لا يوجد أسوأ ولا أبشع من هذا الصحفي المزعج والمتحشر الذي يفرض نفسه على النجوم في الحفلات والسهرات، باحثًا عن مكان مؤقت له بينهم، مستفيدًا من كرسي شاغر بجوارهم ليلتقط الصوَر ويمارس سماجته وثقل دمه، محاولًا أن يُظهر نفسه للناس وكأنه صاحب مكانة عالية ولقب رفيع، وأنه على صداقة وثيقة مع معظمهم.
كثيرًا ما تسعفه الصدفة ليجد فرصةً للاستفراد بأحد هؤلاء “المحرزين” ماديًا، فيتمادى في فرض نفسه عليه.
ويكون هذا النجم – الذي وقع ضحيةً له – منزعجًا أشد الانزعاج من هذه “اللزقة” التي أتته على حين غرة، فيحاول مسايرته قدر المستطاع والتخلص من هذا الموقف المزعج، مستعينًا بالصبر والدعاء.
وغالبًا ما يكون هذا النجم قد عرفه سابقًا، وامتنع مرارًا عن إجراء أية مقابلة معه، لسطحية فكره والمبالغ الباهظة التي يطلبها بإستمرار.
وفي مجمل الأوقات يكون قد أوصى مكتبه الإعلامي بتجنّب الرد على إتصالاته، لما يشعر به من ضيق من تصرفاته المزعجة ومحاولاته المستمرة للإستغلال.
هذه حال بعض من يدّعون الصحافة زورًا وبهتانًا.
وهكذا هي حقيقة “بهرجة” الصور المُلتقطة التي يعرضونها بفخر، بينما هي في الأصل مبنية على مضايقات وطلبات لا تمت بصلة للرسالة الصحافية الحقيقية ولا للعلاقة المهنية الصحيحة مع النجوم.
وهكذا يظلّ هذا الصحفي المُزعج يعيش في أوهامه، يلتقط الصوَر بلهفة وكأنه يلتقط فرصة العمر، ويصدّق نفسه بأنه “نجمٌ من نجومهم”… مع أنّ الحقيقة الواضحة: هو مجرّد “ضيف ثقيل” لن يجد مكانًا في قلوبهم، مهما حاول الجلوس على كراسيهم.
Leave a Reply