تبلغ نسبة حدوث أزمات في القلب 60% في صفوف الذكور، و40% في صفوف الإناث، وللمنطقة الجغرافيَّة أثر في هذا الإطار، إذ يُلاحظ أنَّ النسبة المرتفعة لأمراض القلب مكانها الولايات المتحدة الأميركيَّة. ومن جهةٍ ثانيةٍ، ترتفع فرص حدوث أمراض القلب، مع التقدُّم في العمر. فكيف نُحافظ على صحَّة قلوبنا؟
إذا كان المرء لا يشكو من أي مرض، لكن تنتشر أمراض القلب (شرايين القلب، خصوصًا) في عائلته، فعليه أن يخضع لفحص القلب عند الطبيب، مثلًا: إذا تعرَّض الأب إلى ذبحة قلبيَّة بعمر الخمسين، من المُرجَّح أن يتعرَّض الابن إلى ذبحة مماثلة، ما يحتِّم عليه إجراء الفحص في عمر الأربعين، أي قبل عشر سنوات من السنّ التي أصيب فيها والده بالذبحة.
من جهةٍ ثانيةٍ، ومع استبعاد العامل الوراثي، إذا كان المرء يعاني من مسبِّبات أمراض القلب، أي إذا كان مُصابًا بارتفاع الضغط أو بالسكَّري أو يشكو من الـ”كوليستيرول” والـ”تريغليسيريد”، أو إذا كان مُدخَّنًا شرهًا، أو سمينًا، فإنَّ العوامل المذكورة تُسمَّى بعوامل الخطر، وهي قد تعرِّض صاحبها إلى مشكلات في القلب وشرايينه، لاحقًا.
مشكلات القلب تنحصر مشكلات القلب في:
| شرايين القلب: تبدأ مشكلات القلب في انسداد جزئي بالشرايين، فلا يصل الكمّ الكافي من الدم القلب، ليشعر الفرد بألم في الصدر أو ضيق في التنفُّس، وذلك عند القيام بجهد (مُمارسة أحد أنواع الرياضة، بعنف، مثلًا). لكن، سرعان ما تختفي العوارض، مع الفراغ من أداء المجهود. لذا، من الضروري استشارة طبيب اختصاصي في أمراض القلب عند الشعور بالعارض المذكور، حتَّى يعمل الطبيب للمريض “فحص الإجهاد”، للتأكُّد من وجود (أو غياب) أيَّة علامات تدلُّ إلى انسداد شرايين القلب. وقد يطلب الطبيب إلى المريض لاحقًا، إجراء قسطرة للقلب أو أي نوع من الإجراءات التشخصيَّة والعلاجيَّة.
| الذبحة القلبيَّة: هي تحدث، فجأةً، فيشعر المصاب بألم في الصدر، وتنميل في الكتف واليد اليسرى، ليمتدّ هذا الألم إلى الرقبة. تشمل عوارض الذبحة القلبيَّة الإضافيَّة: التعرّق البارد والغثيان والدوار، وقد تترافق هذه العوارض مع ارتفاع في الضغط أو هبوطه، بحسب مكان الذبحة، ممَّا يستدعي التوجُّه إلى قسم الطوارئ سريعًا. ويستحسن أن يرافق فرد المصاب بالذبحة لأنَّه يكون أكثر تعرُّضًا لأن تتوقَّف نبضات قلبه في أيَّة لحظة، أو لحدوث عدم انتظام بدقات القلب، ممَّا قد يدخل المريض في غيبوبة.
| صمَّام القلب: من الضروري أن يقوم أطبَّاء الأطفال بإجراء امتحان جسدي دقيق عند فحص الأولاد خلال المعاينة الدوريَّة؛ فعند سماع صفرة إلى جهة القلب، هذه علامة دالَّة إلى مشكلة في صمَّام القلب. وبالتالي، يجب أن يُعاين طبيب متخصِّص الطفل. من جهةٍ ثانيةٍ، هناك عوارض تشبه عوارض شرايين القلب، وتظهر في صفوف الأفراد المُصابين بصمَّام القلب، فيشعرون بآلام في الصدور أو بضيق في التنفس عند القيام بجهد، مهما كان بسيطًا، أو يفقدون الوعي فجأة نتيجة حدوث اختلال بنبضات القلب. وعند وجود مشكلات في صمَّام القلب، أي إذا كان هذا الأخير مغلقًا أو ضيِّقًا، لا يصل الكافي من الدم إلى الدماغ، أثناء الجهد.
| عضلة القلب: مشكلات عضلة القلب مُزمنة، هي قد تنتج عن التهابات حادة تصيب غشاء القلب. ومن عوارضها: ضيق النفس أثناء بذل الجهد، وضيق النفس أثناء النوم على الظهر، والتورُّم بأسفل القدمين ما يؤشِّر إلى جود ماء تحت الجلد، وبالتالي الإصابة بمشكلة بالقلب أو الكليتين.
لا لهذه العادات!
في الآتي، تعداد لبعض العادات اليوميَّة الشائعة، التي تؤثِّر سلبًا في صحَّة القب:
1. التدخين.
2. تناول الوجبات السريعة التي تتسبَّب بمشكلات الـ”كوليستيرول” والـ”تريغليسيريد”، ممَّا يُعرِّض الفرد إلى جلطة في الشرايين.
3. الخمول؛ علمًا أنَّ الحركة ضروريَّة، في إطار خفض الضغط، وإذابة الشحوم والـ”كوليستيرول”، وبالتالي هي تُحقِّق سلامة القلب.
4. السمنة.
5. الإفراط في تناول الملح، لدور هذه العادة السيئة في رفع ضغط الدم.
يُشير د. كرامي إلى أنَّ “مرضى السكَّري، وتحديدًا أولئك الذين يعانون من معدَّل السكَّر غير المنتظم أحيانًا، قد يتعرَّضون لذبحة (بدون الشعور) بألم في صدورهم، لأنَّ هذه الفئة من المرضى تُعاني من أزمات في الإحساس بالعوارض، وهو ما يستوجب الانتباه إلى أيَّة عوارض ظاهرة”.
تأثير الانفعالات العاطفيّة على صحّة القلب
يغيب الإثبات العلمي الذي يشرح كيفيَّة تأثير الانفعالات العاطفيَّة، والتوتُّر، على صحَّة القلب، لو أنَّ مجموعة من الدراسات تُلاحظ وجود رابط بين التوتُّر، ورفع ضغط الدم، وبعض الحالات المرضية التي يمكن أن تصيب القلب. لكنَّ الانفعالات العاطفيَّة التي تترجم عبر الحزن لا تؤثِّر فعليًّا في القلب، إلَّا في حالة مرضيَّة تسمَّى بـ”متلازمة القلب المنكسر” takotsubo، وذلك حين يشعر الفرد في لحظة انفعاليَّة بعوارض أمراض القلب، فجأةً، مع الإشارة إلى أنَّ الحالة تتطلَّب التوجُّه إلى الطوارئ. تولِّد الحالة التشنُّج الحادّ على عضلة الشريان القلبي، ما يتسبَّب بإغلاق هذا الأخير، لتنتج عوارض تشبه الذبحة.
إشارة إلى أنَّ هناك أمور أخرى تؤثِّر سلبًا في صحَّة القلب، وأبرزها عدم انتظام ساعات النوم، لأنَّ الساعة البيولوجيَّة تُنظِّم حركة الدم بالجسم، لذا يتعرَّض الفرد الذي يشكو من اختلال بالنوم لمشكلات القلب بصورة أكبر. علمًا أن ساعات النوم الصحِّي تمتد من الثامنة مساءً، حتَّى قبل الخامسة صباحًا.
Leave a Reply