حلو الفن – ماذا بعد إستئصال الثدي؟؟ “الحل و العلاج”

بقلم الدكتور:أحمد نائل  استشاري  جراحة التجميل والأورام

منذ قديم الأزل و يعد الثدي من مظاهر جمال المرأة و دليل على أنوثتها، و على مر العصور تطورت نظرة المجتمع لشكل الثدي الجمالي و ارتباطه بمدى أنوثة و جاذبية المرأة.

لذلك، كان من المنطقي تطور علم حديث و تخصص دقيق يهتم بكل ما يخص أمراض و جراحات تجميل و أورام الثدي.

يحدثكم اليوم د/ أحمد نائل، استشاري جراحات الأورام و التجميل و عضو الجمعية الأوروبية لجراحات الثدي.

قد تضطر بعض السيدات إلى جراحات استئصال الثدي أو بتر الثدي كما كان يطلق عليها، و الواقع أن معدل إجراء مثل تلك الجراحات قد انحسر تماماً بفضل التطور السريع في علاج أورام الثدي. و لكن ماذا بعد استئصال الثدي؟ هل هناك بدائل؟ ماذا عن الجراحات تعويضية؟

تعود جراحات إعادة بناء الثدي إلى القرن التاسع عشر ١٨٩٥م حيث أجرى جراح ألماني محاولة لزرع “كيس دهني” من جسد مريضة إلى مكان الثدي المستأصل، و تم العمل على تطوير مثل تلك الجراحات نظراً لأهميتها على البعد النفسي و الإنساني بالنسبة للمرأة.

كذلك، أظهرت الأبحاث العالمية بأن السيدات اللاتي تمتعن بإعادة بناء الثدي تزداد مناعتهم نظراً للحالة النفسية و المعنوية المرتفعة و بالتالي تزداد استجابتهم العلاجات المكملة.

جراحات إعادة بناء الثدي قد تمثل تحدي كبير جدا بالنسبة لمعظم الجراحين مما تتطلبه من تقييم جيد جداً المريضة و كذلك فحوصات المتابعة الدورية الخاصة بحالتها و أيضا الدقة و المهارة العالية في نوع الجراحة، و هي تصنف من ضمن الجراحات المتقدمة ذات الطابع الخاص.

يمكن إعادة بناء الثدي عن طريق استخدام أنسجة ذاتية “Autologus Tissue Transfer” و ذلك عن طريق إما زراعة الدهون أو العضلات أو الاثنين معاً. و أشهر مثال هو الزراعة عن طريق جراحة شد البطن و نقل أنسجة البطن من دهون و ألياف و جلد لتوظيفها في إعادة بناء الثدي. بذلك تستفيد المريضة من شد البطن بالإضافة إلى بناء الثدي.

الطريقة الأخرى لإعادة بناء الثدي هي عن طريق حشوات السيليكون “Tissue Expanders & Implants” و تلك الجراحة تتم عن طريق وضع حشوة سيليكون تحت عضلة الصدر لإعطاء بروز الثدي.

و يمكن الجمع بين الطريقتين في بعض الحالات.

كل تلك البدائل قد تتم على مرحلتين أو مرحلة واحدة من الجراحة حسب طبيعة المريضة.

و في النهاية ننصح كل سيدة بأخذ أكثر من رأي طبي قبل قرار استئصال الثدي. اليوم يوجد جراحات تحفظية دون الحاجة للاستئصال، كما يمكن إجراء عمليات إعادة البناء في نفس وقت عملية الاستئصال.

طالما يوجد أمل، يوجد حياة!