من أجمل مساحيق التلميع ” رقعة التمسيح ” التي يضعها البعض من الصويحفيين على جبهته عاصبًا بها غرّته، ويستعملها كخُرقة متّشحة بالتزّلف والمُداهنة والمُمالقة لـ تبْييض “وجهه بـ ” دهن اللوز ” – ومختلف الألوان (حسب التلميعة ) – أمام وليّ نعمته من الفنانين، والتي لا تهدأ ولا تتعب (هذه الرقعة) من الدَوَرَان في آداء وظيفتها من أجل أن ينقده ( هذا الفنان أو ذاك ) حفنة من “الدوليْرَات المُشحترة” التي تسقط سهوًا من رزمة كبيراتها ( أي الدولارات صاحبة الفئة الأكبر ) حيث ينحني ” اللمّيع ” بأربَعَتِه لإلتقاطها ولو بأسنانه.
طريق مُربحة إعتادها بعض أصحابنا من ذوي الإحتياجات الطَمَعيّة الذين أفلحوا في الإنخراط بعالمها ، وأبدعوا في أدقّ تفاصيلها حتى أضحوا رمزًا للسخرية في الوسطَين الإعلامي والفنّي لما لديهم من فنون وإبتكارات وإحتيالات فيها.
لكن المفارقة الصعبة عند هذا البعض اللمّيع ، أنه يتشاطر في جلساته ولقاءاته مع أصحابه المبهورين بحنكته والـ ” داعسين ” خلفه على طربقه، بأنّه من فريق عمل هذا الفنان ( الذي يلقبّه بالنجم ) ، وكاتم أسراره والنقطة البارزة في كلّ حياته ولولاه لما عرف (صاحبه ) الشُهرة ولا مرّ من جنبها ولو لمرّة واحدة.
ولا يألو جهدًا في المغالاة بـ موضوع الشُهرة التي صعد بها ( هو ) الى أعلى درجة فيها ( جميعهم يقرعون على نفس الطبلة ) حيث يُثَرثر بقناعة وبصوت تحفّ به المفاخرة والتشاوف على زملائه ، بأنه من أهمّ الصحافيين الذين رافقوا أغلب النجوم وكتب عنهم وتعمّق في خصوصياتهم ، متغافلًا عن الحقيقة المُرّة التي ” قزّمته ” وحعلته مستجديًا يعيش بطأطاة رأس و” حَنْيَة ” جبين ورضوخ مقرف ، طلبًا للحفنة الدولارية التي مهّدت من كتفيه وظهره لجعلهما بردعة وجِلالًا ليمتطيهما الأخرون.
ولا يخجل إطلاقًا بكيّفيّة ” تحويشة ” رزقه – على ما ذكرنا – بل يعتبر هذا الشأن ” شطارة ” و ( الشاطر ما بيموت ).
علمًا، أن الصحافي المتمّكن والواثق، لا تغرّه الدولارات الـ ” مُشحترة ” ولا يطيق التزلّم ولا يقبل بالـ ” وَطاوَة ” حتى ولو ضاقت به سُبُل العيش إنما يكتفي بما يتقاضاه بَدَل أتعابه (بحقّ الله ) ولكن بعَظَمَة وشرف.
Leave a Reply