الفنان زياد الرحباني من الشخصيات المؤثرة في عالم الفن الذى سيتم تكريمهم على هامش مهرجان الموسيقى العربية في دورته الـ32 .
ونلقي الضوء على أعماله ونشأته والأسباب التي جعلته في مصاف المكرمين بالمهرجان.
زياد الرحباني هو فنان وملحن ومسرحي وكاتب لبناني اشتهر بموسيقاه الحديثة وتمثيلياته السياسية الناقدة التي تصف الواقع اللبناني الحزين بفكاهة عالية الدقة. تميز أسلوب زياد الرحباني بالسخرية والعمق في معالجة الموضوع، كما أنه يعتبر صاحب مدرسة في الموسيقى العربية والمسرح العربي المعاصر.
ولدَ زياد في 1 يناير 1956، أمه النجمة العالمية السيدة فيروز، ووالده هو عاصي الرحباني أحد الأخوين رحباني الرواد في الموسيقى والمسرح اللبناني.
أول أعمال زياد لم يكن عملاً موسيقياً، بل كانت أعمالاً شعرية بعنوان “صديقي الله” والذي كتبه بين عامي 1967 و1968، هذه الأعمال التي كانت تنبأ بولادة شاعر مهم، لولا انه اختار الموسيقى فيما بعد.
عام 1971 كان أول لحن له لأغنية ضلك حبيني يا لوزية. وفي عمر السابعة عشرة، أي في عام 1973 تحديداً قام زياد بتقديم أول لحن لوالدته فيروز وكان والده عاصي حينها في المستشفى، وقد كان مقرراً لفيروز أن تلعب الدور الرئيسي في مسرحية المحطة للأخوين رحباني، ولهذا كتب منصور الرحباني كلمات أغنية تعبر فيها فيروز عن غياب عاصي لتغنيها في المسرحية، وألقى بمهمة تلحينها إلى زياد. وكانت تلك أغنية “سألوني الناس”.
لاقت تلك الأغنية نجاحاً كبيراً، ودهش الجمهور للرصانة الموسيقية لإبن السابعة عشرة ، وقدرته على إخراج لحن يضاهي ألحان والده، ولو أنه قريب من المدرسة الرحبانية في التأليف الموسيقي.
وكان أول ظهور لزياد على المسرح في المسرحية ذاتها أي “المحطة”، حيث لعب فيها دور الشرطي. كما ظهر بعدها في «ميس الريم» بدور الشرطي أيضاً والذي يسأل فيروز عن اسمها الأول والأخير، وعن ضيعتها في حوار ملحن. وفي ذات المسرحية قام زياد بكتابة موسيقى المقدمة التي أذهلت الجمهور بالريتم الموسيقي الجديد الذي يدخله هذا الشاب على مسرحيات والده وعمه.
بعدها توالت المسرحيات، ولكن بأسلوب مختلف جداً عن الأسلوب السابق (الرحباني) حيث اتخذت مسرحيات زياد الشكل السياسي الواقعي جداً، الذي يمس حياة الشعب اليومية، بعد أن كانت مسرحيات الأخوين رحباني تغوص في المثالية وتبتعد قدر الإمكان عن الواقع، ويعيش فيها المشاهد خيالاً آخر وعالماً آخر. هذا ما لم يقبله زياد لجمهوره، وخاصة أن الحرب الأهلية كانت قد بدأت.
Leave a Reply