تسابق الكثيرون اليوم لوداع الهامة الفنيّة الشامخة التي أغنت لبنان والشرق بجميل عطائها . وتهافت البعض منهم – وأغلبه لم يشاهده قط الّا من خلال الشاشة – الى ساحة مار جرجس – المارونية لتقديم واجب العزاء بشخصيّة ربما لم ولن تتكرّر في هذا الجيل او الجيل اللاحق .
كلّ هذا البعض قد توافد منهمكًا بكيّفية الظهور أمام الجميع وسط ” فلاشات ” الكاميرات و” بروجكتور الشاشة “، للمشاركة قي تشييع ” أستاذ” أطلق النجوم وكان المحرّك والسبب الأساس لشهرتهم ، وليقف متباكيًا راويًا مختلقًا الحكايات عن صولات وجولات دارت بينه وبين الفقيد العزيز، في أكثر من محطة ومكان، بعدما كان قد أشبع صفحات السوشيل ميديا بصور أخذها بطريق الصدفة مع هذا العظيم الذي غادر ،وذيّل أغلبها بعبارات ” كان الصديق والمعلّم “.
وكم وقف هذا البعض أمام الجموع المشاركة في المأتم المهيب ، فيتقدّم عليهم طورًا ويتخلّف عنهم أطوارًا ، ليُثبت لهم – بطريقة غير مباشرة وإرضاءً لغروره ولإشباع نهم فضوله – أنه كان من المقرّبين والمميّزين عند هذا العملاق الذي خذله الجميع عندما قُرع جرس الحقيقة.
جميلة كلّ هذه المشهدية غير المُقنعة ، وجميل جدًا أن نجد – ولو زورًا – هذه المجموعات التي أمّت المكان من أجل إلقاء النظرة الاخيرة على ملك الإبداع وصاحب الفضل على أكثر النجوم ” صف أوّل “، وجميل أيضًا أن نشاهد ذرف الدموع ولوعة الأسى عند هذه الوجوه المُحبّة التي تتظاهر بالخسارة الكارثية التي أصابتها في الصميم.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه..
أين كان هؤلاء المتباكين على سيمون أسمر حينما كان بحاجة الى المساعدة والدعم ؟؟
أين كان هؤلاء ” أصحاب الوفاء والصداقة الحقّة” عندما وقع ” الأستاذ ” وبدأ يتخبّط في مشاكله؟
أين كان هؤلاء ” أصحاب القلوب الرقيقة والدموع السخيّة ” عندما كان ” المُبدع العملاق ” في بحيرة بؤسه وفي إنتظار يد العون والمساعدة؟
وحدهم بعض الأوفياء الذين أحبّوه بصدقٍ وبدون غايات ، وقفوا الى جانبه – وكلهم حسب معطياته – فلم يتخلّوا عنه في الشدائد ولم يتركوه وحيدًا بين جماعات خذلته ،منهم المايسترو ايلي العليا الذي كان يزوره بإستمرار ويواسيه مطيّبًا خاطره ، كذلك النجم أمير يزبك الذي أعاده الى لجنة التحكيم تفخيمًا لمقامه وعرفانًا لجميل عطاياه في برنامجه ” صوتك شغله ” ، كما كان لطبيب التجميل الأول الدكتور هراتش سغبزريان لفتته الكريمة التي تنبع طيبة كنواياه الطيّبة ، فلم يشأ الا تكريمه في مهرجانه الكبير ” الزمن الجميل ” .
أما المتباكون المتزلّفون .. ماذا فعلتم لـ سيمون أسمر؟؟
Leave a Reply