رَحَم الله المُخرج الكبير سيمون أسمر ذلك العملاق الذي صَنَع نجومًا من الصفّ الأوّل – في حقبة من تاريخ فنّ لبنان الحديث – وما زال هؤلاء النجوم ، حتى اليوم ، “يُنقْودون ” النجاح عن بيدره ويتصدّرون الواجهة ويحتّلون الصفّ والشاشات ويتزّعمون المهرجانات والحفلات ويتعملقون في الصور الكبيرة على البانوات ، ويُعشعشون في ذاكرة الجيل الذي رافق إنطلاقتهم ، متوالفين مع ذاكرة الجيل الجديد الذي ( وَعِيَ ) على نجوميتهم وما عاد يستطيع التحرّر والإفلات من هذه الفكرة ، لأن القيّمين على البرامج الفنيّة والتلفزة يفرضون عليهم هذا النَمَط من النجوم الذين يعتبرونهم من ” فحول ” الغناء والطرب ولا يبصرون غيرهم من مُبدعين و” فلتات زمانهم “.
ومهما أطلق هذا النجم الذي ” بَاخَ ” من أغنيات ” باراشوتية = نسبَةً للهبوط في الباراشوت “،ترى المتابعين يصّفقون له ، مُعجبين بإنجازه ( على عماها)، لأنهم تعوّدوا على نجوميته،ولأن المسؤولين يفرضون عمله عليهم ، ويجبرونهم على حفظه ، من كثرة الترداد والظهور التليفزيوني ،ولو ” من دون نَفْس “.
وعلى الرغم من أن هؤلاء النجوم قدّ خفّ زخمهم نتيجة العمر وتكرار ذاتهم ( ولو صَبَغوا شعرهم وصَنعوا عمليات تجميل وشدّ وجوه وجسم )، مازالوا يتصنّعون النجومية التي خدمتهم قبلًا على مدى جيلين ونيّف ، بالرغم من هشاشة صوتهم والتعب الذي أصابه ، وما زالوا يطحشون على الساحة بمساندة مروّجي الدعاية غير حاسبين حسابات غيرهم من المُبدعين وهم كُثُر.
صحيح أن سيمون أسمر كان متغطرسًا ، يعمل وفق مصلحته وجيبه، لكنه كان عليمًا وفهيمًا ومتفرًسًا ، عارفًا من أين تؤكل الكتف، كما كان يهدف الى التجديد الدائم ويصنع نجومًا كلّ فترة.
فلو بقي سيمون أسمر على قيد الحياة وبقي مترأسًا صناعة النجوم هل كان بقي هؤلاء المتصّدرون الى اليوم.؟
ولو جاء سيمون أسمر آخر، هل يبقل بهذه النوعية من الـ ” باتكس ” متمترسة بهذه الصفوف؟
أليس هناك من نخب جديدة يحقّ لها إحتلال هذه المراتب وتُفسح لها الفُرَض من أجل الظهور والتعمشُق؟
بالطبع نعم.. هناك نجوم تستحقّ الصدارة .. لكنها بإنتظار سيمون أسمر جديد.
Leave a Reply