* بعدما كانت تستعيد قوتها من وجوده المستمّر بجانبها ….
وتمتّص دفء أصابعه حول كتفها ، لتشعر بأمان يخترق أضلعها..
قرّر الرحيل…
تاركاً وراءه عباءة سوداء ، تلبسها حداداً على فقدانه…
فحرمانها دفئه ، بات أشبه بجمرة تتوّهج داخل قلبها المتصّدع ..
غالباً ما كانت تجالسني لتخبرني عن خسارة أنهكت جسدها النحيل الذي اشتاق لعناقه… حتى أصبحت تماماً أدرك معنى الفقدان..
فقدان النفس … فقدان العقل .
* معناه ، يا صاحبي ، أن تشرب حتى الثمالة.. فما نفع البَصَر حين تستيقظ ولا ترى مَن تحبّ أمامك ؟
فتعي عندها أن غيابهم غصّة أبديّة لعزلة سكنها الوَجع …
حين يرحلون ، نتعلّق بأيّ شيء باقٍ من رائحتهم ، حتى رماد سجائرهم يصبح له أهميّة …
هم عابرون ، لم يبقَ منهم سوى شبحهم…
ونحن .. أمواتاً على قيد الحياة .
Leave a Reply