ما ان ينبلج صباح وتشرق شمس حتى ” نَنْفلج ” بألقاب تقهي النفس، “تُفلع ” رؤوسنا من النزف والعزف على مساحات شاسعة من الصفحات الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، معلنةً بسماجة” بوستاتها ” عن ألقابٍ، قد إكتسبها أصحابها من دكاكين مموّهة العناوين ،مرة من الهند ومرة من الصين ، متفاخرين بتحقيقهم النصر المُبين الذين إغتنموه بـ ” زَعْبَرات ” بعد مشقّات عمر وتعب من السنين ،طارحين صورًا لهم على أعلى قائمتهم ، بارزين خلالها ” كرتونة” مكتوب عليها ” منظمة التعتير تمنح فلان الفلاني ( أي صاحب الصفحة والـ بوست ) لقب دكتور أو سفير” ….
وتنهال تعليقات الإعجاب من ” فَجّ و غميق ” فتملىء البلكون والدَرَج بـ ” شوالات ” التهنئة كما على جوانب الطريق، مباركين، فرحين، لمَا أنجزه صاحبهم من مجد رفيع قلّما حقّقه جهبذ أو مَن كان في مهنته ضليع.
لكن السؤال الفظيع والمريع يكمن :
هل أصحاب الـ ” كاراتين ” هذه يصدّقون انفسهم أنهم أصحاب هذه الالقاب؟
وهل كلّ مَن هنّأ ، صدّق هذه التفاهة؟
وهل كلّ مَن بارك إنطلت عليه هذه الحيلة ؟
وهل كلّ مَن شاهد هذه المسرحية إقتنع بهذه المهزلة؟
ويبقى السؤال الأكثر إستيضاحًا..
مَن هي هذه الجهة المُخوّلة التي مَنحَت هؤلاء هذه الألقاب وما مدى شرعيتّها ومصداقيتها؟
وعلى أي أساس تَمنحهم ألقابًا ، فيما غيرهم يمضي نصف عمره في التحصيل والسهر كي يحقّق المُراد ، وفي أغلب الأحيان لا يصل الى مبتغاه المنشود؟
بأي صفة قد منحتهم هذه الـ ” كرتونات ” وما هي الرسالة التي سيقوم بها هذا المحظوظ ( صاحب النعمة المُنزلة ) التي من شأنها خدمة المجتمع والناس والوطن؟
وبماذا هم بارعون أصلًا ، وما هو تحصيلهم العلمي والثقافي وما هي معطياتهم المهنية؟
هل يصّدقون أنفسهم أنهم ذات شأن وقيمة قبل أن يوهموا الآخرين بهذا اللقب الميمون؟
كفانا دَجلًا، وكفانا ” ضحك على الذقون ” فَـ للناس عقول وازنة وألسِنَة.. كفانا تزويرًا ، كفانا رياء وتهويلًا..
فآخر الكذب يأتيكم بالندم..
Leave a Reply