المسلسل الدرامي المشترك ” للموت 2 ” يتنافس في السباق الرمضاني لهذا الموسم، ويُعرض على شاشة الـ mtv اللبنانية، هو من باقة المسلسلات اللبنانية التي كنا نبني عليها آمالًا كي تستعيد مكانتها في تصّدر واجهة المسلسلات العربية ، وتحظى بمشاهدات وإعجاب لا مثيل لهما، وهو كذلك في الجزء الأول والثاني مع بعض التحفظ، لأن أملنا كبير بالممثلين اللبنانيين، والكتّاب والمخرجين الذين عندهم القدرة الوافية لتحقيق النجاح المُبهر لما يتمتعون به من علم وتخصّص وخبرة.
( بعد هذا الكم من الأعمال المشتركة، لا بد أن نؤمن بالمسلسلات اللبنانية الصرفة من دون تطعيمها بهجين شقيق أو جار على آمل أن تتصدّر الشاشات كما كانت سابقًا، رغم أن الأعمال المشتركة أخذت حيّزًا وإهتمامًا كبيراً عند الكثيرين من الناس لأسباب لا مجال لتعدادها وتبريرها ومناقشتها حاليًأ).
وهنا مسلسل ” للموت2 ” يشّق طريقه بنجاح كبير ولسنا بصدد تناوله الان من ناحية الصناعة الدرامية ومكوّناتها ، ولا عندنا النية في تقييم العمل، وإنتقاد الهفوات التي رافقته حتى اليوم، لكننا سنسلط الضوء على بعض من الألفاظ النابية- الزقاقية التي طالما تفوّهت وتتفوّه بها نجمتنا المحبوبة ماغي بو غصن حيث اجادت لعب دور الفتاة ” غير السوية ” بنجاح وإمتياز ، رغم بعض العثرات الطفيفة التي تُفقدها حجّة الإقناع بالتمثيل في بعض الأحيان.
كذلك بعض الكلمات التي تستخدمها القديرة ليليان نمري، وهي تتزعم فيه عصابة من الاطفال حيث لعبته بإمتياز وحرفية، إضافة الى العبارات المقيتة التي يمرّرها بعض الممثلين من وقت لآخر.
العبارات النابية التي يتمحور عليها حديثنا كثيرة ،وتأتي في مقدّمتها كلمة ” يا قريع ” و” يا أبو مخطة”….. تردّدها دائمًا نجمتنا المحبوبة” ماغي”. هذه العبارات لا تتفوه بها حتى مَن كانت تبيع الحُب علنًا، وتعمل من العشق تجارة رخيصة لها، ولو أن هذه الكلمات قد تثير البعض من المشاهدين وتخدم الدور ، خصوصًا وهي تصدر من نجمة لها جمهورها و تحمل في شكلها الذي تلعبه الكثير من الإيحاء والإغراء والإثارة.
في بُعد هذه العبارة وغيرها من عبارات نخجل من ذكرها تكمن السفافة الساقطة التي يخجل من أن يتلّفظ بها مَن كانت حياته مجبولة بـ ” سوق العشق والقوّادين” ، فهذه الكلمة – برأيي – هي من أحطّ الألفاظ وأكثرها هبوطًا، وبالتالي لا تليق بأن تُبثّ على الشاشة خصوصًا في شهر رمضان المبارك، وحتى في غيره من شهور السنة.
كما أن هناك عبارات كثيرة” فالتة ” ينطق بها بعض الممثلين تحمل الإهانات كان يمكن تحاشيها وإستبدالها بعبارات أقل إنحطاطًا حتى ولو كانت تركيبة النص والمَشاهد تسمح بتلك السجيّة في الكلام .. ويجب ان ” تتفلتَر ” و ” تُخفّف”على أن تؤدي المقصود..
و كتابة الشخصيات في النصوص والسيناريو موهبة .. ولكنها تبقى على الورق ليأتي الممثل بخبرته وبتوجيهات من المخرج ليصححها، وتصبح من لحم ودم ..
في زمن الإغراء لم يستطع العري أن يحتل المشهد العام .. فكانت النظرة تفضح .. كل هذا بإدارة مخرج ..
واليوم نستطيع في اللعب على الكلام أن نتوصل لأسلوب جديد بانتقاء الكلمات السوقية التي لا تؤذي فقط المشاعر بل الأذنين ..
فكما نرسم الخط الدرامي والشخصيات في اللباس والمكياج يمكننا بأسلوب ما أن نجتهد بعبارات بين ال “٢٨ أو ٢٩ حرف” من الأبجدية العربية الكثير والمثير من الكلمات ..
علماً أننا نشهد هذا في ترجمة الأفلام والمسلسلات الأجنبية على شاشاتنا العربية .. فتصل الفكرة والمضمون بأقل خسائر ممكنة في تعليم جيل كبير .. قدوته المشاهير ..
فكان حريّ على المراقبين أن يعوا ويدركوا تمامًا هذا الأمر، ويمنعوا إستخدام هذه الكلمة وإستبدالها بعبارة أخفّ وطأة على أذن المشاهد اللبناني الذي يعرف مقصدها ونشأتها ، كذلك كي يفهمها المشاهد العربي فيما لو تحقّق حلمنا وبدأنا ننافس في تصدّير مسلسلاتنا إلى العالم العربي .
Leave a Reply