مرة أخرى يختار مُعد ومقدِّم برنامج “طوني خليفة” رأيه الشخصي لافتتاح الحلقة على خلفية لقائه على “إنستغرام” مع الزميلة راشيل كرم، وانتشار مقطع واحد مقتضب من لقاء الساعتين، والمتعلق بالجالية اللبنانية في “ديربورن” بالولايات المتحدة الأمريكية، مصنِّفًا الغالبية العظمى من المعترضين على كلامه بالمحترمين والأصدقاء والمحبِّين واعتبار عتابهم له في محلِّه، هذا العتاب الذي لاقاه طوني خليفة بكلام محب وبتقبل النقد له برحابة صدر عكس ما ورد على لسان قلَّة قليلة من الأشخاص الذين تبيَّن أن الجالية نفسها تعرف غاياتهم وترفضهم بين الجسم الاغترابي.
عيد الأب.
بالأمس كانت الصورة لمحافظ بيروت الجديد القاضي مروان عبُّود، والتي لاقت هجمة وانتقادات لم تتوقف حتى اليوم بسبب اعتلائه أكتاف الناس هو وزوجته، خلال الاحتفال بتنصيبه، أضف إلى ذلك مشهد الحشود حوله غير آبهين بحالة التعبئة العامة لمواجهة وباء كورونا. اليوم تكرَّر المشهد مع وزير الصحة حمد حسن، والذي كان من أكثر الوجوه المحبوبة على وسائل التواصل نسبة لتواضعه، ألذي لا ينسجم مع حمله اليوم على الأكتاف ليتبيَّن أنه كان محمولًا على كتف ابنه، لتبقى المشهدية الأخرى الملتبسة والمتمثلة بعدم التزام الحشود لمعايير الصحة العامة تفاديًّا للزحمة والاختلاط بمواجهة الكورونا… ولأن الأمر صودف حصوله مع مناسبة عيد الأب كان اللقاء من بعلبك وعبر تطبيق zoom مع نجل الوزير فراس حمد حسن وهو من توجَّه لوالده بمناسبة عيد الأب بكلامٍ يحكي فيه عن هذا الأب، الذي وصفه بأحلى الأوصاف قبل وبعد الوزارة، معتبرًا أن هناك نوعًا من “الفاول أو المخالفة” التي يتحمَّلها من أقام حفل التكريم للوزير بسبب “فلتان” حالة الالتزام الصحي، رغم أن التحضيرات كانت قد تواكبت مع العمل على الالتزام بالمعايير، الأمر الذي جاءت “الدبكة البعلبكية” لتحرفه عن مساره، هذه “الدبكة” التي وُصفت بأنها كانت نقطة ضعف الوزير حمد حسن نفسه…. وفي الختام وحول الهدية التي يتمنى تقديمها لوالده طلب فراس يوم إجازة لمعالي الوزير كي يرتاح إلى جانب أسرته وسط هذا الضغط اليومي الحاصل عليه…
السيِّد والبطريرك.
فيما أسماه إخبارًا إلى النيابة العامة، تقدَّم المخرج يوسف الخوري بصفة الادِّعاء: بحق السيد حسن نصرالله فيما اعتبره “التعرّض لمقام وهيبة رئاسة الجمهورية”. مسجِّلًا أن السيد نصرالله خرج بمؤتمر صحافي حدّد خلاله كل الخطوات التي على الدولة والشعب اللبناني التزامها في المرحلة المقبلة، والسير بها، لاسيّما بما يتعلّق بمواجهة “قانون قيصر” الموجّه أصلًا ضد النظام السوري، ولا علاقة لنا كلبنانيّين فيه- حسب قوله- معتبرّا أن في كلام السيد ضربًا لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون ودعوته للقاء بعبدا الخميس المقبل، كما اعتبره تهجّمًا على الولايات المتّحدة الأميركية، وهي دولة صديقة للبنان وتقدّم المساعدات العسكرية والطبيّة له، ما قد يؤثر على العلاقات الثنائية بين بلدينا، وبالتالي يحرم الشعب اللبناني والمؤسسة العسكرية ممّا تقدّمه هذه الدولة… ويعود الخوري إلى العام 2006 حيث يطالب بمحاسبة السيد الذي أخطأ تقدير ردّ فعل دولة إسرائيل، فعرّض لبنان لهجمة شرسة بالحديد والنار من “إسرائيل”، كلّفته آلاف الشهداء الأبرياء، كما كلّفت خزينته مليارات من الدولارات.. هذا الكلام ردَّ عليه الصحفي علي حجازي بكلامٍ توفيقي كما قال في زمن يُفترض بالجميع في لبنان اختيار مواضيع الالتقاء لا الخلاف، داحضًا فكرة مسؤولية السيد في “حرب تموز” باعتبار الحرب كان مخطَّطًا لها وهذا ما أعلنه السيد بنفسه ليجعل مقولة “لو كنت أعلم” التي يستغلها البعض بوجه السيد ومن بينهم المخرج الخوري في خانة عدم الإحاطة بالجانب الواسع لهذه الحرب التي لم تكن وليدة اللحظة.
وبانتقال الخوري من سماحة السيِّد إلى غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي واصفًا غبطته بـ”الحقير” وقوله: رسالتي الحاضرة هي موجّهة من لبناني وطني (أنا) إلى مواطن لبناني (أنت)، سوف أُسقط فيها ألقابك الكارديناليّة والبطريركيّة لأتجرَّد من مارونيتي في هذه الرسالة… سيّد بشارة، في عِظاتك وإطلالاتك الأخيرة، تكرّر علينا نفس الكلام عن الثورة.. كلامك هذا، سيّد بشارة، “رمادي”، نصفه يُرضي الثوار، ونصفه الآخر يُرضي السلطة! بمقاربتك واقع الثورة، أنتَ أكثر قربًا إلى السلطة المتحكّمة بعِباد لبنان، من قربك إلى الثورة…
هذا الكلام استدعى الرد من الأب عبدو أبو كسم – مدير المركز الكاثوليكي للإعلام، والذي أشار إلى موقف البطريرك الثابت مع الثورة رافضًا الكثير من كلام المخرج الخوري، حتى مسألة وصف البطريرك بكلمة “الحقير” مستندًا إلى تواقيع بطاركة الموارنة بهذا اللقب كونه من حقهم وحدهم ولا يحق للآخرين نعتهم به.. كذلك استغَّل أبو كسم الفرصة للرد على تغريدة أخرى للنائب السابق نجاح واكيم قال فيها: بكركي تبسط حمايتها الطائفية على رياض سلامة.. هل لأنها لا تريد أن يكون سلامه ” كبش محرقة”… هل لأنه ابن الطائفة.. أم لأن بكركي كانت السبَّاقة إلى تحويل أموالها إلى الخارج ابتداءً من شباط 2019 بمساعدة ونصح من رياض سلامة…. كم من الجرائم تُرتكب تحت مظلات “القداسة”… المخرج الخوري تدخَّل هنا مؤيِّدًا هذا الكلام، لكنه اعتبر أنه لا يحق لواكيم قوله تبعًا لانتمائه المذهبي بينما رفضه الأب أبو كسم جملة وتفصيلًا.
انقطاع أدوية القلب.
مع انتشار خبر انقطاع أحد أهم أدوية القلب من الأسواق اللبنانية، جرى فتح هذا الملف والذي بدأ بجولة على الصيدليات من قبل فريق البرنامج، حيث قام الفريق بزيارة العديد من الصيادلة وعاد بآرائهم حول انقطاع هذا الدواء تحديدًا وانقطاع أدوية القلب عمومًا، ليتبيَّن أن البعض عمل على المساهمة بهذا الأمر بسبب السعر الزهيد للدواء وفي محاولة لتأمين بديل بسعر يرضي بعض الصيادلة… هذه القضية التي تكلم عنها خلال التقرير بإسهاب أحد الصيادلة جرى استكمالها بحضور نقيب الصيادلة الدكتور غسان الأمين داخل الأستوديو، وهو كلام بدأ بالإشارة من الإعلامي طوني خليفة إلى رأي للدكتور والنائب من كتلة الجمهورية القويَّة فادي سعد، وفي وقت أثنى فيه النقيب على مناقبيَّة سعد خلال كلامه عن أدوية ما يُعرف بـ”البراند” والأخرى المعروفة بـ”الجنريك” وردت مداخلة من قبل الدكتور سعد غيَّرت المسار، لتتحول هذه القضيَّة إلى مواجهة عنيفة بين الطرفين، خصوصًا مع الوصول إلى أحد الأدوية المستوردة من إيران، ووصف النائب الدكتور لهذا الدواء بأنه “غير مطابق للمواصفات”، وهو كلام رفضه الأمين رفضًا قاطعًا مصنِّفًا إياه بالكلام السياسي، الذي يرفضه هو، ومطالبًا سعد بالعودة إلى المختبرات المُعتمدة من قبل وزارة الصحة في هذا المجال، والتي تؤكِّد أن الدواء مطابق للمواصفات بما لا يقبل الشك، خصوصًا مع إقراره من قبل وزارة الصحة العالميَّة..
الهجوم على الصرافين.
لم يبقَ أحدٌّ في لبنان خلال الأسبوع الماضي دون أن يتلقى أو يرسل أو يتداول فيديوهات مئات لا بل الألوف من الناس على أبواب الصيارفة المعتمدين الذين تلقوا تعليمات يومها من مصرف لبنان بصرف العملة الصعبة (الدولار خصوصًا) على الجمهور بسعرٍ موحّد بحدود الأربعة آلاف ليرة لبنانية، بعد ضخ الدولارات لهم عبر المصرف المركزي. ولأن سعر الصرف ما يزال في السوق السوداء متداولًا بما فوق الخمسة آلاف ليرة لبنانية فقد تهافت الناس ممن يريدون الاستفادة من هذا الفارق في الصرف لكسبٍ خارج نطاق الهدف الحقيقي من وراء هذه المبادرة، وهو تغطية الأشخاص ممن يحتاجون العملة الصعبة للعديد من العمليات، بدءًا من تغطية أجور العاملات الأجنبيات ووصولًا إلى تغطية حاجيات الطلاب اللبنانيين في بلدان الاغتراب… وبعد تقرير خاص بالبرنامج حول ما جرى أمام محلات الصيرفة ورصد الكثير من المستفيدين غير الشرعيين من هذا القرار كان هناك لصاحب الشركة العالمية للصيرفة فؤاد خنافر رأيه في كل ما حصل (عبر Skype) شارحًا أسباب هذا الهجوم غير المسبوق للناس على محال الصيرفة ومعتبرًا أنه وبوجود سوق الصيرفة السوداء من المستبعد جدًا استتباب الأمور على هذا الصعيد.
شرقًا وغربًا.
النقاش حول آثار “قانون قيصر” أو قانون العقوبات الأميركية على سوريا، وآثار هذه العقوبات على لبنان هو نقاش ما يزال في ذروته وما يزال يتصاعد بوتيرة عالية منذ دخوله قيد التنفيذ الأسبوع الماضي، ومن بين الآراء اللافتة والمنسجمة مع التوجه الأميركي كان رأي رئيسة المؤسسة الصحفيَّة Beirut Institute راغدة درغام، اللبنانية والتي تحمل الجنسية الأمريكية، معترفة أنها ممن سينتخبون الرئيس دونالد ترامب في الانتخابات المقبلة من هنا لا يمكن استغراب رأيها التالي: أيها اللبنانيون استمعوا جيدًا إلى ما قاله حسن نصرالله، فهو لا يضلّلكم… إنه يصارحكم… قراره هو: تلازم الانهيارين السوري واللبناني، وضع لبنان في عهدة إيران، والحرب مع الولايات المتحدة عبر حدود لبنان الشمالية… فهو قال إن لديه “معادلة مهمّة وخطيرة – ولن أتحدّث عنها” تاركًا المساحة للمفاجأة التي قد تكون على نسق مفاجأة “لو كنت أعلم” عام 2006… واسمعوا جيدًا ما يقوله الأميركيون بأن إنقاذ لبنان ليس مهمّة أميركية وإنما هو مهمّة لبنانية حصرًا عنوانها عدم الرضوخ لما أسماه حسن نصرالله “ثقافة وعقيدة واستراتيجية بيئة المقاومة”، المتمسّكة بالسلاح. فاختاروا وكفّوا عن التذمّر ورفع شعار “ما في اليد حيلة”. وتستطرد درغام إلى آخر ما لديها بتبني الغرب كخيار وحيد بقولها: روسيا والصين دقّقتا في الخيارات المتاحة أمامهما في فنزويلا ازاء التطويق الأميركي التام لقدرات فنزويلا على بيع نفطها عبر نظام عقوبات يَدبُّ الرعب في قلوب الشركات الضخمة منها والمتوسطة – فوقع خيار موسكو وبكين على لملمة النفس والتلويح وداعاً لفنزويلا… هدف واشنطن قد لا يكون الإطاحة بالأسد بقدر ما هو إجبارِه على إخراج إيران من سوريا بالدرجة الأولى وثانيًّا الخضوع لعملية سياسية سورية دستورية داخلية تؤدّي الى تقاسم السلطة أو إخراجه منها إذا رفض… هذا الكلام حمله خليفة من بيروت إلى دمشق عبر skype للرد عليه من قبل الخبير المالي والاقتصادي حيَّان سليمان والذي أشار إلى ثقة سوريا بحلفائها من روسيا وإيران وغيرهما ولا صحة لمقولة أن الروس سيتخلون عن الرئيس السوري بشَّار الأسد، بل أن القيصر الروسي سيعمل على إسقاط “قانون قيصر” الأميركي.. وحول ردِّه على سؤال خليفة أمام الاعتماد الكلِّي على الحليفين الروسي والإيراني ماذا لو اتفق هذان الحليفان على التخلي عن سوريا قال سليمان إن المصلحة مشتركة بين هؤلاء الحلفاء الثلاثة ولا مصلحة لأحدهم بالتخلي عن الآخر… أما بخصوص الأموال التي قيل إنها هُرِّبت من لبنان إلى سوريا ردَّ الخبير الاقتصادي السوري بإعادة خليفة إلى كلام سماحة السيد نصرالله في هذا المجال…
مساعدة غير مطلوبة.
وخلال مسار الحلقة وعلى الهاتف الخاص بطوني خليفة أرسل العميد المتقاعد سامي الرماح طلبًا بمساعدة إنسانية لطفلة موجودة في إحدى المستشفيات جرى بتر أحد أعضائها كما جرى اقتطاع أجزاء من أمعائها، مشيرًا إلى حاجتها لحوالي الثمانين مليون ليرة، وعندما رفع خليفة الصوت للمشاهدين انهالت المساعدات والتي كادت تغطي المبلغ المطلوب وتزيد، قبل أن يتصل أهل الطفلة ويعلنون أن هذا الطلب جاء دون استشاراتهم وأنهم على العكس قادرون على تغطية النفقات وليست لديهم أي رغبة بطلب هذه المساعدة.!
Leave a Reply