كثيرًا ما يكمد قلبي ويغمّه.. ساعة ما أشاهد ” وَزَاويز” من الـ ” شْبَيْبَات ” ،يقودون سيارات ” مزوزقة” سعر الواحدة يساوي ثقلهم في الميزان من عِمْلة العم سام، وهم يشبّحون فيها على الطرقات وفي الأزقة والباحات ، مرتدين ثياب الرياضة والـ “فانيلات” ، رافعين صوت البافلات أكثر من صوت الجياع في زمن المحل والقحل والاستغلالات. حتى تكاد تشعر كأن زجاج سيارانهم سيتحطم او أن الدم سينفجر من أجسادهم كأفلام الرعب والقرف التي اعتدنا مشاهداتها على الشاشات. خصوصًا حين يقدمون على الاستماع الى أغنيات هجينة صاخبة أو “غُنيّوات”لا يفقهون منها حتى لهجتها ولكنتها وربما نكهتنها ، فيُدَنْدون معها على عَمَاها بأصوات ” تُقَشْبرُ البَدَن”( يا محلا اصوات بعضى المؤديين عندنا والمؤديات).
علمًا ان هؤلاء الناشئة أكبرهم تَرَعْرَعَ على أصوات وأغنيات المؤديين والمؤديات” اللي ولا شي “.. فهم لا يعرفون من الفن سوى هذه المهازل و ( المستوى الهابط – النازل ) ،ومع ذلك تراهم ينتفضون وينجرّون نِكاية الى ما هو أسوأ وأهبَط ، هاربين من تفاهات الفنّ الى ما يظنونه أشفى حالةً. ربما لتعبير صارخ بداخلهم يدفع بهم الى تغيير النهج الفني المُتبع الذي أوصلنا الى ما نحن عليه من “فوفاش”والذي يقع الحق فيه على بعض القيّمين الذين يساهمون بنشر هكذا فنّ، تاركين شُبيباتنا عائشين على قُمامة الفن المستورد نكاية بفننا الكسيح.
والله اعلم
Leave a Reply