يَتَرَاءى لـ يسرة من صحافي الفن المتعملقين الذين إعتادوا على تلقي أخبارهم من مكاتب الفنانين، أنهم يستطيعون القيام بنقد تحليلي للدراما التي تُعرض على الشاشات في الشهر الفضيل، ولو أنهم لا يدرون ما هو النقد الفنّي وما هي ركائزه ومدارسه ، بل لأنهم – في إعتقادهم – يعيشون الفن من خلال نقلهم للأخبار وعلاقاتهم مع بعض الفنانين وإجراء مقابلات معهم .
لذا هم يعتقدون أنهم أوْلَى بأن ترصد أقلامهم الـ “مُرّة ” جميع الهفوات وُتقيّم العمل وتبدي وجهة نظرها بكل ما يدور من أحداث درامية .
ويمضون في إعتقادهم ، مصريّن على حماستهم التي سرعان ما توقعهم في فخ الخطأ حيث يتناقلون – عن قصد لأنهم لا يعلمون ما يكتبون – نصوص المادة عن بعضهم البعض، مضيفين إليها بعض الزخرفات الكتابية ، بحجّة أنهم يبدون وجهة نظر خاصة بهم، والتي تبقى أساسًا في غير محلّها.
وما أن يطرح ناقد عليم في النقد رأيه بشخصيّة فنيّة معيّنة ، حتى نشاهد هذه الأقلام ” تنجرّ” خلفه من دون تفكير وتركيز ، متكاتفة معه ( على عماها ) ، تنقل على صفحاتها ومواقعها ومجلّاتها الرأي بكامل حروفه ويصوّرونه للعامة على أن قلمهم الحرّ هو مَن إبتكر وحلّل وحَكَمَ.
وما أن يشيد هذا العليم ببطل حتى نشاهدهم يشيدون به ويزايدون في الإشادة . وإن تهّجم على بطلٍ آخر، نشاهدهم السبّاقين في الهجوم والمقاتلين بشراسة، وذلك من دون إدراك وفَهم ما ” يكزّون من أفكار”.
وهنا تكمن مشكلة هؤلاء الطيّبين الذي يحاولون الظهور على أنهم من أصحاب الرأي الذي لا يعرف الضغوط، ويصدّقهم البعض من الناس وتنطلي الحيلة عليهم.
وهنا تكمن أيضًا مشكلة نقد الدراما التي يعالج مواضيعها البعض من هؤلاء ، على طريقة الـ “Copy – Paste” فلا يحتاجون الى تحليل وتعليل ولا الى أقلام تكتب ، فالـ ” Bic” عندهم أصبح جافًا لنُدرة إستعماله.
Leave a Reply