذا الأسبوع من خلال صفحة تحمل عنوان Lebanon is This عمدت إلى التشهير بها واتهامها بالإساءة لعاملتها الأجنبية من خلال احتجازها في لبنان، ومنعها من المغادرة إلى بلدها (نيجيريا)، هذا عدا عن حرمانها من استعمال هاتفها للاتصال بعائلتها منذ ستة أشهر، وعدم دفع راتبها منذ خمسة أشهر، وهذا ما أعلنته “والدتها” في فيديو روَّجته الصفحة المعنيَّة، ليتبيَّن أن صاحبة الفيديو ليست الوالدة بل إحدى القريبات، وأن التشهير الذي قادته كلُّ من باتريسيا وميريام – (متابعتان لقضايا العاملات الأجنبيات في صفحة This is Lebanon) دفع البرنامج للإصرار على وجودهما للمواجهة فكان أن أطلَّتا من كندا بالصوت مع حجب وجهيهما، الأمر الذي لاقى استغراب خليفة وضيفته نسرين ظواهرة، علمًا أن “الناشطتين” لم تراعيا أدنى حقوق الطرف الآخر، بل وصل بهما الأمر لإرسال كل فيديوهات التشهير المعتمدة إلى أحد أطفال نسرين، وهذا ما أخرج خليفة عن طوره فكان عنيفًا في الرد على باتريسيا وميريام، خصوصًا وأن لديه الكثير من المعطيات السابقة حول الصفحة المعنيَّة ومن يقف خلفها ودرجة الابتزاز الذي يقومون به، حيث عمدوا لتعريض نسرين لحملة شبه منظَّمة على الفايسبوك والانستغرام من قبل حسابات أجنبية في مقدمها “نيجيريا” بلد العاملة “هنَّا”، والتي قامت نسرين نهاية الفقرة بنشر فيديو لها تقول فيه إنها غير محتجزة وإنها تتقاضى مخصصاتها بشكل مستمر لكنها في الآونة الأخيرة قررت عدم ارسال الأموال لعائلتها لأسباب خاصة بها. كذلك عرضت نسرين تسجيلًا مع قنصل نيجيريا في لبنان ينفي كل ما قامت صفحة Lebanon is This بنشره وتوزيعه حتى على كل معارف نسرين، من باب التشهير بها كوجه إعلامي معروف، لتكشف الأخيرة انها تقدَّمت بدعوى قضائية بحق الصفحة وكل من يقف خلفها.
استغلال المسنين.
ظاهرة استغلال المسنِّين على وسائل التواصل الاجتماعي “السوشال ميديا” والتي تصل في الغالب إلى السخرية منهم والإساءة لهم وإظهارهم بصورة غير لائقة بأعمارهم ورصانتهم، باتت ظاهرة جديدة ومنتشرة بصورة كبيرة على مختلف مواقع التواصل، وبالأخص مع انتشار تطبيق “تيك توك”، وهي ظاهرة بدأت تثير جدلًا كبيرًا بين الناس… فإلى جانب من يعتبرها مجرد أفكار طريفة و”مهضومة” هناك من يرفضها ويجد بها نوعًا من “قلة الأخلاق” أو حتى التنمّر.. فريق “طوني خليفة” رصد عيّنات من هذه الفيديوهات، وقام بعرضها على معالج نفسي لمعرفة مدى تأثير هذا النوع من التنمُّر والاستغلال على نفسية المسنين: د. نبيل خوري – إختصاصي علم النفس العيادي والتوجيه العائلي حضر وطرح القضية على بساط البحث وبوجود “تيتا سلام” وحفيدتها غوا خليل من منزلهما، وكذلك المحامي أشرف الموسوي للرد وبحكم القانون حول ما يجري من شتائم وأحيانًا يتم توجيهها مباشرة لأشخاص معروفين، كما حصل مع طوني خليفة نفسه، ومن قبل شاب يدعى طوني كنعان، الذي يظهر غالبًا مع “عمَّته” محرضًا إياها على الشتائم، ولمَّا طُلب منه الظهور بالبرنامج تهرَّب من الأمر ليعود وينشر فيديو يطال به خليفة…
الدولار بنصف ثمنه.
قضية جديدة جرى تداولها أخيرًا، وهي قصة دولارات حقيقية (غير مزيَّفة) يجري بيعها بنصف سعرها الفعلي، وذلك في الأسواق التركيَّة، من قبل “شركة الأمانة للاموال” التي يؤكِّد صاحبها بنفسه أن الدولارات التي يقوم ببيعها هي أصليَّة، مشترطًا أن يتمَّ تداولها بين ايدي الناس لا إدخالها إلى المصارف، وللاستفسار أكثر حول الموضوع، قام فريق طوني خليفة بالتواصل مع صاحب الشركة الموجود في تركيا ليتبيَّن (ودائمًا حسب زعمه) أنها أموال مسروقة من البنوك الليبيَّة وذات أرقام مدوَّنة وملاحقة من البنك الفيدرالي الأمريكي، ومن هنا يتمّ تداولها في السوق السوداء لكنها برأيه باتت أموال “مغسولة” ويمكن استلامها من تركيا مباشرة، أو من خلال شركات تحويل الأموال “ويسترن يونيون” أو غيرها، ما استدعى الاستعانة بالدكتور وليد أبو سليمان – خبير مالي واقتصادي متواجد في سويسرا، للإضاءة على حقيقة الأمر… وكان من الطبيعي أن يعلن أبو سليمان للبنانيين عدم الدخول في هكذا صفقات غير شرعيَّة وقد تورِّطهم إن لم يكن بالخسائر فبالملاحقة القانونية.
زلزال تركيا
بعد زلزال بحر إيجه الذي ضرب أكثر ما ضرب تركيا، حيث قيل إنه أدَّى إلى إزالة شاطئ إزمير لتحل اليابسة محله، قيل إن خبراء لبنانيُّون قاموا بالتحذير من “تسونامي” قريب يضرب الشاطئ اللبناني، ربما يكون شبيهًا بزلزال العام 551 الذي ضرب بيروت… د. طوني نمر أستاذ محاضر وباحث في الجيولوجيا وعلم الزلازل في الجامعة الأميركية في بيروت حضر ليفاجئنا بحقيقة احتمال تكرار زلزال العام 551 ولكن مع الإشارة إلى عدم ضرورة الربط بينه وبين زلزال بحر إيجه، لأن لا علاقة بين الأمرين ولو أن هناك علاقة لحصل الأمر مباشرة بعد زلزال تركيا، اي لوصل المدّ البحري مباشرة إلينا، أما بخصوص حقيقة “تسونامي” فالأمر فيه لا يُقاس بارتفاع مياه البحار والمحيطات بل بمدى الدفع الذي تكون عليه هذه الأمواج…
Leave a Reply