تغادرمنزلك معتقدا ان لديك متسعا من الوقت للوصول الى مكان عملك أو زيارة طبيب في الموعد المحدد. لكنك لم تأخذ في الحسبان انك ستصل إلى طريق ستقف فيها، وسيارتك بالكاد تتحرك ويراودك شعور بالتوتر يأخذ في الازدياد وأنت سجين سيارتك من زحمة السير. وبعد طول عناء، تصل الى المكان المعتمد متأخرا على موعدك.
ان احد الامور الاشد ازعاجا في بيروت العاصمة وغيرها من المدن اللبنانية هو تعرقل السير الخانق الذي يلوِّث الجو ويسدّ الطرقات بطوابير من السيارات المتلاصقة. وللاسف، لا توجد اية بوادر امل تبشِّر بانتهاء هذه المعاناة اليومية التي يقاسيها اللبناني في المدن. والسلطات المعنية عاجزة تماما عن استنباط الحلول المناسبة لتلبية الحاجات المتزايدة للمواطن الذي يعتمد على سياراته في تنقُّلاته.
ليس مستغربا ان تشلّ الزحمة الخانقة حركة السير في الشوارع والطرقات العامة، وتحديداً في مناسبات الأعياد. وقد وصف احد الكتّاب هذه المعضلة قائلا: «يتزايد عدد الناس وتتزايد سياراتهم، في حين تبقى البقعة المتوفرة لقيادتها محدودة».
لاشك فيه عموماً أن هناك عمر معيّن للتقاعد، فهل يسري التقاعد على قيادة السيارة؟ وإلى أي عمر يستطيع المرء أن يحتفظ بدفتر السوق؟ ماذا عن الذين يقودون سياراتهم ويضعون الأطفال إلى جانب السائق؟ لم نرى أو نسمع في يومنا هذا معاقبة أحد السائقين على هذا التصرّف الأرعن غير المسؤول.
نسوق هذه الهواجس والمخالفات ونلقي الضؤ عليها لأننا دخلنا في أحد الأشهر الأكثر إزدحاماً في السنة، ما ولم نباشر المعالجات خطوة خطوة فإننا سنصل إلى أيام الذروة في الأيام الأخيرة من هذه السنة، وقد تحوّلت الطرقات إلى مواقف كبيرة الفارق بينها وبين المواقف العادية وأن السائقين يقيمون فيها، رغم جائحة كورونا والأزمة الإقتصادية…
ومما لا شك فيه أيضاً، ان اللبناني يرفض الإستسلام للأمر الواقع ويتصرّف كأن الدنيا بألف خير… في الختام يا ليت نعود إلى قرار المفرد والمجوز، الذي له سيئاته وفوائده وهناك خيارات وطرق ونصائح كثيرة يمكن للأشخاص الاستعانة بها لتخطي هذه المرحلة بصحة نفسية جيدة… وما علينا سوى الانتظار.
Leave a Reply