أقام القائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية الوزير المفوض وليد البخاري، عند السادسة مساء، حفل استقبال، بمناسبة العيد الوطني 88 للمملكة، في قاعة سي سايد بافيون- بيال في وسط بيروت.
حضر الحفل ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال رائد خوري، ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري عضو “كتلة التنمية والتحرير” النائب علي بزي، الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري، الرئيس حسين الحسيني والرئيسان تمام سلام وفؤاد السنيورة، نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، ممثل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان رئيس المحاكم الشرعية السنية القاضي محمد عساف.
وحضر الوزراء في حكومة تصريف الأعمال: نهاد المشنوق، معين المرعبي، ملحم رياشي، جمال الجراح وبيار بوعاصي، رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب تيمور جنبلاط على رأس وفد ضم النواب: وائل أبو فاعور، فيصل الصايغ ونعمة طعمة، النواب: ستريدا جعجع ممثلة حزب “القوات اللبنانية”، زياد حواط، سامي فتفت، نزيه نجم، آلان عون، جان عبيد، فؤاد مخزومي وعبدالرحيم مراد، الوزراء والنواب السابقون: محمد الصفدي، خالد قباني، شارل رزق، أحمد فتفت ومصطفى علوش.
وحضر أيضا، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، محافظ بيروت القاضي زياد شبيب، الأمين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير، مستشار الرئيس سعد الحريري داود الصايغ، مفتي الجمهورية السابق الشيخ محمد رشيد قباني، السيدة منى الهراوي، رئيس بلدية بيروت جمال عيتاني، ممثلو الاجهزة الأمنية والعسكرية إلى جانب عدد من السفراء العرب والأجانب والقناصل وممثلي البعثات الديبلوماسية، وفد دار الفتوى ضم عددا من مفتي المناطق وقضاة الشرع، وشخصيات سياسية واجتماعية وفكرية وإعلامية وروحية وفنية ووفود شعبية.
البخاري
بعد النشيدين اللبناني والسعودي وكلمة ترحيب من الإعلامي محمد زينب، ألقى البخاري كلمة، استهلها مرحبا ب”فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون ممثلا بمعالي وزير الاقتصاد رائد خوري، دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلا بسعادة النائب علي بزي، دولة رئيس مجلس الوزراء المكلف سعد الحريري، أصحاب المعالي والسماحة والنيافة، أيها السيدات والسادة: من بلد السلام لكم ألف تحية وسلام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.
وقال: “يسعدني ويشرفني أن أرحب بكم في احتفالية ذكرى اليوم الوطني الثامن والثمانين لبلادي، المملكة العربية السعودية، أرض الحرمين الشريفين، مهبط الوحي، ودار العروبة والإسلام والإنسانية. وأشكركم جميعا على مشاركتنا فرحتنا هذه وعلى مشاعركم النبيلة الكريمة، التي تؤكد مرة تلو الأخرى، عمق العلاقة بين بلدينا ومتانة الروابط، التي تجمعنا على الخير والسلام وعلى الاعتدال والأخوة”.
أضاف: “العيد الوطني، يوم سجله التاريخ فكانت البداية، ومعه انطلقت قافلة البناء والحضارة، ومن هنا من بيروت لؤلؤة المتوسط، نستذكر معا، ونحن نعيش اليوم ذكرى يومنا الوطني المجيد، قصة توحيد هذا الكيان على يد الملك المؤسس المغفور له – بإذن الله تعالى- الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – حيث استطاع مع قليل من الرجال، وبكثير من الإيمان، أن يجمع شتات أمة ويلملم أطراف وطن تنازع عليه الكثيرون، ليحقق الأسس الراسخة لهذه البلاد، ومن بعده أبناؤه الميامين، الذين استطاعوا – بعون الله تعالى- تأسيس الدولة السعودية، دولة قوية بإيمانها، غنية بعقيدتها، ثرية بمواطنيها”.
وتابع: “أيها الأخوة والأخوات: بكل فخر واعتزاز نستلهم العزم ونجدد العهد في ذكرى اليوم الوطني، على أن نظل أوفياء لوطننا، في ظل قيادتنا الرشيدة، التي يحمل لواءها مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – والتي جعلت مملكتنا الحبيبة، من بين أكثر الدول ازدهارا في العالم، ووضعت الإنسان السعودي في أولويات أهدافها، وسياساتها التنموية المستدامة، غاية ووسيلة”.
وأردف: “إن المملكة العربية السعودية، حرصت على توظيف علاقاتها المتوازية وتحركاتها على الساحة الدولية، وتنسيق المواقف والرؤى مع الدول العربية الشقيقة للتأثير إيجابا في التعاطي الدولي مع قضايا العالم العربي، وتطوير منظومة العمل العربي المشترك. إن القضية الفلسطينية، كانت وما تزال، على رأس أولوياتها واهتماماتها، حيث تسعى بكل الوسائل لتمكين الشعب الفلسطيني، من نيل حقوقه المشروعة المبنية على مبادرة السلام العربية، وقرارات الشرعية الدولية، المتمثلة في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وإن إطلاق سيدي خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – مسمى “قمة القدس” على الدورة العادية التاسعة والعشرين لمجلس جامعة الدول العربية، على مستوى القمة، إنما جاء ترجمة لما في صدور السعوديين اتجاه الشعب الفلسطيني الشقيق، وتأكيدا لمركزية القضية الفلسطينية بالنسبة إلى الأمة العربية”.
أضاف: “يتزامن يومنا الوطني مع “اليوم العالمي للسلام”، والحاضر يشهد للملكة بالمكانة التي عززتها سياساتها ومرتكزاتها يوما بعد يوم، فأضحت الدبلوماسية السعودية اليوم رسالة وطنية ومسؤولية دولية، ترتكز على قيم إنسانية مشتركة، من أجل تحقيق السلم والأمن الدوليين”.
وقال: “أيها السيدات والسادة: ثروة لبنان الحقيقية، هم أبناؤه، الذين انتشروا في أصقاع الأرض، فبرزوا أينما حلوا، وكانوا مدعاة فخر واعتزاز لبلدهم. والإنسان اللبناني متميز بثقافته وقدرته علي تجاوز المحن والصعاب، فهو وريث امتداد لحضارة صدرت أحرف الأبجدية إلى العالم، وأشقاؤكم العرب، وفي مقدمتهم أبناء المملكة العربية السعودية، الذين بدورهم يؤازرونكم بالدعاء الصادق، لتتمكنوا من الانتقال بلبنان إلى بر الأمان والازدهار، وتحققوا ما تصبون إليه من أهداف وتطلعات”.
أضاف: “وهنا لا يفوتني أن أشير، إلى أن الجالية اللبنانية في مملكة الخير والعطاء، تمكنت من احتلال مكانة استثنائية في الحياة الاجتماعية والعملية السعودية، فأضحى اللبنانيون المقيمون فيها، جزءا لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي السعودي، خصوصا والخليجي عموما، فالتعايش بين الشعبين تعززه العروبة، التي تجمعهما، ولواء الإنسانية، الذي ترفعه المملكة منذ تأسيسها”، معتبرا أن “هذا الإرث العريق من العلاقات المميزة، يحملني على تأكيد حرص قيادة المملكة على لبنان وشعبه، بكافة فئاته وطوائفه ومناطقه، وعلى أمن واستقرار هذا البلد الطيب، وأهمية أن يستعيد تألقه ودوره الفاعل بين دول المنطقة”.
وختم “يطيب لي أن أرفع أسمى آيات التهنئة والتبريك إلى مقام مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله ورعاه – وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي عهده الأمين، وإلى الأسرة المالكة الكريمة وإلى الشعب السعودي الأبي الوفي، سائلا المولى عز وجل أن يحفظ بلادي، ويديم عليها نعمة الأمن والاستقرار، وأن تبقى منيعة الجانب، رافلة بالعز، مرفوعة الراية إلى عنان السماء. كما يطيب لي أن أوجه أصدق عبارات التقدير والاحترام إلى كافة أركان الدولة اللبنانية وكافة المسؤولين والقيادات وأبناء الشعب اللبناني الشقيق”، متمنيا “للبنان دوام التقدم والازدهار، وأن تحمل له الأيام بشائر الخير لينعم بالاستقرار والرخاء”.
بعدها، صعد ممثلا الرئيسين عون وبري والرئيس الحريري إلى المنصة لأخذ الصور التذكارية مع البخاري، وقطع قالب حلوى بالمناسبة، ثم أعلن البخاري انطلاق فعاليات الحفل، الذي تضمن عروضا موسيقية راقصة من التراث السعودي، قدمتها الفرقة النجدية، التي حضرت من المملكة خصيصا لهذه المناسبة.
Leave a Reply