ما أصاب الإعلام العربي الذي يقول انه ضد التطبيع؟
كيف سنساعد في تقديم الأعمال المحترمة، والهادفة ونحن نعيش عقدة الرقابة، والمزاجية، والمنع إذا أحدهم لا يعجب بهذا الشخص أو بذاك المشهد وبتلك الكلمة؟!
لا اصدق أن تمنع وزارة الإعلام الكويتي هكذا فيلم لا يؤمن بالتطبيع، ولا يتضمن أي مشهد مخل بالأخلاق بالاداب، وحتى كلمة نابية لا توجد في حوارات فيلم ” بيروت برهان”!
مؤسف خبر منع هذا الفيلم الجاد الذي يحترم عقل المشاهد والمفكر، وربما لو كان هذا الفيلم يتضمن المشاهد والحوارات السطحية لكان سمح له بالعرض، وشارك بالمهرجانات العربية، ونال جوائز الغباء المستمر!
فيلم “بيروت برهان” لإبنة الكويت المخرجة الطموحة فرح فؤاد الهاشم منع من العرض في الكويت …
لا نصدق!
يطرح الفيلم القضية الفلسطينية بدون روتوش، ويبرز مجزرة كفر قاسم خارج المبالغات، ويناقش الوجود الاسرائيلي المؤقت بكل أمانة ومنطق وعدالة، وأما حرب لبنان فلها تاريخ غير مشوه، وكذلك المرور على حقبة جمال عبد الناصر بذكاء وبراعة…فيلم جاء في وقته بينما جهود الكثير من العرب يذهب إلى كذبة التطبيع، وخيانة الذات…
فيلم يسرد بعض من حياة وتجربة المخرج السينمائي الراحل برهان علوية، صاحب بصمة الأفلام المقاومة!
تبرير المنع من وزارة الاعلام قسم الرقابة في الكويت غاية بالسذاجة ونحن من شاهد الفيلم، وشد على يد المخرجة لحفاظها على الذوق والفكر والمسؤولية…
منع الفيلم بسبب محتواه كما جاء بتبرير المنع مضحك، علماً هذا الفيلم يخلو من المشاهد الاباحية، ومن قلة الأدب الكلامي والصورة، أو تقديم المخدرات كما حال الأفلام التي يسمح في عرضها عربياً…
المنع يشكل صدمة على أكثر من صعيد سياسي وفكري مرحلي، ويضع علامات استفهام كثيرة!؟!
Leave a Reply