ما أن يمضي أسبوع أو أكثر حتى تطالعنا بعض المواقع و الأخبار عن حفل مسابقة للجمال ، يقوم بها – في كلً آونة – فريق من المنظمّين يختار مسرحاً وإسماً يتوافق مع طبيعة الحفل ..
وقد إعتدنا على هذه ” النَغمَة ” التي يتّم خلالها – ما يُسمّى – إنتخاب ملكة للجمال وسط مباراة ” تعجق ” بالمتسابقات الطموحات لإكتساب لَقَب يجلب لهن الحظّ بالشهرة والإطلالة والعمل والدولارات … جميل جدّاً ، أن نشاهد كلّ فترة ” زينات البلاد ” يتفتّلن أمامنا على المسرح والـ “سجّاد” بالمايوهات والتايورات والفشخات والتفشيخات والرقصات والإبتسامات والنظرات ودقّات القلب التي لا تتهادن طيلة العرض، وهذه نتيجة حتميّة لضريبة الجديّة والوقفة ” التفحيصيّة ” في التعاطي مع الكاميرا وأمام الجمهور…
لكن … ما يستوقفنا دائماً أعضاء اللجان التحكيميّة التي يؤتى بأغلب أعضائها من خارج هذا المجال. فيجلسون خلف الطاولة التقريريّة بسلطة صولجان ، يتفّحصون الطول والعرض والسماء والأرض والكلّ والبعض بنظرة الثاقب الفاهم بكلّ شيء – عدا هذا الشيء – ويضعون علامات – حسب إعتقادهم – من شأنها أن تغيّر ” أوتوستراد ” الحياة عند المشتركات..( علمًا أن النتيجة تكون معلّبة قبل بدء المسرحية). وتنهمر أسئلتهم على المتسابقات ( من كلّ واد عصا ) اللواتي يجاوبن بتلعثم لسان و” ضَعَضعة ” أفكار، لا يجمع بينهّن الاّ أجوبة تحمل على متنها عبارات القيَم والأخلاق التي تبقى في نطاق الكلام المعسول و ( رضى الحيّ الباقي الذي لا يزول).
وفي كلّ حفل تتربّع جميلة على العرش ، فتُتوّج بتاج ” يزّق ” عن شعرها كلّما مالت يميناً أو يساراً مع شلاّل من دموع الفرح الذي ينهمر من العين مدحرجاً معه الماكياج حتى الصدغين .. وتبدأ بتنظير الأعمال التي توّد القيام بها… وأكثر ما “يحزّ بنفسي ” أن هناك كثيرات لديهن المواصفات ، فيُهملن لأنهن بعيدات عن أصحاب المفاتيح.
Leave a Reply