تُطالعنا في هذه الأيّام العرجاء، العوراء والنكراء، الماحلة والقاحلة ظاهرة حفلات ملكات الجَمَال التي تُقام لتحصيل المال و” تسيير الاحوال ” و” طعْماية العيال “، في عدد من المناطق تحت تسميّات مختلفة!
فتَظهر هذه المسابقات، بأغلبها، كأنها سوق شعبّي بازاري مزدحم بالـ “كيوسكات التَنَكيّة”، المِتكّية على مداميك خشبيّة، ومهترية، المَسقوفة بالـ “توتيا ” والمُثقِلَة ببعض حجارة الدَبْش والخِفّان المُشّقفة، يُنادي تحت فيئتها وأمامها البائعون بمُكبّرات صوت ( يَخفُت ويقوى ) حسب “فولت” البطّارية، مُدلّلين على بضاعتهم التي يبقى أحْسَنها “باب ثالث” أو ” تَكويمة ” من بقايا المحاصيل التي لا تُحسب في الحِسبَة، فتتعالى الأصوات وتتنوّع الأشكال ويختلط الحابل بالنابل، فيضيع الـ ” منيح ” مع القبيح والتغريد مع الفَحيح والخطأ مع الصحيح!
وتلعبُ الـ “Propaganda” الدعائية لعبتها بالـ “طابة والإكس “، وتُشَكلّ لهذه التجارة المُربحة، لجان جمالية تحكيمية ليست ( على قدّ الحال )، “مَحشّوة ” بوجوه ما ” إلها لزوم” إلّا للكاميرا والـ ” زووم ” وتسجيل نقاط للمتسابقات حَسَب التَعْليمَة و المَعلوم..!
وهذه اللجان في الأساس لا تعرف أصلًا و( بحياتو ما مَرَق على مُخّها ) ما هي”زَيْبَقَة” المواصفات والمقاسات الجماليّة والقفشات الذكيّة والردود البديهيّة والحالات النفسيّة لأنها بعيدة عن هذا المَجال ( بآلاف الأميال )!
فالذي يُتقن ” التمثيل ” أو ” الغناء ” أو ” الموسيقى ” أو ” السياسة ” أو ” الإعلام ” أو ” التنجيم ” أو “فن مصالح الكذب والتكاذب” كيف له أن يُبدي رأيه الصائب والـ “اللي بيصاقِب والبعيد عن المَصَائب” على مواصفات الجميلات المتسابقات على اللقب؟
وكيف يُمكن له أن ينصُفهن ويُعلّل علامات نجاحهن ويُصنّفنهن عن غيرهن من المشتركات؟
فلهذه المسابقات أسيادها وسيّداتها في لجنة التحكيم، يتمتعون بخُبُرات ودراسات وأعمال وتجربة، ولهم الباع الطويل في أدقّ التفاصيل ودرجة المقاسات!
وعلى هذا.. يجب أن تُغلق كافة هذه الأسواق الـ ” تَنَكيّة ” التي لا تُقيم للجمال وزنًا بل لمصالحها الخاصة، وتبقى بنَظَر العامة المُطلقة ( فستق فاضي )….!
Leave a Reply