تطالعنا بين الفَينة والأخرى بعض الشاشات والاذاعات بفتراتها الصباحية والمسائية أو الأسبوعية والشهريّة ببرامجها الروتينية التي تُعنى بشؤون التبريج والتهريج ومعرفة التاريخ وأكل البَطّيخ والطَبيخ. فيستضيفون على هوائهم ما ليس على ” هوانا ” بعض من هؤلاء المُبّرجين الذين يعيشون على الروتين ، فيأخذون من إطلالتهم بعض ” البروتيين “و ” الفيتامين “والدعم والبنزين لينطلقوا كاشفين عمّا لديهم من عُلَب ” السردين ” المُغلّفة بالتفنين على أنها أحداث ستَحدث من الآن الى ” 3 سنين ” حسب ما ألهمهم فكرهم وليس ربّ العالمين. ويتفلسفون على الناس واضعين ” الوسواس ” في النفوس والرؤوس وبين الشفاه والكؤوس وبين العريس والعروس ، مؤكدين على أن إلهاماتهم ستُصيب بالوقت القريب، ومن المستحيل أن تخيب ، وإن كنتم لن تصّدقوا فاسألو الجارة ” أم حبيب”…
لكن الغريب والعجيب ، أن المُقدّمين و المُقدّمات يعرضون على الناس ” ريبورتاجات ” عمّا قالوه هؤلاء في عموميات لا بُد لها من أن تحدث ، نظراً لمجريات الأمور و سياق الأحداث التي تدور والتي لم تعد تُخفى على الجمهور.
وعلى الرغم من قلّتها يتفاخرون بما قالوه الضيوف ” …من أحداث .. مطمشّين ” عن الكثير مما تفوّهوا به من توقعات ولم تحدث..
فلو كانوا صادقين مع نفسهم ومع الناس ، لكان حَريّ بهم أن يحاسبوهم على الشاشة ويعرضون إلهاماتهم جميعها .. وعليها تكون الحلقة أكثر حماسة وموضوعية، وعندها يقع هؤلاء المتوقّعين بين حَلّين .. فإمّا أن يعاودوا الكرّة ،أو يذهبوا في حال سبيلهم لأن مثل هذه الأمور مهزلة.. ويكفي الشعب مهازل.
Leave a Reply