مشكلة كبيرة تواجه بعض المُعقّدين في ممارسة الإعلام المُذاع ، الذين يجهلون أو يتجاهلون عن قصد فَهم وإدراك المتابعين ، مقلّلين من أهميّة ذكاء ( المُستَمِع ) ، حاسبين نفسهم سلاطين الكلمة وملوك الفكرة وأسياد الساحات، ومن أقدر المذيعين لَبَابَة وحذاقة.
وتزداد ” مصيبتهم ” القاتمة رعونة وغباء حين يجتزئون من تصاريح بعض المشاهير أجزاء تتماشى وطبيعتهم في إختلاق مواقف تصبّ بخانة ” سَبَفَهم ” الإعلامي الذي يشاؤونه ” ضَرْبَة ” و ضريبة على المشهور لتبيان وإظهار صورة مشوّهة عنه أمام العامة ، أو عندما يرّوجون لأخبار كاذبة من خلال فقرتهم ، متسلحين بكلمة ” قيل لنا ” و ” سنؤكّدها لاحقًا ” وذلك من باب التعمية والتغطية على الحقيقة ، معتقدين بأنهم سيدخلون مدار الضوء والشُهرة من خلال أضاليلهم الممقوتة.
ويتباهون أمام معارفهم ، على أنهم يستطيعون أن ” يعملوا من البحر طحينة ” وبمقدورهم أن يصنعوا من الـ ” لا شيء ” خبرًا، لأنهم أصحاب صوت مسموع عبر الراديو ويدخل الى قلوب المُحبّين.
لكن العجب العجاب ، أن أغلب هؤلاء المتفزلكين هم من حَمَلَة الشِنَط والمناشف والثياب المزروكة والملّونة ومن أصحاب القهقهات الفارغة على الهواء والصوت المخنّث والكلمات المُمغّطة التي تثير أمثالهم ولا تقنع غيرهم من السويين.
حرام.. أن يمتهنوا هذه المهنة ويدّعون أنهم من أربابها ، رحمةً بالنخبة الرائعة من المذيعين والمقدّمين أصحاب الكلمة الصادقة والخبرة الوافية والخبر اليقين والصوت الذي يضجّ صدقًا وثباتًا.
Leave a Reply