مثل اليوم كانت ولادة النجومية في نجمة عشقها الجمال فولد معها…
ومثل اليوم ابتسمت الشمس لتشرق فيها متوهجة ومتألقة فأعطتها منها…
ومثل اليوم تصالح القمر مع النهار لآن شمسها تشرق ليلاً فكانت تشرق في كل مكان…
ومثل هذا اليوم عانقت الطبيعة أفراحها وتكللت بغار الجمال…
ومثل هذا اليوم فن الغناء اختلف، وولد الموال الأصعب حيث أصبح بصمة لبنان، واندهش الجمهور بسحبة الأوف الأطول بالعالم، والغزلان وقفت على نافذتها لتتأملها وترسل لأهرامات مصر التحية فتنحني اجلالاً ومحبة وعشقاً، وتفرش لها الورود على طرقات المحروسة، وهي الأكثر تواضعاً…
في مثل هذا اليوم انتعش الكرم، وفاق العطاء عطاء، وغردت عصافير المساعدات لكل من يحتاجها…
في مثل هذا اليوم اطل الصباح بصورة لم يعهدها، فنام في سرير صباح الطفلة الشقية كي يتعلم الصباح الدائم… في مثل هذا اليوم لم يعد الغناء غناء، ولم تعد القصيدة عابرة، ولم يعد اللحن مكرراً، لقد ولدت الفاكهة العذبة بتفاحة عربية من لبنان ومن مصر إسمها صباح…
وفي مثل هذا اليوم من الوفاء نذكر أهل الوفاء حيث كانت ولادة سيدة الوفاء الأسطورة صباح في 10//11// 1927…فنانة بألف فنانة بمستوى ما قدمته في فن لأكثر من جيل، وللحياة ليتعم الناس منها، وللعطاء الذي فاق الخيال …
هي غصن الشوق، والشجر المثمر، والكلام الطيب فلا يستغيب ولا يجرح، وإن انتقد يضع الأمور في نصابها دون أن يجرح!
الأسطورة صباح واحة في حدائق خلابة باهرة الجمال، وحدائق متنوعة الأشجار، هي أرزة مزروعة بعمق الكون، وتخطت المساحة الصغيرة لتحتاج مساحات أوسع كي تتسع لفنها وحضورها وحياتها وكرمها وحنجرتها… أه من هذا الغياب يا صبوحة، لقد أتعبنا غيابك، كنتِ البلسم لجراحنا وأوجاعنا واسماعنا وابصارنا…
لا ابالغ إن قلت انك يا صباح تعيدين تصحيح الجمال إذا شوهته الأحقاد والقباحة…
لا اجامل إذا أشرنا إليكِ بأن الكون يختزل بين يديكِ، تعيديه إلى الصواب، وتفصلينه ثوباً يليق بالاناقة، وتنطقين به في كلمة أغنية كما تشتهين، وتصعب على من يجاريك التقليد…
يا أسطورة صباح ومع اشراقة كل شمس نتذكرك، نبحث عنك في خبايا الوطن فنجده متعذباً باكياً وحزيناً من ظلم الأهل والأقارب وغيابك… هنالك الكثير كي يقال لك، الوطن لم يعد يشبهك، العرب في خبر كان واحرقوا ” جنينة حبيبي” التي انشدها صوتك الصداح، والشعر من بعدك أصبح شتائماً وقلة الذوق تعيش في كل مفرداته، واللحن ليس لحناً ولا ينتمي إلى النغم، والسينما هوجاء غائبة، والتمثيل حقيقة لشهرة كاذبة لا يقنع ولا يسعد ولا يعطي مساحة للتفكير … والمسرح الذي عاش معك غرفه مهجورة للتكاذب والانتحار… الصداقة مفقودة، وكل المعارف تنهكهم الحياة…
الحياة يا صباح من بعدك ليست يسراً ولا تشبه الحياة… اليوم ولادة النجمة الأسطورة السيدة صباح في زمن يختلف عن زماننا، في زمن الجمال الساحر رغم التعب الأجمل، وبالطبع ليس لهذا الزمان…
وحينما نذكر سيرة فن عظمة أناقة جمال ذوق كرم وعطاء صباح لن يصدقنا احد، ويقولون:” هذا كلام من السحر الكبير، وقصص ألف ليلة وليلة، إنه زمن الخيال”…!
ولا نلومهم، فمن لم يعرف صباح لم يتعرف على كل ما ذكرناه من مجد ونجاح وعطاء وجمال، لذلك صباح كانت السحر الكبير، وملكة الخيال وألف ليلة وليلة …
Leave a Reply